الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة: الحفر بالأيدي سلاح سكان شمال غزة لانتشال الضحايا والجرحى

/مصدر: شينخوا/   2024:11:11.10:18

غزة 10 نوفمبر 2024 (شينخوا) انهمك محمد علوش مع عشرات الجيران في إزالة الكتل الخرسانية والأنقاض بأيديهم وأجسادهم بحثا عن ناجين في منزل أقاربه بعد أن هاجمته طائرة حربية إسرائيلية اليوم (الأحد) في وسط مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

وسادت فوضى عارمة في المكان، حيث الصراخ ونداءات الاستغاثة من كل مكان، مع توالي انتشال أعداد من القتلى والجرحى من بين الأنقاض للمنزل الذي يؤوي أكثر من 50 شخصا وقد دمر بالكامل.

وأجبرت العملية العسكرية التي أعلن عنها الجيش الاسرائيلي في جباليا وشمال قطاع غزة في السادس من أكتوبر الماضي فرق الدفاع المدني الفلسطينية العاملة في شمال قطاع غزة على الخروج عن الخدمة بشكل كامل.

وقال علوش بصوت متقطع لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد قصف المنزل سمعنا صرخات استغاثة تحت أنقاض المنزل، كان هناك العديد من الضحايا الذين ما زالوا على قيد الحياة، وكان لابد لنا من مساعدتهم ومحاولة إنقاذهم".

ولكن علوش وكل من جاء من المنطقة لإنقاذ الضحايا لم يكن لديهم أي أدوات أو معدات لإزالة الركام والأنقاض المتناثرة لانتشال الضحايا.

ويقول علوش (35 عاما) بصوت مرتجف وهو يحفر ويزيل الركام بكلتا يديه"الوضع خطير للغاية قد يعاود الطيران الإسرائيلي الهجوم على المنزل مجددا، وعلينا أن نسابق الزمن لإنقاذ أكبر عدد ممكن".

وبعد مرور عدة ساعات على القصف أعلنت مصادر طبية ومسعفون فلسطينيون عن انتشال 36 فلسطينياً على الأقل من المنزل المستهدف لعائلة علوش.

وكان منزل علوش من بين عشرات المنازل السكنية التي هاجمها الجيش شمال قطاع غزة، حيث يواصل هجوما عسكريا واسع النطاق في المنطقة منذ السادس من أكتوبر الماضي.

وبرر الجيش الاسرائيلي الهجوم في بيان "القضاء على بقية نشطاء حماس ومنعهم من إعادة بناء قوتهم في القطاع"، في حين اعتبر سكان فلسطينيون أن الهجوم يهدف إلى تهجير السكان من شمال قطاع غزة قسرا، وفصله عن مدينة غزة بشكل تام.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الجيش الإسرائيلي يحظر على فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المستهدفة، مضيفا أن عشرات الآلاف من المواطنين ما زالوا في داخل منازلهم ولم يخرجوا منها".

وأضاف بصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يرتكب الجيش يوميا مجازر بحق المواطنين الأبرياء أثناء محاولتهم الاختباء داخل المنازل (...) الجيش الإسرائيلي يمارس التطهير العرقي ضد العائلات المدنية العزل".

من جهته قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس إن الهجمات المستمرة على شمال قطاع غزة أودت بحياة أكثر من 1800 شخص وجرح 4000 آخرين، وفقدان أثار المئات فضلا عن تدمير المستشفيات في الشمال وإخراجها عن الخدمة".

واضطر علوش وجيرانه إلى دفن عدد من القتلى دون نقلهم إلى المستشفيات، بينما نقل الجرحى إلى مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي - اللذين خرجا عن الخدمة - باستخدام عربات تجرها الحمير.

ورغم أن فرق الدفاع المدني ما زالت تعمل في مدينة غزة، فإن الوضع في المدينة ليس أفضل حالا من شمال قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

ففي هجوم منفصل قتل ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون بعد استهداف الطيران الحربي منزل لعائلة الخور في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.

وقال الفلسطيني محمد دغمش، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كان من الصعب للغاية على سيارات الإسعاف والدفاع المدني الوصول بسرعة إلى المنطقة، لذلك يقوم الجيران وسكان المنطقة الموجودين بعمليات الانقاذ.

وأضاف دغمش (25 عاما) أنه أمر صعب جدا أن نقوم بهذه المهمة فنحن لسنا مدربين ولا نعرف كيف تتم الأمور .

ويقوم شبان من الحي بإنارة أضواء هواتفهم المحمولة حتى يتمكنوا من رؤية المكان والضحايا وسط الظلام الدامس لانتشالهم في أسرع وقت ممكن.

وقال دغمش "طوال الوقت، نحن في سباق مع الموت خشية أن يقوم الطيران باستهدافات مجددا لذلك يتعين علينا أن نأخذ المهمة بأيدينا ونساعد بعضنا البعض قدر استطاعتنا".

وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مباشرة بعد أن نفذت حماس هجومها غير المسبوق على البلدات الإسرائيلية المجاورة لغزة مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 وأسر حوالي 240 آخرين.

وبالمقابل، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 43603 فلسطينيا وجرح أكثر من 102929 آخرين، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.

صور ساخنة