بيروت 15 أكتوبر 2024 (شينخوا) حذر نائب أمين عام حزب الله اللبناني نعيم قاسم اليوم (الثلاثاء) من "شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية الأمريكية"، مؤكدا أن الحل بوقف إطلاق النار وبعده بحسب اتفاق غير مباشر يعود المستوطنون الإسرائيليون إلى الشمال، مشيرا في والوقت نفسه إلى أنه مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر.
واعتبر قاسم، في كلمة عبر الشاشة، أن "إسرائيل كيان غاصب محتل يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة والعالم واحتلال توسعي لا يكتفي بفلسطين ويريد كل المنطقة العربية ، وهي تراهن على الإجرام الذي يرعب الآخرين والتبني المطلق من أمريكا"، على حد قوله.
وأكد أنه "لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين"، مشيرا إلى أن عملية "طوفان الاقصى" في 7 اكتوبر 2023 حق مشروع وهدفت لإيصال رسالة للعالم بمرور 75 عاما على الاحتلال والمجازر والاعتداءات".
ورأى ان "لبنان ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي" مؤكدا أن "مساندتنا للفلسطينيين هي مساندة للحق ".
وقال قاسم إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنه يريد ولادة شرق أوسط جديد مكررا ما كانت قالته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة إبان الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف العام 2006 .
وأشار إلى أنه "لولا أمريكا الشيطان الأكبر لما استطاعت إسرائيل أن تكون في هذه السيطرة التي تقوم بها"، مضيفا أن "أمريكا الشيطان الأكبر تريد شرق أوسط جديدا"، على حد تعبيره.
وقال إن "أعمال الإبادة التي تقوم بها إسرائيل وأمريكا تعني أنهما شريكتان في إنجاز شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية الأمريكية".
وذكر قاسم أنه "تم الطلب منا وقف الحرب والابتعاد أكثر من 10 كيلو مترات عن الحدود كي لا نستفز إسرائيل لكننا أصرينا على وقف النار في غزة لم نتجاوب مع طلبهم بفصل لبنان عن غزة".
وتابع "مقاومتنا مشروعة ودفاعية والمطلوب تحرير فلسطين ومتى نساند فلسطين نساند هذا التحرير ولا نساند مشروعا ايرانيا بل إننا أمام مشروع فلسطيني يدعمه الإيرانيون والأحرار في هذه المنطقة".
وقال قاسم "إذا لم نواجه إسرائيل، ستصل إسرائيل إلى أهدافها"، مؤكدا أن "من يسبب الضرر للبنان ليس من يدافع عن البشر بل الذي يقتلهم".
وأضاف "نحن نقاتل، كمقاومة بشرف ونستهدف جيشهم وهم يقتلون بوحشية وخسة ويستهدفون الأطفال والنساء والشيوخ".
واعتبر أنه "عندما نتحمل التضحيات ونؤلم إسرائيل نكون قد حمينا الأجيال لعشرات ومئات السنين"، مشيرا إلى أن "مشروع إسرائيل تدميري وإلغائي".
وأوضح أن "الاحتلال هدف إلى ضرب القيادة والقاعدة العسكرية من أجل فقدان قدرتنا على المواجهة وإنهاء حزب الله وصياغة لبنان جديد".
وقال إن ضربة القيادات وعلى رأسهم حسن نصر الله كبيرة وقاسية وحاولوا ضرب الإمكانات، صحيح أننا تألمنا جراء الضربات التي تلقيناها لكنهم لم يتمكنوا من تخطي الخطوة الأولى.
وأكد قاسم أن "الطريق الحصري والوحيد من أجل استعادة الأرض وإيقاف العدوان هو صمود المقاومة والتفاف شعبها حولها"، مضيفا "نحن أمام وحش هائج لا يتحمل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه".
وأشار إلى أن "الاحتلال عمد إلى قتل عناصر من الجيش اللبناني ومن قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل) وتفجير دور العبادة والمساجد والكنائس وقوافل المساعدات".
وأعلن قاسم أنه "منذ 17 سبتمبر الماضي تاريخ تفجير إسرائيل لأجهزة "البيجر" حتى الآن نحن في مرحلة جديدة اسمها مواجهة العدوان والحرب على لبنان ولم نعد في مرحلة المساندة".
وأكد أن "ما أنجزه الأخوة في الميدان خلال الأسبوعين كان أكبر وأفضل مما كانوا يتوقعون لأن مهمة المقاومة ليست منع التقدم وإنما ملاحقة الاحتلال والقيام بالعمليات ضده في أي مكان يتقدم إليه".
وأضاف "الشباب في الانتظار للالتحام أكثر فأكثر .. ومنذ أسبوع وإلى الآن قررنا معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو وستصل الصواريخ إلى حيفا وإلى ما بعد بعد حيفا".
وأعلن قاسم أنه بما أن العدو استهدف كل لبنان فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو ونستطيع استهداف أي نقطة في إسرائيل وسنختار النقطة المناسبة.
وتوجه الى الداخل الإسرائيلي بالقول "على الإسرائيليين ألا يصدقوا حكومتهم بشأن قدراتنا ومثال على ذلك أسطورة غزة"، وقال "سنستهدف جيش العدو ومراكز تواجده وثكناته والحل هو في وقف إطلاق النار ولا نتحدث من موقف ضعف".
وأكد أن "الحل بوقف إطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال".
وحذر قاسم من أنه "مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر".
وجدد التأكيد على أن "الحزب قوي رغم الضربات القاسية"، قائلا "الحزب قوي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة (أمل) وهذا الجمهور الذي يعمل متماسكا مع بعضه بعضا بكل قوة وعزيمة".
وخاطب الداخل اللبناني بالقول "إسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعا وإن التفافكم الوطني اليوم يزيد اللحمة وسنكون معا ولا يراهن أحد أنه سيستثمر خارج الإطار".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقد أدت الحصيلة الإجمالية للهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023 بحسب تقرير رسمي صدر أمس (الاثنين) إلى مقتل 2309 أشخاص و10782 جريحا، إضافة إلى أضرار جسيمة في جنوب وشرق وشمال وجبل لبنان وضاحية بيروت الجنوبية ونزوح نحو مليون و200 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمنا.