غزة 17 أكتوبر 2024 (شينخوا) أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، المسؤول الأول عن الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر 2023.
وقال بيان رسمي أصدره الجيش تصفية السنوار جاءت أمس (الاربعاء) خلال عملية مطاردة استغرقت عامًا كاملا.
واتهم البيان السنوار بأنه "المدبر والمخطط والمشرف" على تنفيذ الهجوم في السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح أن السنوار قاد حركة حماس وروّج لأيديولوجياتها قبل الحرب وخلالها كما كان مسؤولًا عن قتل واختطاف الكثير من الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الجيش "نفذ جيش عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل السنوار مما أسفر أخيرًا في القضاء عليه".
ولم يرد أي تعليق رسمي من قبل حركة حماس حتى الآن.
وفيما يلي نبذة عن السنوار
ولد في 19 أكتوبر العام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة ومن ثم نزحت عائلته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل العام 1948 وغيرت اسمها إلى "أشكلون".
تلقى تعليمه في خان يونس، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريس في شعبة الدراسات العربية.
تزوج في العام 2012 من سيدة من قطاع غزة حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة وله 3 أبناء.
اعتقل لأول مرة العام 1982 بسبب نشاطه الطلابي في عمر (20 عاما) ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة وفي العام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.
في 20 يناير 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).
تولى خلال فترة اعتقاله قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات عن الطعام، كما تنقل بين عدة سجون.
حاول الهروب من السجن مرتين، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، كما تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، حيث عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات.
استثمر السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف حيث تعلم خلالها اللغة العبرية وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية.
أطلق سراح السنوار العام 2011 وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما أطلقت عليه حركة حماس صفقة "وفاء الأحرار".
وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم تنجح إسرائيل خلال حربها على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.
بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012 وتولى الملف الأمني، وفي العام 2013 تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.
وفي العام 2015 عينته حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم وفي السنة نفسها صنفته أمريكا في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في غزة.
وأعلنت حماس في السابع من أغسطس الماضي تعيين السنوار رئيسا لها خلفا لرئيسها الراحل إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران في نهاية يوليو الماضي.
وانتخب السنوار يوم 13 فبراير 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في غزة وفي مارس 2021، انتخب رئيسا لحماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.
تعرض منزل السنوار للقصف عدة مرات، ويوصف بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.
بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 أصبح السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل باعتباره مهندس العملية وأصبح التخلص منه أهم الأهداف للعملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع والتي أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية".
لم يظهر السنوار علنا خلال هذه الحرب، وذكرت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية أنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.
ويوم 20 مايو 2024، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يؤآف غالانت ومن حماس يحيي السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر 2023.
وأثناء الحرب الجارية، صدرت 3 رسائل منفصلة من السنوار، كما أفادت حماس، إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ولزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.