الخرطوم 16 أكتوبر 2024 (شينخوا) على الرغم من تأثيرات الحرب المستمرة في السودان على قطاعات عدة، ولاسيما الزراعة، تستبعد السلطات السودانية أن يواجه السكان الجوع الحاد، وهو أمر تحذر منه منظمات دولية.
وفي اليوم العالمي للغذاء، والذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، رفعت وزارة الزراعة السودانية شعارا للاحتفال هذا العام عنوانه "السودان لن يجوع".
وقالت الوزارة في بيان صحفي اليوم "يحتفل السودان مع المنظومة الدولية ليكون وقفة لإلقاء الضوء على مشاكل الغذاء وما يعانيه مئات الملايين في أرجاء المعمورة من جوع ونقص في الغذاء وما يواجهه العالم من تحديات لتوفير غذاء أفضل وأوفر للجميع".
وأضاف البيان "يحتفل السودان تحت شعار (ان السودان لن يجوع هذا العام)".
وأشار البيان إلى حرص السلطات السودانية على تحقيق الأمن الغذائي ومواصلة النشاط الزراعي رغم تأثيرات الحرب.
ولفت البيان إلى أنه "رغم الحرب التي نشبت مؤخرا في السودان والتي أثرت كثيرا على بعض المناطق الزراعية، لكن توفير الغذاء كان من أولويات وزارة الزراعة والغابات، فما زال السودان يستمد قوته وغذاءه من خيرات أرضه بجهد كل القائمين على أمر الزراعة".
وتابع "الحرب لم توقف أمر الزراعة وتمت زراعة 39 مليون فدان بالبلاد هذا العام، منها 17 مليون فدان ذرة، وجاء التركيز على زراعة الذرة لأنها قوت أغلب أهل السودان، وذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي".
وبمناسبة اليوم العالمي للغذاء، أعاد برنامج الغذاء العالمي التذكير بمخاطر الأمن الغذائي في السودان بسبب الصراع المسلح.
وقال مكتب البرنامج في السودان في بيان صحفي اليوم إنه "بعد مرور أكثر من 18 شهرا على الصراع في السودان، لا تزال الأزمة تحطم الأرقام القياسية المأساوية".
ووفقا للبيان، فإن نصف السكان بالسودان يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي.
وقال البرنامج إن "جميع الولايات الـ18 أبلغت عن معدلات مثيرة للقلق من سوء التغذية".
وأضاف البرنامج أن "المساعدات الغذائية تشكل شريان حياة لملايين الأشخاص، ولا يمكننا أن نتجاهلها".
وشددت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، على أن الحصول على الغذاء حق أساسي للإنسان.
وقال مكتب المنظمة بالسودان، بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، "يواجه 25.6 مليون شخص في السودان الجوع، دعونا نتحد لجعل الحق في الغذاء حقيقة واقعة".
ويحتفل العالم في 16 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للغذاء، وهو يوم أعلنته منظمة الفاو، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم على نطاق واسع من قبل العديد من المنظمات الأخرى المعنية بالأمن الغذائي، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي.
وفي العاصمة السودانية الخرطوم التي ما تزال تشهد مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم، تزداد حاجة المواطنين إلى الغذاء مع ارتفاع في أسعار السلع وانعدام أصناف رئيسية من الغذاء وتضاؤل القدرة الشرائية للمواطنين.
ويعتمد الكثيرون من سكان الخرطوم على مبادرات مجتمعية لتوفير الغذاء للمحتاجين.
وتدير منظمة (هيومان ابيل)، وهي منظمة بريطانية عالمية تعمل في مجالات التنمية والإغاثة والعمل الإنساني، وتعمل في أكثر من 25 دولة، مشروعا لتوفير الخبز مجانا لمراكز الإيواء بمدينة أم درمان شمالي الخرطوم.
وقال مدير المشروعات بالمنظمة أبو ذر الحاج إن "هذا المشروع عبارة عن مخبز خيري. ننتج تقريبا 12650 قطعة خبز يوميا".
وأضاف الحاج لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم "نقوم بتوزيع الخبز مجانا على 13 مطبخا خيريا تعمل بالمنطقة بهدف توفير الغذاء للمحتاجين في مراكز الإيواء بمدينة أم درمان".
وأكد المواطن مبارك عمر أهمية مثل هذه المبادرات المجتمعية في تخفيف الآثار السالبة للحرب.
وقال عمر لـ ((شينخوا)) إن "هذه المبادرة هي إحدى المبادرات المجتمعية الرائدة، فتوفير الخبز أمر مهم لكل أسرة. هناك شرائح عدة مثل العمال والنساء والأطفال بحاجة ماسة للغذاء".
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن نحو 25.6 مليون شخص (أكثر من نصف سكان السودان) في مرحلة الأزمة أو أسوأ من ذلك من انعدام الأمن الغذائي.
وقالت أوتشا في تقرير صادر في أول أكتوبر الجاري "بعد أكثر من 17 شهرا من اندلاع الصراع الوحشي في السودان، تشير سلسلة من المسوحات التغذوية الأخيرة التي أجرتها مجموعة التغذية في جميع الولايات الـ18 إلى تدهور مثير للقلق في الوضع التغذوي".
وأضاف التقرير "أصبح السودان الآن من بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدل انتشار لسوء التغذية الحاد الشامل، بنحو 13.6 في المائة".
وتوقع التقرير أن يتدهور الوضع التغذوي بشكل أكبر في عام 2025 بسبب الصراع المستمر وانعدام الأمن الغذائي وتدهور خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والنزوح وقيود الوصول وتفشي الأمراض.
لكن الحكومة السودانية تنفي وجود مجاعة في البلاد، وتصف التقارير عن المجاعة بأنها مبالغ فيها.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد بلغ إجمالي عدد النازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 نحو 7.9 مليون شخص، كما أدت الحرب إلى لجوء 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، وفقا لتقارير سابقة لـ(أوتشا).