بورتسودان 7 نوفمبر 2024 (شينخوا) أفادت مصادر محلية اليوم (الخميس) بمقتل 79 شخصا في مدينة بشرق منطقة الجزيرة وسط السودان تحاصرها قوات الدعم السريع منذ نحو أسبوعين.
وقالت منصة "نداء الوسط" المعنية برصد الانتهاكات وسط السودان، في بيان، إن "حصيلة القتلى في مدينة الهلالية جراء حصارها بواسطة الدعم السريع بلغ 79 مدنيا".
وأضاف البيان أن "المدينة أضحت عبارة عن سجن كبير يواجه من بداخله موتا محتوما، ويعاني ما يقارب الـ100 ألف مواطن من الحصار الذي فرضته عليهم العصابات الإرهابية منذ 14 يوما".
ووفقا لبيان المنصة التطوعية، يعاني سكان المدينة من نقص الغذاء والدواء، وتوفى العشرات منهم جراء تدهور الحالة الصحية لهم، إضافة لتفشي الأمراض والأوبئة.
وأكد البيان أن المدينة لا توجد بها أي قوات عسكرية أو جيش أو حتى قوات مساندة له، وقالت "كل من في المدينة مواطنون أبرياء عزّل بينهم نازحون قدموا من مناطق تم تهجيرها واستباحتها سابقا".
من جهته قال "مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان طوعي يرصد الانتهاكات بولاية الجزيرة، إن "عدد الشهداء الذين تحاصرهم مليشيا الدعم السريع بمدينة الهلالية ارتفع إلى نحو 80 شهيدا".
وجاء في بيان للكيان التطوعي اليوم "ارتقى نحو 18 بأعيرة نارية مباشرة أطلقتها عليهم المليشيا، فيما ارتقى نحو 62 نتيجة لحالات تسمم وسط المحتجزين".
واتهم البيان قوات الدعم السريع بتقديم طعام للمحتجزين مخلوط بمواد سامة، مما أدى إلى وفاة العشرات.
ولم يصدر على الفور تعليق من جانب الدعم السريع بشأن هذه الاتهامات.
وتقع مدينة الهلالية بمنطقة شرق الجزيرة، وعلى الضفة الشرقية من النيل الأزرق، وهي تابعة لولاية الجزيرة، وتبعد نحو 120 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
ويتهم ناشطون ومتطوعون قوات الدعم السريع بالقيام بسلسلة هجمات علي شرق الجزيرة ردا على انضمام قائد قوات الدعم السريع بالولاية أبو عاقلة كيكل، وإعلان انحيازه للقوات المسلحة السودانية في 20 أكتوبر الماضي.
وتصر قوات الدعم السريع على أنها لا تستهدف المدنيين بمنطقة شرق الجزيرة، وأنها تقاتل مجموعات شعبية مسلحة تساند الجيش.
وقال عمران عبد الله مستشار قائد قوات الدعم السريع في تغريدة على منصة ((إكس)) مؤخرا إن "من تعرضوا للاعتداءات في شرق الجزيرة ليسوا مدنيين".
وأضاف أن "هناك موجة تسليح متعمدة للمواطنين، وهناك مجموعات شعبية مسلحة تقاتل قواتنا، ونحن مستعدون لفتح تحقيق فيما حدث في شرق الجزيرة".
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات (أوتشا)، فإن الهجمات أدت إلى نزوح نحو 135400 شخص (27081 أسرة) من مناطق مختلفة بولاية الجزيرة في أعقاب موجة العنف المسلح والهجمات على أكثر من 30 قرية ومدينة في أجزاء من الولاية منذ 20 أكتوبر.
ووصل النازحون الجدد إلى 16 منطقة في ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل.
ومنذ ديسمبر الماضي، تسيطر قوات الدعم السريع علي ولاية الجزيرة، وتشهد المنطقة مواجهات مستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي يحاول استعادة السيطرة على الولاية الاستراتيجية والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 190 كيلومترا.
ووفقا لإحصائية حديثة لمنظمة الهجرة الدولية، فإن عدد النازحين واللاجئين في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.