واشنطن 23 سبتمبر 2024 (شينخوا) اقترحت وزارة التجارة الأمريكية، يوم الاثنين، فرض حظر على برمجيات وأجهزة طورتها الصين في المركبات المتصلة وذاتية القيادة، مما أثار ردود فعل قوية من جانب خبراء اقتصاديين ومراقبين.
ووفقا لهذا الإجراء، فإن "الوصول الضار" إلى نظام اتصال المركبات ونظام القيادة الآلية قد يسمح "للخصوم" بالوصول إلى البيانات الأكثر حساسية وجمعها والتلاعب عن بعد بالسيارات على الطرق الأمريكية. والخصوم، في هذا السياق، هم الصين وروسيا.
واعترفت إدارة بايدن بأن عددا قليلا من المركبات الصينية أو الروسية موجودة حاليا على الطرق الأمريكية، لكنها أشارت إلى أنها تريد اتخاذ تدابير "استباقية"، مسلطة الضوء على مخاوف مرتبطة بالأمن القومي.
وقال جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد ومدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أعتقد أن الحكومة الأمريكية ربما تتوقع نوع البرامج الضارة نفسها التي تخطط لتثبيتها في بعض الأنظمة المتصلة"، مضيفا "لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن الصين تفعل ذلك".
كما أوضح ساكس أن الهدف الآخر هو الحمائية، وذلك "بغية إلحاق الضرر بصادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى الولايات المتحدة وأوروبا".
بدوره، ذكر غاري كلايد هوفباور، وهو زميل بارز غير مقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن اللائحة المقترحة تمثل خطوة عملاقة نحو فك الارتباط، قائلا إن "الولايات المتحدة ليست في حالة حرب بعد مع الصين، لكنها تسير قدما على طريق فك الارتباط".
وأشار هوفباور، وهو مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأمريكية، إلى أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وعد في وقت سابق بأن القيود الأمريكية على التجارة المباشرة مع الصين سوف تقتصر على الحد من تدفق التقنيات المتقدمة مع "إنشاء فناء صغير وأسوار عالية". وقال هوفباور "لقد توسع الفناء الصغير منذ ذلك الحين ليصبح مرعى كبيرا بدون أسوار يمكن تمييزها".
وينطبق ذات المنطق على الحظر السابق الذي تم فرضه على شركة هواوي، عملاق التكنولوجيا الصيني، والجهود الحالية لإجبار تيكتوك إما على بيع نفسها لشركة أمريكية أو مواجهة الحظر.
وأضاف هوفباور أنه إذا كانت اللائحة المقترحة الأحدث ترسم المسار المستقبلي لحظر الاستيراد الأمريكي، دون الأخذ في الاعتبار التكلفة التي يتكبدها الاقتصاد الأمريكي، فستكون مسألة وقت فقط قبل أن يتحول ما يدعى "إزالة المخاطر" إلى "فك الارتباط".
واعتبرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) مكافحة التهديدات الصينية الحقيقية والمتصورة واحدة من القضايا القليلة التي حظيت بدعم كل من الديمقراطيين والجمهوريين، على الرغم من أن "العديد من الخبراء في شؤون الصين يعتقدون أن الخوف من بكين قد تجاوز كل حدود المنطق -- وبات يضر المستهلكين الأمريكيين أيضا".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن شركات صناعة السيارات الأمريكية "تخاطر بالتخلف عن الركب" إذا لم يكن لديها وصول إلى أحدث التكنولوجيات، واصفة الصين بأنها أكبر سوق للسيارات في العالم وتهيمن على إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وقال ساكس إنه "بدلا من حظر التكنولوجيا الصينية، يتعين على الولايات المتحدة والصين القيام بخطوات تعاونية ودبلوماسية لضمان عدم اتخاذ أي طرف أو دول أخرى هذا المسلك".