بيروت 6 نوفمبر 2024 (شينخوا) أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم اليوم (الأربعاء) أن أساس أي تفاوض لوقف الحرب هو "وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن رئيس البرلمان نبيه بري يحمل "راية المقاومة السياسية".
جاء ذلك في كلمة متلفزة للشيخ قاسم بمناسبة ذكرى أربعينية الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله الذي اغتيل بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر الماضي.
وقال الشيخ قاسم إن "لبنان أمام حرب إسرائيلية عدوانية"، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول عنها "إننا نغير وجه الشرق الأوسط".
وأضاف أن "نتنياهو أمام مشروع يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط"، مشيرا إلى ثلاث خطوات للمشروع أولها إنهاء وجود حزب الله وثانيها احتلال لبنان "ولو عن بعد في الجو والتهديد وجعل لبنان شبيها بالضفة الغربية"، وثالثا العمل على خارطة الشرق الأوسط.
وأكد أن حزب الله كان يستعد في المجالات المختلفة "لأننا كنا نتوقع أن تحصل الحرب..ونحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة العدوان والأهداف التوسعية".
وأشار إلى أن "أمرا واحدا يوقف هذه الحرب العدوانية، وهو الميدان بقسميه في مواجهة المقاومين على الحدود للجيش الإسرائيلي والثاني هو الجبهة الداخلية حتى تدفع ثمنا حقيقيا وتعلم أن هذه الحرب ليست قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي".
وأوضح أنه "بالنسبة للحدود لدينا عشرات آلاف المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات .. والعديد الموجود هو ما تتحمله الجبهة والإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو أماكن التموضع وكذلك بطرق متعددة".
وتابع أنه "بالنسبة للجبهة الداخلية، ستصرخ إسرائيل من الصواريخ والطائرات، وبالتالي لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على الطائرات أو الصواريخ".
وشدد الشيخ قاسم على أن "الحزب لن يبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن يستجدي لإيقاف العدوان".
وقال "سنجعل العدو يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان"، مضيفا "سنعول على الميدان، وسنجعل نتنياهو يدرك أنه خاسر في الميدان، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه".
واعتبر أنه "على الجبهة الأمامية لم يستطيع العدو حتى الآن تحقيق ما يريد، كما لم يستطع ذلك بالاعتداء على الناس والتهجير والنزوح".
وشدد على أنه "عندما يقرر العدو وقف العدوان، هناك طريق للمفاوضات حددناه بشكل واضح، التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية ورئيس البرلمان نبيه بري، الذي يحمل راية المقاومة السياسية، التي تؤدي إلى مكانة لبنان وإلى وقف العدوان".
وأضاف أن "أساس أي تفاوض يبنى على أمرين، أولا وقف العدوان، وثانيا سقف التفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص".
وتوجه للقادة الإسرائيليين بالقول "إذا كانوا يراهنون على طول الحرب أن تصبح حرب استنزاف.. فنحن حاضرون ومهما مر الوقت سنبقى نواجهكم ولن تنتصروا".
وعن حادثة بلدة البترون الساحلية بشمال لبنان باختطاف قوة كومندوز إسرائيلية مواطنا لبنانيا من مقر إقامته في شقة مفروشة، اعتبر أن "الدخول الإسرائيلي بهذه الطريقة فيه إساءة كبيرة للبنان، وفيه انتهاك لسيادة لبنان، وفيه علامات استفهام".
وقال "أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية، أن يصدر موقفا وبيانا يبين لماذا حصل هذا الخرق".
ودعا الجيش اللبناني إلى ان يسأل بحرية قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وخاصة الألمان المشاركين فيها بـ"تبيان حقيقة ما حصل، وما الذي رأوه وما الذي فعلوه في تلك الليلة ليطلع الناس عليه".
وكانت قوة إسرائيلية نزلت على شاطيء البترون فجر يوم الجمعة الماضي واختطفت قبطانا يدعى عماد أمهز من مقر إقامته، وإثر ذلك طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بإجراء تحقيق في قضية الخطف.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.