بورتسودان 15 نوفمبر 2024 (شينخوا) بينما تحذر وكالات أممية ومنظمات دولية من إمكانية حدوث مجاعة في السودان، تقول الحكومة السودانية إن الموسم الصيفي الحالي سيحقق إنتاجية تفوق احتياجات البلاد.
وفي هذا الصدد، قال وزير الزراعة السوداني ابوبكر البشري، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن هناك مؤشرات عدة علي أن الموسم الزراعي الصيفي الحالي هو واحد من أنجح المواسم الزراعية.
وأضاف أنه وفقا لهذه المؤشرات ستبلغ إنتاجية الموسم الصيفي الحالي والذي يتم حصاده نهاية هذا العام وبداية العام المقبل نحو 7 ملايين طن.
وأشار إلى أن السودان يحتاج إلى إلى ما بين 5.6 و 6 ملايين طن من الحبوب لتغطية الاحتياجات الغذائية، وخاصة من محصولي الذرة والدخن وهما يمثلان غالبية قوت الشعب السوداني.
ونوه الوزير السوداني بأن الدولة ستعمل علي شراء الحبوب من المزارعين لتوفير مخزون استراتيجي بالبلاد.
وأوضح أنه رغم ظروف الحرب والصعوبات التي واجهت المزارعين، إلا أن غزارة الأمطار هذا العام ساهمت في إنجاح الموسم الزراعي الصيفي ولاسيما في ولاية القضارف شرقي السودان.
ووفقا لأرقام رسمية صادرة عن وزارة الزراعة السودانية، في وقت سابق، فقد بلغ إنتاج السودان من محصولي الذرة والدخن في العام 2023 نحو 4.1 مليون طن.
وأبان وزير الزراعة السوداني أن إجمالي المساحات الزراعية للموسم الصيفي بلغت نحو 13.9 مليون فدان، منها 7 ملايين فدان من الذرة الرفيعة التي تمثل الغذاء الرئيس لغالبية السكان.
وانتقد الوزير السوداني تقارير وكالات أممية ومنظمات دولية عن الوضع الغذائي بالسودان، وتحذيراتها من إمكانية حدوث مجاعة بالبلاد.
وقال "السودان لن يجوع، هذا شعار رفعناه نسبة لتوفر عوامل عدة منها توفر الأراضي الصالحة للزراعة والتي تقدر بحوالي 175 مليون فدان، إضافة لتوفر المياه".
وأضاف "صحيح أن الصراع المسلح بجانب عوامل مناخية، لم نتمكن من زراعة كل هذه المساحة، ولكن ما تمت زراعتها من أراضي متوقع أن تحقق إنتاجية عالية".
ووصف الوزير تقارير الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، بأنها مبالغ فيها ولا تستند علي أية معايير.
وقال "هناك معايير لم تتخذها الوكالات والمنظمات بعين الاعتبار، واذا أردت أن تتقصي المجاعة في بلد ما لابد من معلومات يتم جمعها ومعايير متبعة وتعريفات قطعية".
وأضاف "تُعرف المجاعة بانها معاناة ما لا يقل عن 20 بالمائة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وان تكون هناك مستويات عالية من سوء التغذية الحاد، كل هذه المؤشرات لم تؤخذ بعين الاعتبار".
وفي 25 أكتوبر الماضي، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بيانا مشتركا بعنوان "تفاقم الأزمة في السودان مع تعرض المدنيين لمخاطر جسيمة وتزايد خطر المجاعة".
وقالت المنظمتان الأمميتان "تستمر الأزمة الإنسانية في السودان في التفاقم، حيث أصبح الملايين من السكان بحاجة ماسة إلى المساعدة".
وأضافتا "إن نحو 13 مليون طفل يواجهون مستويات حادة من إنعدام الأمن الغذائي، فيما تتأرجح 14 منطقة في مختلف أنحاء البلاد على شفا المجاعة، فيما تأكدت بالفعل ظروف المجاعة في مخيم زمزم في شمال دارفور".
وتوقعت المنظمتان أن يعاني 3.7 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام وحده، وهم في حاجة ماسة إلى علاج منقذ للحياة.
وأدي الصراع المسلح في السودان إلى خروج مشروعات زراعية إنتاجية مهمة من قطاعي الزراعة المطرية في ولايات كردفان ودارفور والمروية في ولايات وسط السودان وفي الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، ووفق تقارير سابقة لوزارة الزراعة السودانية.
ونتيجة لذلك تقلصت المساحات التي كان من المقرر زراعتها هذا الموسم، بخروج مناطق زراعية كبيرة في ولايات دارفور وجزء من ولاية الجزيرة في وسط البلاد، وفق إحصاءات رسمية.
ويمثل القطاع الزراعي 40 % من الناتج المحلي للبلاد، ويوظّف 80 % من الأيدي العاملة.
وتأثر هذا القطاع سلبا بالحرب، إذ تعطلت سلاسل التوريد المتمركزة في العاصمة، ونهبت مستودعات المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور والمبيدات.
ولأول مرة، منذ نحو 100 عام، لم تتم زراعة مشروع الجزيرة بوسط السودان، وذلك وفقا لتقرير سابق للبنك الزراعي السوداني، وهو مصرف مختص بتمويل الزراعة بالسودان.
كما أخرجت المعارك في ولاية سنار بوسط السودان نحو 5 ملايين فدان من الدورة الزراعية، كما لم تتم زراعة 4 ملايين فدان على الأقل في إقليم دارفور بغربي السودان، والذي تسيطر قوات الدعم السريع علي 4 من ولايات الإقليم البالغة 5 ولايات.
ووفقا لإحصائية صادرة عن مفوضية العون الإنساني الحكومية بالسودان أمس (الخميس) فأن 28.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب تأثيرات الحرب.
وقدرت المفوضية الاحتياجات الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة خلال الشهرين المقبلين بحوالي 840 الف طن متري، منها 51 بالمائة لقطاع الأمن الغذائي، و49 بالمائة لقطاعات أخري منها المأوي والبيئة والصحة.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن لدى السودان أعلى معدل نزوح داخلي في العالم.
وبحسب إحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في 29 أكتوبر الماضي فأن العدد الإجمالي للفارين بسبب الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص.
وهناك حوالي 11 مليون شخص نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.