القدس 3 أكتوبر 2024 (شينخوا) أطلقت إيران 200 صاروخ على إسرائيل مساء الثلاثاء، مما تسبب في وقوع أضرار مادية بمناطق متفرقة، في ثاني هجوم مباشر تشنه طهران على إسرائيل خلال ستة أشهر.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن 90 بالمائة من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في المقابل أن منظومة دفاعاته الجوية نجحت في التصدي لغالبية الصواريخ التي أُطلقت، وأن الصواريخ المتبقية التي سقطت لم تتسبب بأضرار تذكر.
ونُشرت صور كثيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمواطنين مع بقايا الصواريخ الإيرانية.
من عراد في صحراء النقب مرورا بالقدس وصولا حتى مناطق في الجليل، انتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر ذلك إلى جانب بعض الأضرار المادية الحاصلة هنا وهناك.
-- أضرار بمائة منزل
ولم تغب منطقة تل أبيب هي الأخرى عن المشهد، بعد تسجيل دمار واسع في أحد المطاعم هناك، في وقت شهدت فيه مدينة هود هشارون شمال شرق تل أبيب، أضرارا كبيرة جراء الهجمة الصاروخية الإيرانية.
وبحسب البلدية، فقد تضرر أكثر من 100 بيت بشكل مباشر جراء سقوط أحد الصواريخ وسط المدينة.
وخلف الصاروخ حفرة كبيرة في وسط أحد الشوارع المركزية، فيما تم تسجيل أضرار في عشرات البيوت الأخرى في الدوائر الأبعد عن موقع سقوط الصاروخ.
وقال رئيس بلدية هود هشارون أمير كوخافي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن البلدية وضعت أطقم حراسة على البيوت التي تضررت وتم إخلاء مواطنيها منها ريثما يتم ترميم الأضرار التي وقعت.
وأوضح كوخافي أن ترميم البيوت سيتطلب عدة أيام حتى عدة أسابيع.
في المقابل، بدأت البلدية بتنظيف وتقييم الأضرار الكبيرة التي لحقت بإحدى المدارس في المدينة من أجل ترميمها وإعادة فتحها أمام الطلاب بأسرع وقت ممكن مباشرة بعد عطلة الأعياد اليهودية.
وقالت البلدية في بيان إنه تم وضع حراسة على البيوت التي تم إخلاؤها من سكانها، مشيرة إلى أن طواقمها قامت بجولات ميدانية في الشوارع والبيوت التي تم إخلاؤها من أجل تقديم مساعدة أولية.
بموازاة ذلك، كانت طواقم من مثمني الضرائب والتأمينات تجول بين البيوت المدمرة، من أجل تقييم الأضرار وتقديم تقارير بشأنها.
-- تقييم الأضرار
وعلى الرصيف المقابل لبيتها، وقفت ليزي برزيلاي (56 عاما)، صاحبة أحد البيوت، تراقب عمال البلدية ومثمني التأمين أثناء عملهم.
وكانت السيدة الخمسينية تتأمل في الأضرار البادية على بيتها.. نوافذ مكسرة وسقف متضرر بصورة كبيرة، وآثار حائط مطبخها الذي تحطم بفعل سقوط السقف القرميدي عليه والكثير من الحطام حوله.
وروت برزيلاي لـ ((شينخوا)) ما حدث قائلة "بعد إعلان المتحدث بلسان الجيش عن ضربة صاروخية محتملة مصدرها إيران، قمت بإخلاء البيت مع زوجي وكلبنا، وتوجهنا للاحتماء في أحد الملاجئ العمومية في الحي".
وكان هناك العديد من الجيران الذين عملوا بالمثل عند انطلاق الصافرات.
وتابعت "سريعا سمعنا صوت انفجارات هزت سماء المدينة. وبعد وقت قصير سمعنا صوت انفجار كبير شعرنا بارتداده من داخل الملجأ، ما خلق المزيد من الذعر في أوساط الحاضرين، في حين لم يتمالك الكثيرون أعصابهم وبدأوا بالبكاء والصراخ".
وإلى جانب عمال البلدية، تجول العديد من ضباط الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي ومعهم خبراء المفرقعات من الجيش، وقاموا تباعا برفع حظر الدخول والتجول بين البيوت المتضررة بعد التأكد من خلوها من بقايا مواد متفجرة، ربما لم تنفجر مع الصاروخ.
وقال المقدم مؤور اديلمان الضابط في الجبهة الداخلية لـ ((شينخوا)) "نقوم بتفقد البيوت من آثار المواد المتفجرة سويا مع خبراء المتفجرات والتأكد من خلوها منها قبل السماح للأطقم المدنية على اختلافها بالدخول إليها ومعاينتها".
وأكد اديلمان أن "المواطنين هنا أبدوا انصياعا مثيرا للإعجاب لتعليمات الجبهة الداخلية، والتي أسهمت في إنقاذ الكثير من الأرواح ما جعل الأضرار تقتصر على الجوانب المادية فقط دون خسائر بشرية".
-- تطبيق للهاتف وغرف محمية
خلال الحرب الحالية، كان لافتا مدى التصاق الإسرائيليين بهواتفهم النقالة، وتلقي معظم الإشعارات والأخبار من خلالها.
ودفع الأمر الجبهة الداخلية الإسرائيلية التابعة للجيش، إلى العمل وإطلاق تحديثات للتطبيق الخاص بها مباشرة مع بداية الحرب الحالية قبل عام.
وكان آخر التحديثات التي أُدخلت على التطبيق شبكه مع منظومة صافرات الإنذار، والتي ترتبط بدورها بشبكة الرادارات العسكرية التي ترصد إطلاق القذائف الصاروخية والمواقع المحتمل سقوطها بها، وتقوم بتحذير السكان في تلك المناطق بضرورة الاحتماء منها بمدة تتراوح ما بين 30 ثانية حتى دقيقتين.
والثلاثاء، وبعد إعلان المتحدث العسكري الإسرائيلي بدقائق عن ضربة صاروخية إيرانية محتملة، سرعان ما انطلقت التحذيرات في التطبيق تطلب من المواطنين تباعا بحسب أماكن تواجدهم على طول مسار الصواريخ الإيرانية، ضرورة الاحتماء في ملاجئ أو غرف محصنة أو مناطق محمية والبقاء داخلها -لأول مرة- حتى إشعار آخر.
ومع توالي وصول الصواريخ الإيرانية إلى سماء إسرائيل، تتابع طنين التطبيق محذرا من اقتراب الصاروخ.
فيما قامت الجبهة الداخلية باستخدام منظومة أخرى أسمتها "رسالة شخصية" التي أرسلت تحذيرات إلى الهواتف النقالة لعموم المواطنين قبل انطلاق صافرات الإنذار، في حين طُلب من المواطنين التعامل مع تلك الرسائل على أنها صافرات إنذار تستوجب الإخلاء والاحتماء في مناطق محمية أو ملاجئ.
وقالت رينانا بركات (41 عاما) ، وهي أم لأربعة أطفال من القدس، إن "وجود التطبيق ساعد كثيرا في التهيئة النفسية لي وانعكس الأمر على أطفالي".
وعلى الرغم من أن القدس بقيت حتى وقت قريب خارج مرمى القصف المتبادل سواء مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو مع حزب الله، إلا أن دخول إيران على خط المواجهة غير وجه المعادلة.
ويوفر وجود التطبيق ودقة التفاصيل التي يعطيها إلى جانب تحديد المناطق، هامشا من الوقت للاستعداد والتوجه بصورة آمنة إلى الغرفة المحصنة في الشقة.
ويشرح نوعام زيغمان أحد الضباط المسؤولين في العلاقات العامة للجبهة الداخلية لـ ((شينخوا)) أنه "بحسب تعليمات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، يفرض على كل بيت وشقة في إسرائيل بُنيت بعد العام 1991 أن تبني غرفة محمية في بيتها كشرط للحصول على ترخيص للبناء".
وأوضح زيغمان أن "القرار كان قد صدر بعد وصول الصواريخ التي أُطلقت من العراق خلال حرب العراق الأولى في العام 1991، وسقوط بعضها في تل أبيب".
وأردف زيغمان قائلا إن "المناطق أو الغرف المحمية، هي غرف مبنية بحسب مواصفات قياسية وضعتها الجبهة الداخلية، جدرانها وسقفها مبنية من الخرسانة الصلبة وفولاذ بسمك معين".
وبالإضافة إلى ذلك، هناك "نافذة بمواصفات قياسية توضع عليها حماية فولاذية للتصدي لأي شظايا أو صواريخ قد تقع بالقرب منها، إضافة إلى باب حماية من الفولاذ محمي بباب فولاذي محصن آخر يجعل الغرفة قادرة على التعامل مع التفجيرات والشظايا وتحمي من بداخلها إلى حد كبير جدا".
وبجانب الغرف المحصنة، تصدت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية للهجوم الإيراني.
وعلى مر السنوات الماضية، دفعت التهديدات الجوية المختلفة ضد إسرائيل، المؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية إلى تطوير عدد من المنظومات الدفاعية الجوية للتعامل مع مختلف التهديدات بدءا من القذائف الصاروخية من قطاع غزة ووصولا حتى الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وتمتلك إسرائيل بحسب الجيش الإسرائيلي أربع منظومات دفاع جوية للتعامل مع مختلف التهديدات الصاروخية، جميعها تمت بتطوير إسرائيلي من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية رفائيل ومصانع أسلحة إسرائيلية أخرى وبتعاون وتمويل كبيرين من الإدارة الأمريكية.