تيانجين 14 نوفمبر 2024 (شينخوا) في مصنع لإعادة التدوير في بلدية تيانجين شمالي الصين، يتم إرسال السيارات المخردة إلى خط تفكيك. وفي غضون 15 دقيقة فقط، يتم تحويل المركبة إلى قطع صغيرة يمكن إعادة تدويرها لمواد مثل النحاس والألومنيوم والبلاستيك.
وبالإضافة إلى ذلك، تخضع بطاريات المركبات الكهربائية أيضا للاختبار والفرز وإعادة التجميع في هذا المصنع، مع إعادة توجيه المكونات القابلة للاستخدام إلى مختلف القطاعات، في حين يتم تفكيك الأجزاء المتبقية بأمان وتحويلها إلى مواد خام للبطاريات الجديدة.
ويقع المصنع في حديقة تسييا الصناعية للاقتصاد الدائري في تيانجين. وقبل بضع سنوات، عندما كان مفهوم الاقتصاد الدائري غير معروف تقريبا، كانت المنطقة تستضيف عدداً قليلاً فقط من ورش العمل الأسرية لتفكيك الأجهزة المنزلية المهملة.
وقد تحولت اليوم إلى أول منطقة وطنية للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية في الصين مخصصة للاقتصاد الدائري باعتباره صناعتها الأساسية.
ويشير مصطلح المناجم الحضرية عموما إلى الأجهزة المنزلية المهملة والنفايات الإلكترونية الغنية بالمعادن النادرة والثمينة، مثل الليثيوم والتيتانيوم والذهب والإنديوم والفضة والأنتيمون والكوبالت والبالاديوم.
وفي ورشة إنتاج لشركة جي.إي.إم المحدودة في تيانجين، يتم ملء مستودع يمتد على مساحة أكثر من 2000 متر مربع بأنواع مختلفة من البطاريات في انتظار المعالجة.
وذكرت شركة جي.إي.إم أنها قامت عام 2023 بإعادة تدوير وإعادة استخدام أكثر من 20 ألف طن من موارد النيكل، ما يمثل أكثر من 20 في المائة من استخراج النيكل الأولي في الصين.
وأظهرت بيانات الجمعية الصينية للاقتصاد الدائري أنه تم إعادة تدوير ما يقرب من 260 مليون طن من خردة الصلب في الصين في عام 2023، وهو ما يمثل حوالي 25 في المائة من إجمالي إنتاج الصلب الخام.
وتم رسميا إطلاق الشركة الصينية المحدودة لإعادة تدوير الموارد في يوم 18 أكتوبر الماضي، وهي شركة مملوكة للدولة ومدارة مركزيا.
وتتخصص الشركة المنشأة حديثا في إعادة تدوير الموارد وإعادة استخدامها، وتضطلع بالمهمة المحورية المتمثلة في أن تصبح منصة وطنية في هذا المجال. ويبلغ رأس المال المسجل للشركة 10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار أمريكي).
وقال ليو يوي، رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية المحدودة لإعادة تدوير الموارد، إن الشركة ستصبح مزودا شاملا للحلول يغطي العديد من الفئات الرئيسية من الموارد المعاد تدويرها، ويدمج وظائف مثل التخزين والمعالجة والتوزيع والاستبدال ووضع المعايير.
وذكر وانغ قوه ليانغ مدير اللجنة الإدارية لـ"مدينة تيانجين الإيكولوجية الصينية-السنغافورية"، حيث تقع الشركة الجديدة المذكورة أن المدينة الايكولوجية ستسعى للعب دور حاسم في تعزيز التنمية الخضراء حيث تم تحديدها كنموذج وطني للتنمية الخضراء في البلاد.
بدوره، قال وانغ جيون فنغ مدير مركز بحوث الاقتصاد الدائري والمنخفض الكربون بجامعة نانكاي، "إن تأسيس الشركة في تيانجين لم يكن مستبعدا. كانت المدينة في طليعة تطبيق الاقتصاد الدائري والتعاون الدولي، الأمر الذي دفع التنمية التآزرية ليس فقط لمنطقة بكين-تيانجين -خبي، ولكن أيضا للبلاد بأكملها".
وتعد تيانجين من بين العديد من المدن في البلاد التي تكثف جهودها نحو الاقتصاد الدائري. أما في مدينة خفي، حاضرة مقاطعة آنهوي بشرقي الصين، فتتحول مخلفات الطعام التي يتم جمعها من المجمعات الحضرية ومؤسسات الطعام إلى مواد خام لإنتاج الديزل الحيوي في مصنع للمجموعة الصينية لحفظ الطاقة وحماية البيئة.
وأصدر مجلس الدولة الصيني أيضا وثيقة مبادئ توجيهية تحدد الأهداف والتدابير لتسريع بناء نظام إعادة تدوير النفايات وتوطيد الأسس الخضراء والمنخفضة الكربون لتحقيق تنمية عالية الجودة.
ومن المتوقع أن يصل حجم الاستخدام السنوي للموارد المتجددة الرئيسية مثل خردة الصلب وخردة النحاس وخردة الألومنيوم إلى 450 مليون طن بحلول عام 2025، وفقا للوثيقة.