بكين أول نوفمبر 2024 (شينخوا) افتتحت الدورة الدراسية للكوادر القيادية الرئيسية على مستوى المقاطعات والوزارات لدراسة وتطبيق روح الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني صباح يوم 29 أكتوبر في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة). وألقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خطابا مهما في مراسم افتتاح الدورة الدراسية أكد فيه على مواصلة تعميق دراسة وتطبيق روح الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب، وتوجيه كل الحزب والشعب لتعزيز ثقتهم في الإصلاح وحشد الأفكار والقوى بشكل أفضل للمضي قدما على درب الإصلاح بشكل مطرد ومستدام.
وترأس لي تشيانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مراسم الافتتاح، التي حضرها أيضا كل من تشاو له جي و وانغ هو نينغ و تساي تشي و دينغ شيويه شيانغ و لي شي، وجميعهم من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب، إلى جانب نائب الرئيس هان تشنغ.
وأشار شي إلى أن الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني أطلقت مسيرة جديدة لتعميق الإصلاح على نحو شامل ودفعه من خلال تصميم منهجي كلي في العصر الجديد، وخلقت وضعا جديدا في الإصلاح والانفتاح، وكانت بمثابة علامة فارقة، مضيفا أن الجهود المبذولة في تعميق الإصلاح على نحو شامل في العصر الجديد قد تمخضت عن إنجازات مهمة على الأصعدة العملية والمؤسسية والنظرية، ومثلت أحد أروع الفصول في العملية التاريخية للإصلاح والانفتاح في الصين، وقدمت قوة دافعة قوية وضمانا مؤسسيا لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي ومواصلة تحقيق "المعجزتين الكبيرتين"، كما وفرت أساسا متينا وخبرات قيمة لتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل في المسيرة الجديدة.
وأكد شي على أن التمسك بالأصالة مع الابتكار هو مبدأ رئيسي يجب الالتزام به على الدوام في عملية تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل، مشيرا إلى أن الإصلاحات لها اتجاهات ومبادئ محددة، فإن التمسك بالقيادة الشاملة للحزب، والماركسية والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والدكتاتورية الديمقراطية الشعبية، واتخاذ تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين رفاهية الشعب كنقطة انطلاق وهدف نهائي، جميعها مبادئ تخص الأساسيات والاتجاهات والأهداف الطويلة الأمد وتجسد طبيعة الحزب ومقصده وتتناسب مع الظروف الوطنية للصين وتتوافق مع المصالح الأساسية للشعب، ومن ثم يجب ألا يتغير قيد أنملة في أي وقت وتحت أي ظرف. كما حث على التمسك بالهدف العام للإصلاح المتمثل في مواصلة تحسين وتطوير النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية ودفع تحديث منظومة حوكمة الدولة وقدرة الدولة على الحوكمة، والمضي قدما على الدوام صوب الهدف العام، وإصلاح ما ينبغي إصلاحه وعدم إصلاح ما لا ينبغي إصلاحه، ومواكبة الاتجاه الجديد لتنمية العصر والمتطلبات المستجدة للتنمية العملية والتطلعات المتجددة لجماهير الشعب، وتسليط الضوء على النقطة الرئيسية المتمثلة في إصلاح النظام الاقتصادي، والدفع المنسق على نحو شامل للإصلاح في جميع الجوانب، وبذل جهود حثيثة لدفع الابتكارات النظرية والعملية والمؤسسية والثقافية وغيرها من الجوانب للابتكار، من أجل توفير قوة دافعة قوية وضمان مؤسسي للتحديث الصيني النمط.
وأشار شي إلى أن الإصلاح مشروع منهجي يتطلب تبني أساليب علمية وحسن التعامل مع علاقات كافة الجوانب، مشددا على التمسك بالوحدة بين الإصلاح وسيادة القانون وتحسين سيادة القانون من خلال الإصلاح، وتعزيز تعميق الإصلاح في مجال سيادة القانون، وإكمال منظومة سيادة القانون الاشتراكية ذات الخصائص الصينية باستمرار، وإفساح المجال بشكل أفضل للدور الإيجابي لسيادة القانون في إزالة عقبات الإصلاح وتوطيد نتائجه، فضلا عن إتقان استخدام الأفكار والأساليب القائمة على سيادة القانون في دفع الإصلاح، والتأكد من أن الإصلاحات الرئيسية مبنية على القانون، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المواطنين والأشخاص الاعتباريين على قدم المساواة، مؤكدا على التمسك بالوحدة الجدلية بين إنشاء الجديد والتخلي عن القديم والجمع بينهما وإنشاء الجديد قبل التخلي عن القديم، وإنشاء ما يجب إنشاؤه بنشاط، والتخلي عما يجب التخلي عنه في وقت مناسب على أساس إنشاء الجديد، وتحقيق المضي قدما على درب الإصلاح بخطوات مطردة وسريعة مع التحلي بالوحدة بين إنشاء الجديد والتخلي عن القديم. كما أكد على التمسك بالوحدة بين الإصلاح والانفتاح، وتوسيع الانفتاح المؤسسي بشكل مطرد، والمبادرة إلى المواءمة مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، وتعميق إصلاح أنظمة إدارة التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي والاستثمار الموجه إلى الخارج، لخلق بيئة أعمال من الدرجة الأولى موجهة نحو السوق وقائمة على القانون ومتوافقة مع المعايير الدولية. وشدد على حسن التعامل مع العلاقة بين الترتيب والتنفيذ، مشيرا إلى أن تصميم خطة الإصلاح يتطلب استيعاب القوانين الموضوعية والاهتمام بالتنسيق والتوافق بين مختلف تدابير الإصلاح، وتعزيز اتساق توجه الإصلاح، وإنشاء وتحسين آلية عمل ذات مسؤوليات واضحة وسلاسل كاملة وروابط متشابكة، وتعزيز المتابعة والمراقبة، ودفع التنفيذ الدقيق لتدابير الإصلاح على أرض الواقع.
وشدد شي على أن الكوادر القيادية، وخاصة الكوادر البارزة، تتحمل مسؤولية مهمة في دفع الإصلاح، مطالبا بتعزيز الإحساس بالمسؤولية السياسية والرسالة التاريخية، والتعامل مع التناقضات والمشكلات بشجاعة سياسية لمواجهة الصعوبات والعقبات وتذليلها بدلا من تجنبها، والقضاء على المشكلات المزمنة والمستعصية دون تردد، والاستجابة للمخاطر والتحديات دون تراجع، سعيا إلى فتح آفاق جديدة للإصلاح والتنمية، فيما أكد على ضرورة إتقان استخدام الأساليب العلمية لدفع الإصلاح، والتخطيط المنهجي والعمل وفقا للخطط المدروسة.
وأشار شي إلى أن بلورة التوافق على نطاق واسع وتهيئة جميع العوامل الإيجابية بشكل كامل، هما أمران هامان للغاية لدفع الإصلاح بشكل سليم، مؤكدا على أهمية العمل المتعلق بإرشاد الرأي العام بشأن الإصلاح، وتعزيز الدعاية الإيجابية وإعلاء الرأي العام ونشر الطاقة الإيجابية. وحث على تعزيز البحث والتفسير لبعض الآراء النظرية الرئيسية المطروحة في القرار الذي تم اعتماده خلال الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب، وخاصة تعزيز الدعاية والتفسيرات الموجهة للقواعد الشعبية والجماهير، وتبديد الشكوك في الوقت المناسب، والاستجابة لشواغل المجتمع، سعيا لبلورة توافق على نطاق واسع، وترسيخ الأساس الأيديولوجي والجماهيري المتين للجهود المشتركة للحزب بأكمله والمجتمع بأسره نحو الإصلاح، وتوجيه الكوادر والجماهير لتعزيز وعيهم بالوضع العام واتخاذ الموقف الصحيح إزاء تغيير علاقات المصلحة وحسابات المكسب والخسارة على المستوى الشخصي خلال عملية الإصلاح.
واختتم شي خطابه قائلا إنه يجب على جميع المناطق والإدارات تنفيذ سلسلة التدابير الرئيسية التي حددتها اجتماعات المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب بجدية، وتنفيذ مختلف السياسات القائمة والسياسات الجديدة على أرض الواقع، واتخاذ حزمة من الإجراءات المتكاملة بشكل فعال، والتركيز على إتقان مختلف المهام خلال الشهرين المقبلين، سعيا لتحقيق أهداف ومهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام بأكمله.
وأشار لي تشيانغ خلال ترؤسه مراسم الافتتاح إلى أن الخطاب المهم الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ يحمل نوايا سامية وأفكارا عميقة ومناقشات ثاقبة ودلالات غنية، ويتميز بطابع قوي سياسيا ونظريا واستهدافيا وإرشاديا، ويكتسي أهمية بالغة للحزب كله، وخاصة الكوادر البارزة لفهم روح الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب بشكل شامل وصحيح، والاستيعاب العميق للأفكار التوجيهية والأهداف العامة والمبادئ الرئيسية والأساليب العلمية لتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل، وتقوية الثقة في الإصلاح، والتمسك بالاتجاه الصحيح للإصلاح، وترسيخ المسؤولية إزاء الإصلاح وحشد القوى المتضافرة للإصلاح ودفع التنفيذ الدقيق والفعال لمختلف تدابير الإصلاح. وحث على دراسة الخطاب من خلال إدراك الرسالة والمسؤولية واستهداف حل المشاكل، وفهم واستيعاب المغزى الغني والأساسيات الجوهرية والمتطلبات العملية للخطاب المهم للأمين العام بشكل شامل، والفهم العميق للأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" (إقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة المركزية للحزب وللحزب كله، وإقرار مكانة فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد)، والتمسك بـ"صون أمرين" (صون مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة اللجنة المركزية للحزب وكل الحزب بثبات لا يتزعزع، وصون سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والموحدة)، وتوحيد الأفكار والإجراءات بشكل فعال مع روح الخطاب المهم للأمين العام وقرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب، والتركيز على تنفيذ مهام الإصلاح بشكل خلاق.
وحضر مراسم الافتتاح أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأعضاء الحزب من نواب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأعضاء مجلس الدولة، ورئيس المحكمة الشعبية العليا، ورئيس النيابة الشعبية العليا، وأعضاء الحزب من نواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأعضاء اللجنة العسكرية المركزية.
وشارك في الدورة الدراسية كل من الرفاق المسؤولين الرئيسيين من المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير، والإدارات ذات الصلة في الدوائر المركزية والأجهزة الحكومية، والمنظمات الشعبية ذات الصلة، والمؤسسات المالية والشركات والجامعات المدارة مركزيا، ووحدات جيش التحرير الشعبي وقوات الشرطة المسلحة. كما حضر مراسم الافتتاح الرفاق المسؤولون من اللجان المركزية لمختلف الأحزاب غير الشيوعية واتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة والدوائر المعنية كمراقبين.