وزيرا خارجية الصين وروسيا يتفقان على تعميق التعاون العملي بين البلدين وحماية العدالة في النظام الدولي

موسكو أول أبريل 2025 (شينخوا) اتفق وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ووزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم (الثلاثاء) على تعزيز تنمية العلاقات الثنائية والتعاون بين الصين وروسيا في مختلف المجالات.

أدلى الوزيران بهذه التصريحات خلال زيارة رسمية قام بها وانغ يي إلى روسيا، حيث أجرى محادثات مع لافروف.

وقال وانغ، وهو أيضًا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجريا اتصالات استراتيجية مرتين حتى الآن خلال العام الجاري، وقدما خلال هذه الاتصالات التوجيهات اللازمة لتحقيق تقدم مطرد في العلاقات الثنائية في خضم تغيرات كبرى لم يشهد العالم لها مثيلا منذ قرن، ووضعا ترتيبات جديدة مهمة لتعميق التنسيق الاستراتيجي الشامل بين البلدين.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع روسيا لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ودفع تنمية العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات بشكل مشترك، ومواصلة تحقيق النفع لشعبي البلدين.

وأشار وانغ إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ80 لانتصارات حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتي، والحرب العالمية ضد الفاشية، فضلا عن الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة.

وأكد استعداد الصين للعمل مع روسيا لتحمل مسؤولياتهما الخاصة، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، من أجل حماية نتائج الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن حماية النزاهة والعدالة الدوليتين.

وأعرب وانغ أيضا عن استعداد الصين للعمل مع روسيا لتعزيز عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، بغية تقديم إسهامات جديدة في قضية السلام والتنمية.

وأعرب أيضا عن ثقته بأنه في ظل التوجيه الاستراتيجي من رئيسي الدولتين، ستكتسب شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد زخمًا جديدًا وستصل إلى مرحلة جديدة.

من جانبه، قال لافروف إن بوتين وشي ضخا زخمًا قويًا في التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، ما دفع بالعلاقات الثنائية إلى مستوى غير مسبوق.

وأوضح لافروف أن روسيا والصين تتشاركان تقليدا طويلا من حسن الجوار والصداقة، وبينهما حدود طويلة ومصالح مشتركة واسعة، معربا عن استعداد روسيا للعمل مع الصين وفقاً للمبادئ التوجيهية التي وضعها رئيسا الدولتين لتحقيق نتائج جديدة في العلاقات الثنائية.

وأشار لافروف إلى أنه في ظل المشهد الدولي المعقد، حافظت روسيا والصين على تنسيق وثيق لضخ استقرار في العالم.

وأكد لافروف أن روسيا تُقدّر بشدة المبادرات العالمية التي اقترحتها الصين، وتدعم تماما موقف الصين بشأن مسألة تايوان، وهي على استعداد للتمسك المشترك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ المشترك على نظام دولي عادل ومنصف.

واتفق الجانبان على تعزيز التنسيق بين وزارتي خارجية البلدين، والتحضير للتبادلات على جميع المستويات خلال العام، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، وترسيخ الأساس المادي للعلاقات الثنائية.

وتعهد الجانبان بإنجاح عام الثقافة الصينية في روسيا وعام الثقافة الروسية في الصين، وإثراء التبادلات الثقافية، وتعزيز الصداقة بين شعبي البلدين.

واتفقا أيضا على تعزيز التنسيق ضمن أطر عمل مثل منظمة شانغهاي للتعاون، ومجموعة بريكس، ومجموعة الـ20، والأمم المتحدة، وذلك لحماية الحقوق والمصالح المشروعة لبلدان الجنوب العالمي على نحو مشترك.

وتبادل الجانبان أيضا وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث أكد لافروف أن روسيا تسعى إلى إزالة الأسباب الجذرية للأزمة، وهي ملتزمة ببناء هيكل أمني مستدام لأوراسيا.

وجدد وانغ تأكيد موقف الصين الثابت تجاه أزمة أوكرانيا، معربا عن دعم بلاده لجميع جهود تحقيق السلام. وأشار إلى أن الصين على استعداد لمواصلة بناء المزيد من التوافق الدولي من خلال مجموعة أصدقاء السلام، والقيام بدور بناء في تعزيز التسوية السياسية للأزمة.

ونسق الجانبان مواقفهما بشأن الوضع الدولي الراهن، خاصة المستجدات في منطقة آسيا-الباسيفيك.