بكين 2 نوفمبر 2024 (شينخوا) أيام قليلة وتنطلق فعاليات الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد الذي يُقام في شانغهاي في أوائل نوفمبر من كل عام منذ عام 2018، حيث تَفِدُ العديد من الشركات المحلية والأجنبية ومعها منتجاتها إلى المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات بشانغهاي، أي موقع المعرض، وهناك يتم إبرام صفقات وتوقيع عقود مع أصحاب شركات أخرى وعملاء جاءوا من مختلف بلدان العالم.
وحتى الآن أكدت أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية مشاركتها في معرض الصين الدولي للاستيراد، ومن ضمن ذلك مشاركة بارزة من جانب الدول العربية وشركاتها، إذ عَلِمَ مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للمعرض، أن شركات ومؤسسات عدة من أكثر من عشر دول عربية ستشارك بأجنحة في هذا المركز المشيد على شكل نبتة برسيم رباعية الوريقات.
في هذا السياق، يصادف هذا العام المرة السابعة التي تشارك فيها سيدة الأعمال السورية رولا علي أديب، صاحبة شركة (بيوشام) لمستخلصات الزيوت الطبيعية، في المعرض، إذ تقول رولا إن مشاركتها في المعرض أتاحت لها الفرصة لترويج منتجاتها بل وبيعها في السوق الصينية منذ عام 2018، وهذا الأمر مكّنها من تغطية تكاليف عمل شركتها واستمراريته وتوظيف قرابة الخمسين موظف.
ثمةَ قول عربي مأثور يقول "الكريمُ إذا وَعَدَ وَفَى". فقد أقيم المعرض في موعده على مدى سبع سنوات متتالية على الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19 وكانت المشاركة فيه ملحوظة حتى أن رولا، الصديقة القديمة لهذا المعرض، أشارت إلى أن منتجاتها ظهرت في المعرض في الموعد المحدد لانعقاده بمساعدة وكيلتها الصينية رغم أن حضورها إليه في تلك الفترة كان صعبا بعض الشيء.
وبعد أربع سنوات، سوف تعود رولا إلى الصين مرة أخرى، حيث أعربت عن مدى سعادتها بالحضور مجددا وذكرت أن شركتها قامت هذا العام بتغيير تصميمات منتجاتها وإعداد مظهر جديد للعبوات والتغليف بل وحتى اللوجو، آملة من ذلك في جذب المزيد من العملاء. وأضافت أن طرق التغليف الجديدة ستكون فقط للأسواق خارج سوريا، وأول ظهور لها سيكون في معرض الصين الدولي للاستيراد بشانغهاي.
بالإضافة إلى ذلك، لفت معرض الصين الدولي للاستيراد انتباه الكثير من العرب من مختلف الأوساط داخل الصين وخارجها. فقد قال الدكتور وائل الصعيدي، محاضر اللغة العربية المصري بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية بالصين، خلال حديثه لمراسل ((شينخوا)) إن المعرض يعد بمثابة نافذة على العالم تعرض فيه الشركات المشاركة مجموعة متنوعة من منتجاتها وابتكاراتها التي تساعد بدورها في تنمية الاقتصاد وتنشيطه.
كما تُعتبر الصين بالنسبة للشركاء نقطة انطلاق لمنتجاتهم والترويج لها بل وفرصة للتعرف على المزيد من الشركات في مجالات أكثر تنوعا واكتساب خبرات أوسع، هكذا أضاف الدكتور وائل الذي يعيش ويعمل في الصين منذ سنوات عديدة، مشيرا إلى أن أقبلت شركات كثيرة على المشاركة بفاعلية في الدورات السابقة من المعرض وستبرز بقوة في الدورة المرتقبة مع تزايد عددها.
وباعتبارها إحدى الدول الست التي حلَّت كضيف شرف المعرض، دعت المملكة العربية السعودية العديد من الشركات والمؤسسات السعودية وحتى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد، بما في ذلك مجموعة (عجلان وإخوانه).
وقد قال محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة (عجلان وإخوانه) القابضة السعودية رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، إنه في السنوات الأخيرة، أصبحت التبادلات والتعاون بين المملكة العربية السعودية والصين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وثيقة بشكل متزايد، كما تتوافق "رؤية السعودية 2030" بشكل كبير مع مبادرة "الحزام والطريق"، ويمضي التعاون بين البلدين قدما بشكل أكثر عمقاً ومتانة.
وذكر أن المجموعة تأمل في اغتنام فرصة معرض الصين الدولي للاستيراد لفتح آفاق تعاون جديدة مع السوق الصينية، وتعزيز تنويع تنمية الاقتصاد المحلي، ومواصلة التوسع في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين السعودي والصيني، وتقاسم فرص التطوير الجديدة في المستقبل، وتحقيق نتائج متبادلة المنفعة ومربحة للجانبين.
أما شريف الماوردي، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، فقد قال إن 7 شركات مصرية ستشارك في هذه الدورة من معرض الصين الدولي للاستيراد، مع زيادة شركتين مقارنة بالدورة السابقة، مشيرا الى أن الشركات المشاركة تبدي حماسا كبيرا للمشاركة.
وأكد لـ((شينخوا)) أن معرض الصين الدولي للاستيراد يعتبر مهمًا لمصر والشركات المصرية، حيث يمثل نافذة مهمة للمنتجات المصرية على السوق الصينية، قائلا "نتمنى أن يتم توقيع عقود مع شركات صينية أكثر من تلك التي تم توقيعها في النسخة السابقة. نحن مستعدون للمشاركة في هذا المعرض، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري وتحسين صورة المنتج المصري عالميًا".
ومن جانبه، لم ينس الدكتور وائل التعبير عن أمله في زيارة المعرض بنفسه عندما تتاح له الفرصة لذلك لكي يطلع بنفسه على هذا المحفل الضخم الذي يسمع عنه منذ فترة طويلة ويتوق إلى التعرف على دوره في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية وروابط الصداقة بين الصين وبلدان العالم.