باستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد ... علماء آثار صينيون يعيدون بناء وجه سلف يعود لـ5000 عام

شنيانغ 11 نوفمبر 2024 (شينخوا) تخيل أنك تنظر إلى الماضي البعيد لترى وجه سلف قديم مؤسس على جمجمة. بفضل التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد المتطورة، حوّل علماء الآثار في مقاطعتي لياونينغ وجيلين بشمال شرقي الصين هذا الخيال إلى واقع.

فقد قام باحثون من معهد مقاطعة لياونينغ للآثار الثقافية وعلم الآثار وكلية الآثار بجامعة جيلين بإعادة بناء وجه رجل من ثقافة هونغشان كان قد عاش خلال العصر الحجري الحديث، ليوفروا لناس اليوم نظرة على الحياة قبل أكثر من 5000 سنة.

وفي هذا السياق، قال لي هاي بوه نائب مدير المعهد إن الوجه المُعاد بناؤه يعود لرجل يتراوح عمره ما بين 25 و30 عاما، مشيرا إلى العثور على الجمجمة المحفوظة بشكل جيد نسبيا خلال عملية تنقيب في مقبرة وجدت في مدينة تشاويانغ في مقاطعة لياونينغ يرجع تاريخها إلى فترة ثقافة هونغشان .

وجمع الباحثون رؤى من مختلف التخصصات، بما في ذلك الأنثروبولوجيا والتشريح وعلوم الكمبيوتر والفن، لتحديد جنس وعمر الشخص من أجل إعادة بناء ملامح وتفاصيل الوجه مثل العين والجلد ولون الشعر.

وقال لي: "إنها أول عملية إعادة بناء مبنية على جمجمة سلف هونغشان فعلي"، مضيفا: "يمكن اعتبار الوجه المعاد بناؤه الأقرب إلى الواقع الذي تحقق حتى الآن".

وبدوره قال قوه دا شون، وهو عالم آثار صيني بارز، إن ثقافة هونغشان تعتبر علامة هامة على انتقال الصين إلى عصر الدول القديمة، مؤكدا أن اكتشاف هذه الثقافة وضع الأساس لفهم الأصول المتنوعة للحضارة الصينية.

وأضاف لي إنه وبالمقارنة مع طرق ترميم النحت التقليدية، تقدم التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد دقة علمية أكبر وأعلى وكفاءة محسنة.

وتقدم إنجازات الصين في التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد باستمرار رؤى قيمة في الاكتشافات الأثرية، ما يساعد على الكشف عن المظهر الحقيقي للشعب القديم وتعميق فهمنا للتاريخ.

وأصدر متحف هونان بمدينة تشانغشا بمقاطعة هونان وسط الصين في مايو الماضي صورة "شخصية رقمية ثلاثية الأبعاد" لشين تشيوي، أحد أشهر المومياوات الرطبة في العالم. وبعد أربعة أشهر، كشف علماء الآثار في مقاطعة خنان عن إعادة بناء وجهين لرجلين كانا يسكنان بالقرب من النهر الأصفر خلال العصر الحجري الحديث.