بيروت 30 سبتمبر 2024 (شينخوا) أكد وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو اليوم (الاثنين) أن مقترح وقف إطلاق النار بشأن لبنان لا يزال مطروحا، لافتا إلى أن المسؤولين اللبنانيين يدعمون المبادرة الفرنسية - الأمريكية".
وقال بارو خلال مؤتمر صحفي إن "زيارته إلى لبنان هي لتوجيه الدعم والتضامن للبنانيين، مع تقديم مساعدة إنسانية ملموسة وتوجيه رسالة تضامن مع مواطنينا الذين هم أكبر جالية فرنسية في الشرق الأوسط، ومواصلة جهودنا لوقف العمليات العدائية والتوصل إلى تسوية دبلوماسية".
وأعلن عن اجتماع سيعقد قريبا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بمسعى فرنسي للبحث في تخصيص مساعدات للبنان.
وقال "جئت أتابع الجهود الدبلوماسية التي باشرنا بها منذ أكثر من عام والتي تسارعت منذ أيام مع اقتراح وقف إطلاق النار الذي وضع على الطاولة من الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والأمريكي جو بايدن".
وحض الأفرقاء على التمسك بالاقتراح الذي انضم إليه الاتحاد الأوروبي والمانيا وبريطانيا واستراليا وكندا والسعودية والإمارات المتحدة وقطر "وهي موجودة على الطاولة، ويبقى هناك أمل ولكن الوقت ينفذ".
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا أصدرتا في 26 الجاري بيانا مشتركا حظي بتأييد دول غربية وعربية تضمن دعوة لوقف النار في لبنان كذلك تقدمت فرنسا باقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وناشد بارو إسرائيل بـ "الامتناع عن أي غزو بري وعلى وقف إطلاق النار" كما دعا "حزب الله" إلى الامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي."
وأضاف "أن الوضع الحالي سببه في شكل كبير قرار حزب الله بالدخول في النزاع في 8 أكتوبر وبإدخال لبنان فيه وهذا ما شجبناه دائما".
ومنذ 23 سبتمبر الجاري يشن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا مكثفا على الأراضي اللبنانية أطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
واعتبربارو أن "شروط الحل الدبلوماسي الدائم تتمثل بالسعي إلى تطبيق القرار1701 فورا من خلال وقف الأعمال العدائية على جانبي الحدود ووقف إطلاق النار، وانتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وانسحاب المسلحين من جانب الحدود وتعزيز قدرات القوات الدولية (يونيفيل) والوصول إلى حل حول الحدود البرية."
وأضاف بارو أن "الحل ليس بمستحيل في حال وجدت الإرادة السياسية من كلا الجانبين".
من جهة ثانية رأى أنه "يتوجب على القيادات السياسية اللبنانية العمل لتسيير المؤسسات من خلال انتخاب رئيس للجمهورية من دون أي تأخير".
وأكد أن بلاده جاهزة لمساعدة هذه القيادات ولكن المسؤولية في انتخاب الرئيس تعود إلى الزعماء السياسيين.
وأعلن أنه أبلغ رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي أنه "من اللا مسؤولية ترك البلد من دون رئيس قادر على توحيده وتمثيله، وهذا شرط للحفاظ على الوحدة والتعايش في وقت يمكن للحرب بعد سنوات من الأزمة الاقتصادية والشلل المؤسسات أن تؤجج التوترات الداخلية".
وقد أدى الانقسام السياسي في لبنان إلى شغور سدة الرئاسة بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، في 31 أكتوبر 2022 من دون انتخاب خلف له بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد لعدم امتلاك أي فريق أكثرية تخوله اختيار الرئيس. في 12 جلسة انتخابية كان آخرها جلسة في 14 يونيو 2023.
وعبر بارو عن دعمه للجيش اللبناني الضامن لوحدة وأمن لبنان في هذه الظروف وأعلن أن فرنسا "تقف دائما إلى جانب لبنان والشعب اللبناني مكررا التزام الرئيس ماكرون إلى جانب الشعب اللبناني".
وكان الوزير الفرنسي قد جال اليوم على القيادات اللبنانية واجرى لقاءات متتالية مع كل من بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال بشارة الراعي ورئيسي الحكومة والبرلمان و قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وقد أكد ميقاتي بحسب بيان صدر عن مكتبه عقب اجتماعه مع الوزير الفرنسي أن "مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار ".
ورأى "ان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701".
وكان القرار 1701 لعام 2006 وضع حدا لحرب استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله وينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية من قوات الأمم المتحدة بجنوب لبنان لمراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
من جهته شكر رئيس البرلمان اللبناني خلال لقائه مع بارو حسب بيان صدر عن مكتبه لفرنسا ورئيسها "حرصهما ودعمهما للبنان في المرحلة العصيبة التي يمر بها جراء العدوان المتواصل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان مانعة إيصال المساعدات لإغاثة النازحين" .
وأكد "موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه ميقاتي في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الامريكية والذي يحظى بدعم دولي واسع" .
ولفت بري إلى أن "إسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان"، مؤكدا "أن كرة النار الإسرائيلية تطال كل لبنان".
من جهتها اوضحت قيادة الجيش في بيان أن الوزير الفرنسي نوه خلال اجتماعه مع قائد الجيش العماد جوزاف عون بـ"أداء الجيش مؤكدا استمرار دعم بلاده للمؤسسة العسكرية".
وكان وزير الخارجية الفرنسي وصل الى بيروت مساء أمس، وقالت السفارة الفرنسية في لبنان بأنه عقب وصوله سلم وزير الصحة اللبناني 12 طنا من الأدوية والمعدات الطبية للاستجابة لحالات الطوارئ واحتياجات الطب العام وخاصة طب الأطفال.