الرياض أول نوفمبر 2024 (شينخوا) أقيمت النسخة الثامنة لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار" في العاصمة السعودية الرياض، في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر، بمشاركة الآلاف من الشخصيات البارزة في عالم المال والأعمال والتكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.
وخلال فعاليات المؤتمر، أكد تنفيذيون ورجال أعمال من الصين والسعودية أن هناك تكاملا كبيرا وواضحا بين البلدين في قطاعات مختلفة مثل بناء البنية التحتية والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي، وهناك آفاق واعدة للتعاون والاستثمار بينهما.
وعلى هامش المؤتمر، وقعت شركة "أكوا باور"، التي تركز على الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة وتحلية المياه" اتفاقية تعاون مع مكتب إدارة منطقة لوجيازوي في الصين لتأسيس مركز للبحث والتطوير في شانغهاي. وسيركز المشروع، البالغ تكلفته 54 مليون دولار أمريكي، على تطوير التقنيات المتعلقة بالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة، والهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه.
وفي سياق وصفه للمشروع بأنه خطوة هامة للعمل مع سلسة التوريد الصينية في هذا المجال، أعرب ليوي يون خه، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس منطقة الصين في شركة "أكوا باور"، عن تطلعه للعمل مع الشركاء الصينيين للاستفادة من تكنولوجيا المبتكرة والمتقدمة والحلول الأكثر تنافسية، لمساعدة شركته على تطوير القطاعات ذات الصلة.
وقال "السعودية تمر بعملية تصنيع وتحديث، والصين لديها واحدة من أكثر سلاسل التوريد الصناعية شمولا، لذا هناك ميزة تكامل واضحة بين الدولتين"، مضيفا "بالاضافة إلى قطاعنا، لاحظت تعاونا متزايدا بين الشركات السعودية والصينية في مجالات مثل السيارات الكهربائية والتعدين".
وشاطره الرأي محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة "عجلان وإخوانه" القابضة السعودية، قائلا إن مبادرة الحزام والطريق تتكامل مع "رؤية 2030" السعودية، ما يفتح مجالا كبيرا للتعاون بين البلدين في مجالات مثل انتقال الطاقة والرعاية الصحية والتكنولوجيا والثقافة والسياحة وغيرها مع تزايد التكامل الاقتصادي بينهما.
وأكد العجلان على استعداد شركته للتعاون مع الشركات الصينية المتميزة لاستكشاف فرص التنمية في الشرق الأوسط.
ومن جانبه، قال فيشال وانشو، الرئيس التنفيذي لمدينة "أوكساجون"، المدينة الساحلية العائمة قيد التطوير في نيوم، إنه زار الصين حوالي 20 مرة، ولديه انطباع بأن الشركات الصينية متقدمة بشكل كبير في التصنيع، والآن في التكنولوجيا أيضا، مشيرا إلى أن مستوى التقدم والأتمتة الذي تمكنت الصين من تحقيقه أمر مثير للإعجاب حقا.
ووصف وانشو علاقات أوكساجون مع الشركات الصينية التي استخدمت تقنياتها بأنها مربحة للجانبين، موضحا أن "مشاريع التنمية في السعودية تستفيد من التكنولوجيا والمنتجات الصينية، كما يمكن لشركات مثل شركته أن تساعد الشركات الصينية على وضع أقدامها في السعودية وتصدير منتجاتها إلى أسواق جذابة أخرى".
بدوره، قال آدم بوقديدة، الرئيس التنفيذي المالي لشركة "طيران الرياض" السعودية، إن "الصين مهمة جدا بالنسبة لنا"، مشيرا إلى أن الناقل الجوي "بنى علاقات ثقافية إستراتيجية قوية جدا مع شركتين طيران صينيتين"، وأن شركته تخطط للتوسع إلى أكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030، ستشمل بالطبع الصين.
وأشاد يانغ تشي يوان، المدير التنفيذي لشركة الصين لهندسة الموانئ المحدودة (الشرق الأوسط) التي بدأت المشاركة في العديد من مشاريع البنية التحتية في السعودية، بما في ذلك الموانئ والجسور منذ سنوات طويلة، بإجراءات السعودية لتحسين بيئة الاستثمار مثل تحديث نظام الاستثمار وإقامة مناطق اقتصادية خاصة، متوقعا أن تلعب السعودية دورا متزايد الأهمية في الأسواق العالمية مع دفع "رؤية 2030".
وأضاف "هناك آفاق واعدة وإمكانات كبيرة للتعاون الاستثماري بين الصين والسعودية نظرا لتكاملهما في قطاعات مثل بناء البنية التحتية والنقل والطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي والتصنيع المتقدم وغيرها".
واتفق تشن ده بين، مدير عام فرع مجموعة المكتب الثامن عشر للسكك الحديدية الصينية، التي دخلت السوق السعودية منذ أكثر من عقدين، قائلا إن السعودية ستستضيف سلسلة من الأنشطة الرياضية العالمية خلال السنوات القادمة، ما سيجلب فرصا غير مسبوقة لتطوير البنية التحتية والسياحة في السعودية.
وأشار تشن إلى أن هناك ميزات تكامل بارزة بين البلدين في قطاعات الطاقة وبناء البينية التحتية والتكنولوجيا، حيث تملك الشركات الصينية خبرات غنية في هذا الصدد، ما يمكنها من تلبية مطالب السعودية.