بكين 27 سبتمبر 2024 (شينخوا) لا يعد البحث عن المادة المظلمة والثقوب السوداء؛ والتقاط صور عالية الدقة للأرض؛ ومراقبة الحرائق والزلازل والانهيارات الطينية، سوى مجرد غيض من فيض المهام التي تدعمها البيانات المرسلة من حوالي 50 قمرا صناعيا صينيا لعلوم الفضاء ورصد الأرض، موجودة في المدار حاليا.
ليلا ونهارا، تتدفق كميات هائلة من البيانات إلى المحطات الأرضية للأقمار الصناعية في الصين، والتي تعمل كـ"موانئ فضائية-أرضية للمعلومات".
وفي السنوات الأخيرة، أدى التطور السريع للصين في صناعة الفضاء إلى زيادة الطلب بشكل كبير على استقبال بيانات الأقمار الصناعية. وقال لي تونغ، نائب مدير المحطة الأرضية لأقمار الاستشعار عن بعد الصناعية في الصين وكبير المهندسين في معهد أبحاث معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، قال إن المحطات الأرضية لأقمار الاستشعار عن بعد الصناعية في الصين تلعب دورا مهما في دفع البحث العلمي ودعم التطبيقات الصناعية.
وعلى مدى الثلاثة عقود الماضية، قامت الصين ببناء نظام تشغيلي للمحطات الأرضية لأقمار الاستشعار عن بعد الصناعية. ويقع مقر هذه الشبكة في بكين، وتضم خمس محطات أرضية في: حي مييون في ضواحي بكين، ومدينة كاشغار في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، ومدينة سانيا في مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين، ومدينة ليجيانغ في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وموخه، المدينة الواقعة في أقصى شمالي الصين.
وقال لي إن النظام يضم حاليا 38 من الهوائيات ذات القطر الكبير لاستقبال البيانات والعديد من وصلات الألياف الضوئية عالية السرعة لنقل البيانات، ما يتيح استقبال البيانات في الوقت الفعلي عبر كامل الأراضي الصينية.
وتدعم هذه المحطات الأرضية استقبال البيانات لجميع الأقمار الصناعية المدنية لرصد الأرض وعلوم الفضاء. ومنذ عام 1986، تمكنت هذه المحطات من معالجة البيانات لأكثر من 70 مهمة لأقمار صناعية محلية ودولية، وجمعت أكثر من 600 تيرابايت من البيانات التاريخية.
وقد لعبت المحطات المذكورة دورا حاسما في العديد من المشاريع الوطنية، بما في ذلك عمليات مسح الأراضي والرصد البيئي وتقييم الغابات. كما تلعب دورا رئيسيا في الاستجابة للكوارث من خلال توفير البيانات وأعمال الرصد في الوقت المناسب أثناء الكوارث الطبيعية الكبرى على الصعيدين المحلي والخارجي.
وفي عام 2023 وحده، قدمت المحطات الأرضية خدمات رسم الخرائط والبيانات السريعة لكوارث كبرى في 16 دولة، بما في ذلك تركيا وسوريا ونيوزيلندا وبيرو، حيث قامت بمعالجة أكثر من 1.2 تيرابايت من البيانات من 22 قمرا صناعيا محلي التصنيع.
وأضاف لي أنه بالنظر إلى المستقبل، تخطط هذه المحطات الأرضية لتعزيز معالجتها لمعلومات الاستشعار عن بعد من خلال استكشاف معالجة البيانات الذكية، وتقديم خدمات منتجات بيانات متعددة الدقة ومتنوعة.