بيروت/ مرجعيون، جنوب لبنان/ القدس 29 أكتوبر 2024 (شينخوا) تدور اشتباكات بين عناصر من حزب الله وقوات إسرائيلية تمكنت من التسلل والوصول إلى الطرف الجنوبي الشرقي لبلدة الخيام الواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، وفق ما أفادت مصادر عسكرية لبنانية اليوم (الثلاثاء).
وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الاشتباكات تُستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية والصاروخية في حين ينفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات مكثفة على وسط البلدة".
وأضافت المصادر أنه "في أعقاب التقدم الإسرائيلي إلى بلدة الخيام فقد الاتصال مع 17 مدنيا لبنانيا يقطنون أحد منازلها"، مشيرة إلى أن اتصالات مكثفة تجرى مع الصليب الأحمر اللبناني وقيادة قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) لمعرفة مصيرهم.
وأفادت مندوبة ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية في مرجعيون بدخول عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية من محيط مستوطنة المطلة إلى تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام.
وذكرت أن "الجيش الإسرائيلي استهدف منزلا في وطى الخيام ليل أمس يقطنه 17 شخصا بينهم أطفال ونساء، وقد فقد الاتصال بهم ومصيرهم مجهول حتى الساعة، وعليه تعمل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مكتب مرجعيون بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني لمحاولة الوصول إلى المكان".
من جهته، قال حزب الله في سلسلة بيانات إن عناصره دمروا ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية عند أطراف بلدة الخيام واستهدفوا تجمعات إسرائيلية في الطرفين الغربي والجنوبي من البلدة.
وأفاد الحزب بأنه عناصره قصفوا بعشرات الصواريخ مستوطنتي دلتون وكفر فراديم، وهاجموا بالصواريخ والمسيرات مقرات ومواقع إسرائيلية منها "سنير ودفنا ودان وزرعيت وشراغا وبيت هلل وراس الناقورة ومعالوت وكفر فراديم".
كما أعلن الحزب "إسقاط مسيرة إسرائيلية نوع هرمز 900 بصاروخ أرض/ جو في أجواء بلدة مرجعيون" شرق جنوب لبنان.
إلى ذلك، نفذت طائرات حربية إسرائيلية ثلاث غارات جوية على الطريق الدولي بين لبنان وسوريا ،أطلقت خلالها 6 صواريخ جو/ أرض، مما عرقل حركة عبور المدنيين سيرا على الأقدام وبالاتجاهين بين البلدين، وفق المصادر العسكرية.
واستهدفت الصواريخ نقطة وسط تقع بين نقطة المصنع اللبنانية ونقطة جديدة يابوس السورية وأحدثت عدة حفر متجاورة، بحسب المصادر.
وهذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها الطريق الدولي بين لبنان وسوريا لغارات جوية إسرائيلية، وكانت أولى هذه الغارات في الرابع من أكتوبر الجاري.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل قائد منطقة عيتا الشعب في حزب الله وعناصر أخرى من قوة الرضوان التابعة للحزب منذ أسبوعين.
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن "قوات لواء جولاني اعتقلت قائد منطقة عيتا الشعب في حزب الله وإرهابيين آخرين من قوة الرضوان"، مشيرا إلى أن "التحقيق معهم أسفر عن كشف وتدمير الكثير من الأهداف الإرهابية في المنطقة".
وأضاف أنه خلال أنشطة قوات الفرقة 36 في جنوب لبنان قبل أسبوعين، عثرت قوة من لواء جولاني على "فتحة نفق تقع داخل مقر قيادة عسكري في المنطقة" تواجد داخله عدد من عناصر الحزب ومن ضمنهم القائم بأعمال قائد منطقة عيتا الشعب في حزب الله ويدعى حسن عقيل جواد.
ووفقا لبيان المتحدث فقد "طوقت القوات مقر القيادة العسكري وبعد استسلام المخربين تم القبض عليهم واعتقالهم واقتيادهم للتحقيق من قبل محققي وحدة 504، ومن ثم مواصلة التحقيق معهم داخل الأراضي الإسرائيلية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي شن هجوم على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال" بدأ بغارات جوية مكثفة قبل أن يطلق في مطلع أكتوبر الجاري عمليات برية محددة ضد أهداف لحزب الله بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان.
فيما يشن حزب الله هجمات صاروخية على قواعد ومواقع للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل، وطالت هجماته مواقع في وسط البلاد في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ 8 أكتوبر 2023 على خلفية الصراع الدائر في قطاع غزة.
ومنذ بدء التصعيد قبل عام، سقط 2792 قتيلا و12772 جريحا، وفق تقرير رسمي لبناني صدر اليوم.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان إن حصيلة القتلى والجرحى يوم أمس (الاثنين) بلغت 82 قتيلا و180 جريحا، مما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء "العدوان" إلى الى 2792 قتيلا و12772 جريحا.
وسجلت وزارة الصحة منذ 8 أكتوبر 2023 لغاية 27 أكتوبر الجاري، مقتل 168 وإصابة 232 بين العاملين في القطاع الصحي بالإضافة إلى تضرر 38 مستشفى و79 مركزا طبيا وإسعافيا و239 آلية.
وأفاد تقرير محدث صدر اليوم عن "وحدة إدارة الكوارث" في لجنة الطوارئ الحكومية بأنه تم فتح 1118 مركزا لاستقبال النازحين منها 941 وصلت إلى الحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية.
ووصل العدد الإجمالي للنازحين إلى 188690 نازحا (43586 عائلة) في مراكز الإيواء، حيث سجلت النسبة الأعلى للنازحين في محافظتي جبل لبنان وبيروت، ولكن المقدر أن عدد النازحين هو أعلى بكثير، وفقا للتقرير.
وسجل الأمن العام اللبناني منذ 23 سبتمبر لغاية 29 أكتوبر عبور 355 ألفا و910 مواطنين سوريين و167 ألفا و295 مواطنا لبنانيا إلى الأراضي السورية، بحسب التقرير.