تونس 21 أكتوبر 2024 (شينخوا) أدى الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم (الاثنين) اليمين الدستورية رئيسا للبلاد لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، فاز بها في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل أسبوعين.
وجرت مراسم أداء اليمين الدستورية التي بثها التلفزيون الرسمي (الوطنية الأولى) أمام مجلس نواب الشعب (البرلمان) والمجلس الوطني للجهات والأقاليم (غرفة برلمانية ثانية)، في جلسة عامة مشتركة للمجلسين عُقدت اليوم في المقر الرسمي للبرلمان بقصر باردو.
وحضر المراسم كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الحكومة برئاسة كمال المدوري.
وتنص المادة 92 من الدستور التونسي على أن يؤدي رئيس الجمهورية أمام مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم مجتمعين اليمين التالية "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال الوطن وسلامته وأن أحترم دستور الدولة وتشريعها وأن أرعى مصالح الوطن رعاية كاملة".
وألقى الرئيس قيس سعيد كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أن الشعب التونسي قرر مواصلة التحدي ورفع كل التحديات والتصدي لـ"قوى الردة" بعد أن "خاض حرب استنزاف طويلة وشاقة".
وقال "لقد تم العبور من ضفة الإحباط إلى ضفة البناء والتشييد"، مقرا في هذا الصدد بوجود تحديات وصفها بـ"الكبيرة والجسيمة"، منها "فتح طرق جديدة أمام العاطلين عن العمل وخاصة أمام الشباب".
وشدد في هذا الصدد على ضرورة "التخلص من المفاهيم البائدة وحتى من المصطلحات التي عفى عنها الزمن واستنباط حلول جديدة تخلق الثروة"، إلى جانب ''عدم القبول بأنصاف الحلول والانطلاق بسرعة في ثورة تشريعية تجسم آمال الشعب التونسي".
وتابع قائلا إن "الشعب التونسي بحاجة إلى حلول جذرية، لأنه لم يعد يقبل بأنصاف الحلول، وعلى الدولة أن تستعيد دورها الاجتماعي كاملا وغير منقوص، على اعتبار أن الحقوق الاجتماعية من تعليم عمومي ومن نقل وصحة عمومية ومسكن لائق وعمل مستقر وأجر عادل وتغطية اجتماعية، هي كلها تحديات على الدولة رفعها فهي من حقوق الإنسان الطبيعية".
واعتبر أن التحديات الماثلة لا يمكن تجاوزها إلا بالتصدي لها على كل الجبهات، وذلك من خلال بناء اقتصاد وطني يرتكز على خلق الثروة، داعيا في الوقت نفسه إلى "ثورة ثقافية" بها يمكن التصدي لكل "الانحرافات".
إلى ذلك جدد الرئيس قيس سعيد رفضه لأي تدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، لافتا في هذا السياق إلى أن "نظاما إنسانيا جديدا بدأ يتشكل ليحل محل النظام العالمي القائم على تقسيم غير عادل للثروة"، على حد تعبيره.
كما اعتبر مُجددا أن التطبيع مع إسرائيل هو "خيانة عظمى"، قائلا إنه "لا وجود لمصطلح التطبيع بيننا"، مضيفا أن من يتعامل مع إسرائيل "هو بصدد ارتكاب جريمة خيانة عظمى للحق الفلسطيني.. أعيدها وأكررها ولن أتراجع عنها أبدا".'
وكان الرئيس قيس سعيد (66 عاما) فاز من الدور الأول بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من أكتوبر الجاري التي تنافس فيها مع المُرشحين العياشي زمال رئيس حركة عازمون، وزهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب.
وفي 11 أكتوبر، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية النتائج النهائية للانتخابات، التي أظهرت فوز المرشح قيس سعيد بها من الدور الأول بنسبة 90.69%، حيث حصل على مليونين و438 ألفا و954 صوتا من أصوات الناخبين.
وفي المقابل، حصل المرشح العياشي زمال على 197 ألفا و551 صوتا، أي 7.35% من أصوات الناخبين، بينما حصل المرشح زهير المغزاوي على 52 ألفا و903 أصوات، أي بنسبة 1.97% من أصوات الناخبين.
وبلغت نسبة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي 28.8% من إجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم البالغ مليونين و808 آلاف و408 ناخبين من أصل 9 ملايين و753 ألفا و217، مُسجلين في السجل الانتخابي لهيئة الانتخابات.