حمص، سوريا 3 أكتوبر 2024 (شينخوا) يشعر اللاجئون اللبنانيون الفارين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة على بلادهم، بالأمان والترحيب في سوريا، ولكنهم يأملون للعودة إلى ديارهم.
في دير مار إلياس في بلدة ربلة التابعة لمدينة القصير بريف حمص الغربي، تم تهيئة مكان آمن لأولئك الذين فروا من ويلات الحرب في لبنان بحثا عن الأمن والأمان.
وداخل غرف الدير المتواضعة، وجد اللاجئون اللبنانيون النازحون من هول العملية العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة ضد حزب الله في لبنان، أمانا مؤقتا بعيدا عن الانفجارات القوية والقصف الإسرائيلي الذي يضرب مواقع في جنوب لبنان ليلا ونهارا.
يوفر الدير، الذي تحول الآن إلى مأوى، أماكن إقامة متفرقة، حيث تنام العائلات على أفرشة توضع على الأرض. وفي الوقت نفسه، تدير المنظمات المحلية أنشطة للأطفال لصرف انتباههم عن صدمة الحرب، وتخفيف معاناتهم.
وفي السياق ذاته، قالت هدى عرمان، في الأربعينيات من عمرها، فرت من لبنان مع طفليها، تاركة زوجها وراءها، في حديثها مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في دير مار إلياس " لقد بقينا في منازلنا لأطول فترة ممكنة بعد بدء القتال في جنوب لبنان، ولكن عندما اشتد القصف، قررنا المغادرة، لم يعد الأمر آمنا، وخاصة بالنسبة للأطفال".
وأضافت وهي جالسة في إحدى غرف الدير الصغيرة "آمل أن نتمكن من العودة إلى قريتنا قريبا، أينما ذهبت، لا شيء يشبه المنزل، نحن مرتاحون هنا؛ الخدمات ممتازة، ونشعر بالترحيب، لكنني أفتقد لبنان، سوريا مثل وطننا الثاني، لكنني أشتاق إلى قريتي".
كما وصفت خولة العمرو البالغة من العمر 17 عاما، والتي فرّت من الهرمل مع والديها وشقيقتيها، في حديثها مع وكالة أنباء ((شينخوا))، كيف كانت أصوات القصف ترعبهم.
قالت "لقد أصيبت شقيقاتي الصغيرات بالرعب من أصوات القصف"، مضيفة "لقد اضطررنا إلى المغادرة، كنت قلقة للغاية بشأن شقيقتي الصغرى؛ لقد أصبحت خائفة للغاية لدرجة أنني خشيت أن تصاب بالاكتئاب من كل ما رأته وسمعته".
وتابعت وهي تتنهد، وبجانبها شقيقاتها، اللواتي يمسكن بالألعاب التي قدمها المتطوعون لهم "نريد فقط أن تنتهي هذه الحرب حتى نتمكن من العودة إلى المنزل بأمان".
جدير بالذكر أن الدير، هو واحد من عدة ملاجئ في ربلة، ويقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود السورية اللبنانية، ويوفر ملاذا لأولئك الفارين من الصراع المجاور.
وفقا لزكريا فياض، رئيس المجلس المحلي في بلدة ربلة بريف حمص الغربي، لجأت حوالي 270 عائلة لبنانية إلى البلدة، من بينهم 213 في منازل استضافتها عائلات محلية، و52 عائلة أخرى في ملاجئ، مثل دير مار إلياس، وأشار إلى أن مجموع ما تستضيفه البلدة حوالي 1170 فردا.
وعلى الرغم من الأعداد المتزايدة، تبذل المجتمعات المحلية والمنظمات الدينية في سوريا قصارى جهدها لتوفير الأمان لأولئك الذين يسعون إلى ذلك. ولكن بالنسبة للعديد من اللاجئين، لا يزال الوضع غير مؤكد.
ومنذ 24 سبتمبر الماضي، فر أكثر من 200 ألف شخص من لبنان، بحثاً عن مأوى في سوريا.
ولكن حتى في سوريا، السلام هش، فبينما يستهدف الجيش الإسرائيلي حزب الله في لبنان، فإنه يواصل أيضاً الضرب داخل سوريا. وفي الأيام الأخيرة، ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية أحياء في دمشق، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين.
بالنسبة للعائلات في دير مار إلياس، فإن المستقبل غير مؤكد، ومع ذلك، وفي خضم هذا الغموض، فإن أحلام العودة إلى الوطن والاستمتاع بالسلام المسروق هو كل ما يفكرون فيه.