برازيليا 20 نوفمبر 2024 (شينخوا) قررت الصين والبرازيل اليوم (الأربعاء) رفع مستوى العلاقات بينهما إلى مجتمع مصير مشترك صيني- برازيلي من أجل عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة.
تم اتخاذ القرار خلال اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. ويجري شي زيارة دولة للبلاد بعد حضوره القمة الـ19 لمجموعة الـ20 في ريو دي جانيرو.
وقال شي إن الصين والبرازيل دولتان ناميتان كبيرتان في نصف الكرة الأرضية لكل منهما، مضيفا أنهما تمتعتا بعلاقات تجاوزت الجبال والبحار خلال الأعوام الخمسين الماضية، ووجدتا الطريق الصحيح لتحقيق التوافق بين الدولتين الناميتين الكبيرتين، وهو الطريق القائم على الاحترام والمنفعة المتبادلة والصداقة.
وقال شي إن البرازيل هي أول دولة أقامت شراكة استراتيجية مع الصين، وأول دولة في أمريكا اللاتينية أقامت شراكة استراتيجية شاملة مع الصين.
وقال إنه في الأعوام الأخيرة، وبتوجيه استراتيجي مشترك لرئيسي الدولتين، أصبح البلدان، على نحو متزايد، صديقين موثوقين بمصير مشترك وقوى إيجابية من أجل السلام.
وأضاف شي أن العلاقات الصينية - البرازيلية في أفضل مراحلها في التاريخ، الأمر الذي حسن رفاهية شعبي البلدين ودافع أيضا عن المصالح المشتركة للدول النامية وعزز قوة وصوت الجنوب العالمي وقدم إسهامات بارزة في السلام والاستقرار العالميين.
وأشار إلى أن الصين والبرازيل قررتا كذلك إقامة تضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية البرازيلية.
وأشاد بقرار رفع مستوى العلاقات ومواءمة استراتيجيات التنمية في البلدين، باعتباره لحظة تاريخية أخرى في تنمية العلاقات الثنائية، ما يظهر الطبيعة العالمية والاستراتيجية وطويلة الأمد للعلاقات بين الصين والبرازيل، ويلبي تطلعات الشعبين، ويمنح الزخم والدعم للتحديث في البلدين، ويظهر عزمهما على الدفاع المشترك عن النزاهة والعدالة الدوليتين وتعزيز التنمية المشتركة للعالم.
وقال شي إن الصين على استعداد للعمل مع البرازيل لإثراء العلاقات الصينية - البرازيلية في العصر الجديد على نحو مستمر، والتحرك كـ"شريكتين ذهبيتين" تساعدان في نجاح بعضهما البعض، ومواصلة العمل نحو تحقيق هدف بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وخلق عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة.
وأضاف أن الصين والبرازيل ستقدمان معا إسهاما أكبر لسلام وتقدم البشرية.
وفيما يتعلق بالتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية، دعا شي الجانبين إلى دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية مثل السيادة والأمن ووحدة وسلامة الأراضي، والعمل كشريكين استراتيجيين يتمتعان بالثقة المتبادلة، وتقديم نموذج جيد للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة للدول في الجنوب العالمي.
كما حث شي البلدين على تعزيز التبادلات الشعبية في الثقافة والتعليم والشباب لتعزيز الدعم الشعبي لمجتمع المصير المشترك بين الصين والبرازيل.
وقال إنه يتعين على البلدين تعميق تضافر استراتيجيات التنمية، وحثهما على اغتنام الفرصة التاريخية المتمثلة في تضافر مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجيات التنمية البرازيلية، وتعميق التعاون في مجالات رئيسية مثل الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والمالية والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الفضاء والعلوم والتكنولوجيا الزراعية والطاقة النظيفة.
تعطي الصين الأولوية للتخفيف من حدة الفقر في الحوكمة الوطنية، وتدعم برنامج القضاء على الجوع في البرازيل، وتقف على استعداد لتعزيز التعاون مع البرازيل في مجال الحد من الفقر حتى يتمكن الشعبان من التمتع بحياة أفضل.
وحث شي الصين والبرازيل على إظهار قوتهما المميزة في حماية السلام والعدالة على الصعيد العالمي. وقال إنه يتعين على البلدين ممارسة التعددية الحقيقية والإدلاء بتصريحات نزيهة واتخاذ إجراءات نزيهة، لكي تصبح الحوكمة العالمية أكثر عدلا وإنصافا.
وأشار شي إلى أن الصين تقدر الوضع والتأثير الدوليين للبرازيل وتدعمها في لعب دور أكبر على الساحة الدولية، وقال إن الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع البرازيل في الأمم المتحدة والبريكس وغيرها من الآليات متعددة الأطراف، ودعم رئاسة البرازيل للبريكس العام المقبل، وتعزيز التنمية عالية الجودة لتعاون البريكس الكبرى، وجعل صوت البريكس أعلى في تدعيم التعددية وتحسين الحوكمة العالمية.
كما دعا شي البلدين إلى تقديم إسهام مميز لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال إنه يتعين على الصين والبرازيل، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين، تولي زمام المبادرة في إجراء المشاورات، وتعزيز التضامن العالمي، والتصدي المشترك للتحديات العالمية المتعلقة بمستقبل البشرية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل التحول الأخضر، والتنمية المستدامة، وتغير المناخ، وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى استعداد الصين لدعم البرازيل في استضافة الدورة الـ30 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقال إنه انضم قبل 10 أعوام إلى قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي في الإعلان عن إنشاء منتدى الصين- سيلاك، الذي قاد العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي إلى عصر جديد يتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة والابتكار والانفتاح والمنفعة للشعوب.
وقال شي إن الصين مستعدة للعمل مع البرازيل لضمان نجاح المنتدى، وتحقيق تضافر أفضل بين مبادرة الحزام والطريق ونقاط قوة التنمية وحاجاتها في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
ومن جانبه، قال لولا إن البرازيل والصين صديقان جيدان يحترمان بعضهما البعض ويعتمدان على بعضهما البعض، مضيفا أن الصين هي الشريكة الاستراتيجية الأكثر أهمية للبرازيل، وأن الشعب الصيني هو الصديق الأكثر جدارة بالثقة للشعب البرازيلي.
وأشار لولا إلى أنه في الـ50 عاما الماضية، حقق التعاون البرازيلي - الصيني نتائج مثمرة في مختلف المجالات، قائلا إن البرازيل تتطلع إلى اتخاذ زيارة شي كنقطة بداية جديدة لتحقيق المزيد من النتائج الملموسة في العلاقات الثنائية. وتتطلع البرازيل أيضا إلى العمل مع الصين لبناء مجتمع مصير مشترك صيني - برازيلي من أجل عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة.
وذكر أن البرازيل تعزز بقوة استراتيجيات التنمية مثل برنامج تسريع النمو الجديد والسياسة الصناعية الجديدة ومبادرة مسارات التكامل في أمريكا الجنوبية، ما يتوافق للغاية مع مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.
وأوضح لولا أن تعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية بين البرازيل والصين سيسهم بشكل كبير في عملية إعادة التصنيع في البرازيل، وسيعزز تكامل أمريكا الجنوبية، وسيقدم نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين البلدان النامية.
ولفت إلى أنه يتعين على مجموعات العمل من الجانبين تسريع المناقشات وتدعيم التعاون في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والتمويل وسلاسل الصناعة والعلوم والتكنولوجيا والحماية الإيكولوجية، مضيفا أن المزيد من الشركات الصينية مرحب بها للاستثمار وإجراء التعاون في البرازيل.
وأوضح لولا أن البرازيل تتطلع إلى تحسين مستوى الارتباطية واللوجستيات لديها مع الصين، وتدعيم التنمية والازدهار على نحو مشترك للبرازيل وأمريكا اللاتينية والصين.
وأشار إلى أن البرازيل تعارض "الحرب الباردة الجديدة"، وتدافع عن بناء عالم متعدد الأقطاب وشراكة عالمية بناء على المساواة والاحترام المتبادل، مضيفا أنه يقدر دعم الصين القوي للبرازيل في تولي رئاسة مجموعة الـ20.
وقال لولا إن البرازيل ستواصل تعميق الاتصال والتعاون مع الصين ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والبريكس ومجموعة الـ20، وتعزيز صوت وتأثير الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية.
وأعرب الجانب البرازيلي أيضا عن استعداده للحفاظ على التنسيق الوثيق متعدد الأطراف مع الصين وتحقيق إسهامات إيجابية للتسوية السلمية لأزمة أوكرانيا وغيرها من القضايا الساخنة.
وعقب اجتماعهما، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا.
وأشار شي إلى أن هذه هي زيارته الثانية إلى هذه الأرض المليئة بالحب والأمل عقب 5 سنوات، قائلا إنه في عشية مغادرته الصين قبل الزيارة، تلقى العديد من الرسائل من الأصدقاء البرازيليين من جميع مناحي الحياة، والتي كانت مليئة بتقدير الشعب البرازيلي للصداقة بين الصين والبرازيل وتطلعه إلى تعميق الصداقة بين الدولتين، مضيفا أن ذلك أثر فيه بشدة.
وذكر الزعيم الصيني أن محادثاته مع لولا كانت ودية ومثمرة.
وأوضح شي أيضا أن عالم اليوم ليس سلميا، وأنه لا تزال العديد من المناطق تعاني من الحروب والاضطرابات.
وقال إن البشرية تنتمي إلى مجتمع أمن غير قابل للتجزئة، ويمكن العثور على مسار الأمن العام فقط عن طريق السعي نحو "رؤية أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام"، مشيرا إلى أن الصين والبرازيل أصدرتا "توافقا من 6 نقاط" بشأن التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا وأطلقتا مجموعة "أصدقاء السلام" مع الدول المعنية في الجنوب العالمي بشان أزمة أوكرانيا.
ودعا شي إلى حشد المزيد من الأصوات الملتزمة بالسلام لتمهيد الطريق أمام التوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية. وأعرب شي أيضا عن قلقه إزاء التوسع المستمر للصراع في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في وقت مبكر، وتنفيذ حل الدولتين، وبذل جهود دؤوبة من أجل تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
وذكر أن الصين والبرازيل تتشاركان التقاليد والإحساس بالمسؤولية فيما يتعلق بالتمسك بالعدالة والأخلاق، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع البرازيل لإثراء مجتمع المصير المشترك الصيني - البرازيلي، والدفاع بقوة عن التعددية الأصيلة، وإرسال رسالة قوية في العصر الجديد تتمثل في التنمية بدلا من الفقر، والتعاون بدلا من المواجهة، والعدالة بدلا من الهيمنة، من أجل بناء عالم أفضل على نحو مشترك.
وقال لولا إنه بالرغم من أن البلدين بعيدان عن بعضهما البعض، فإنهما يشتركان في قيم مماثلة ومصالح مشتركة واسعة النطاق وصداقة عميقة وقوية، كما يحمل التعاون بينهما أهمية استراتيجية وتأثيرا عالميا.
وأشار إلى أن الصين هي الشريكة التجارية والاستثمارية الأكثر أهمية للبرازيل، وأن الشركات الصينية في البرازيل تدعم بقوة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البرازيل.
وأوضح أن البرازيل والصين تتمتعان بموقف متسق للغاية بشأن القضايا الرئيسية مثل التنمية والأمن الدوليين، مضيفا أن البلدين سيواصلان تعزيز الاتصال والتنسيق ضمن الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 والبريكس وغيرها من الآليات متعددة الأطراف، والدفاع عن إصلاح نظام الحوكمة العالمي بشكل مشترك، وبناء نظام دولي أكثر عدلا وديمقراطية ومساواة واستدامة، وتعزيز حلول سلمية ودبلوماسية للقضايا الساخنة.