مقالة : الشركات الأجنبية تعزز استثماراتها في الصين وسط فرص اقتصادية واعدة

بكين 3 أبريل 2025 (شينخوا) رغم التوترات الجيوسياسية وتصاعد الحمائية التجارية، تواصل الشركات الأجنبية تعزيز التزامها تجاه السوق الصينية، مستفيدة من المرونة الاقتصادية للبلاد والنمو المدفوع بالابتكار.

تعكس الزيادات في الاستثمارات والتوسع في الشراكات الاستراتيجية قناعة متزايدة بأن التعاون مع الصين لا يزال يشكل مسارا لتحقيق المنفعة المتبادلة.

وتؤكد استطلاعات حديثة ثقة المستثمرين العالميين، حيث أظهرت أن 76 في المائة من الشركات البريطانية العاملة في الصين تخطط للحفاظ على استثماراتها أو توسيعها. وبالمثل، تتطلع 70 في المائة من الشركات الاستهلاكية الأمريكية إلى التوسع في عام 2025، في حين أن 92 في المائة من الشركات الألمانية تعتزم مواصلة عملياتها في البلاد.

وفي ظل هذا الاتجاه، يكثف المديرون التنفيذيون من الشركات الكبرى متعددة الجنسيات زياراتهم إلى الصين، لاستكشاف فرص جديدة وإعادة تأكيد استراتيجياتهم طويلة الأجل.

كما يشهد اهتمام المستثمرين بأسواق رأس المال الصينية انتعاشا ملحوظا، حيث أفاد تقرير حديث صادر عن جولدمان ساكس إلى أن المشاركة الخارجية في سوق الأسهم الصينية قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ نحو أربع سنوات، ما يعكس تجدد الحماس تجاه الأسهم الصينية وسط التحولات الاقتصادية المستمرة.

من التوسع على نطاق واسع إلى الترقية الهيكلية، تعمل الشركات متعددة الجنسيات على تعزيز استثماراتها في القطاعات كثيفة التكنولوجيا، بما في ذلك قطاعات الطاقة الجديدة والتصنيع الذكي والرعاية الصحية، بما يتماشى مع توجه الصين نحو تطوير قوى إنتاجية حديثة النوعية.

أظهرت البيانات الرسمية أنه في عام 2024، اجتذب قطاع التصنيع عالي التقنية في الصين 96.29 مليار يوان، وهو ما يمثل 11.7 في المائة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد. كما ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 98.7 في المائة على أساس سنوي في قطاع تصنيع المعدات والأدوات الطبية، و 40.8 في المائة في قطاع الخدمات الفنية المهنية و 21.9 في المائة في قطاع تصنيع أجهزة الكمبيوتر والمعدات المكتبية.

أقامت الصين منظومة متكاملة من السياسات والأنظمة الداعمة للاستثمار الأجنبي، مع مواصلة تحرير قطاعي التجارة والاستثمار. وتواصل البلاد تعزيز بيئة أعمال تجارية من الدرجة الأولى موجهة نحو السوق وقائمة على القانون ودولية، مما يعزز موقعها كوجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية، وفي المقابل تسهم الشركات متعددة الجنسيات بدور محوري في دفع عجلة التطور الصناعي عبر استثماراتها التكنولوجية.

ويرى المحللون أن التزام المستثمرين الأجانب المتزايد، لا سيما في الصناعات الناشئة والمستقبلية يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي العالمي وجعل العولمة الاقتصادية أكثر شمولا وإفادة للجميع.