منى ششتر - صحفية كويتية
لعلك عزيزي القارئ لم تزر منغوليا الداخلية في جمهورية الصين الشعبية من قبل ... فلأصطحبك معي في رحلة خيالية حيث نتمشى في ذلك الجو البارد وسط حشائش المروج المنتشرة هناك ونركب الخيول قليلا ... فإن تعبت فأخبرني حتى آخذك إلى داخل إحدى تلك الخيام المنغولية ... خيام لن تراها إلا هناك أو في الأفلام التاريخية ... عبارة عن قلاع بيضاء مستديرة تعلوها قباب تذكرك بقصص ألف ليلة وليلة ... اعذرني أيها القارئ فقد أطلت عليك الحديث وزادت برودة الجو ... فلنترك الحديث جانبا ونتوجه إلى الداخل وسأدعوك لشرب كوب من الشاي المنغولي المسمى (سوتي تساي) ... شاي فريد من نوعه وطعمه فهيا بنا .
يعتبر (سوتي تساي) شايا منغوليا تقليديا وشربه من الطقوس اليومية في منغوليا الباردة حيث يوفر الدفء والترطيب للجسد في المناخ الجاف وهو مصنوع من الماء والحليب وأوراق الشاي، وعادة ما يكون الشاي الأسود، فضلا عن الملح الذي يعد المكون الفريد الذي لا يضاف إلى مشروب الشاي بالحليب إلا في منغوليا.
وفي بعض الأحيان تضاف مكونات أخرى مثل الزبدة أو الدهون أو قطع اللحم إلى (سوتي تساي) لإثراء النكهة، ويا لها من نكهة تمتزج فيها الملوحة مع كريمة الحليب! ناهيك عن طبق المقرمشات الصغيرة المصاحب للشاي.
وعندما تزور عائلة منغولية لابد أن تتذوق هذا الشاي لأن تقديمه إليك علامة من علامات حسن الضيافة، لذلك تجده موجود دائما على موائد الفنادق هناك في الإفطار والغداء والعشاء وطبقا رئيسيا يوضع على طاولة الأكل في المطاعم.
كما يعد هذا الشاي جزءا اساسيا من النظام الغذائي للرعاة المنغوليين حيث يوفر لهم القوت والطاقة طوال اليوم.
وللحقيقة أقول إن أفضل طريقة لتجربة منغوليا الداخلية هي تذوق طعامها ولنبدأ ب(سوتي تساي) وسط أجواء المروج الباردة والحياة البدوية والرعي .
فما رأيك الآن أيها القاريء هل أحسست بالدفء وهل لنا أن نكمل رحلتنا وسط هذه المروج الخضراء ونستمتع بركوب الخيل ... فإن اكتفيت من شرب الشاي المنغولي فهيا بنا ننطلق.