تيانجين 24 سبتمبر 2024 (شينخوا) مرتدية فستانا أبيض أنيقا، قامت أوموهوزا، سيدة أعمال رواندية، بالتقاط صورة لنفسها أمام جهاز تصوير ذكي، ما أنتج في الحال صورة تُظهرها كامرأة شجاعة ونبيلة ذات ملامح صينية تقليدية.
وقالت أوموهوزا "عندما يسافر الناس إلى الصين، فإنهم يرغبون حقا في العودة بذكريات إلى بلادهم. يمكن للجهاز أن يلتقط صورة لك ثم يحولك إلى شخص صيني وأنا أحب ذلك حقا".
وتدير أوموهوزا موقع سفر على الإنترنت وتساعد السياح من الدول الآسيوية على السفر إلى الدول الأفريقية، بما في ذلك رواندا ومصر وتنزانيا. وفي الوقت نفسه، فإن لدى موقعها على شبكة الإنترنت ما يسمى بـ"حزمة الصين" والتي تقدم الطعام للمسافرين من أفريقيا الذين يرغبون في الذهاب إلى الصين.
وفي "معرض الصين للصناعات الثقافية والسياحية للعام 2024"، والذي أقيم في وقت سابق من هذا الشهر في بلدية تيانجين شمالي الصين، لفتت التكنولوجيات الجديدة التي تم تطبيقها في قطاع السياحة بالصين أنظار عديد من الزوار الأجانب.
وقالت أوموهوزا: "هذا مدهش. أنا مهتمة جدا بسيارات القيادة الذاتية والعديد من المشاهد السياحية الذكية. ربما يمكن تنفيذ تعاون تجاري جديد في المستقبل".
تعريف الناس بالمزيد عن الصين
بارتداء سماعة الواقع الافتراضي، انجذبت ألينا جيتاري-باري، مدونة سفر بدوام كامل من مولدوفا، على الفور إلى أماكن مختلفة لتجربة المناظر الطبيعية الرائعة للجبال والأنهار في الصين.
وقالت جيتاري-باري: "جميلة جدا. شعرت أنها أصلية جدا هنا".
كما تعلمت بسرعة سبل الحصول على نصائح السفر لاستكشاف تيانجين عبر نظام مرافق سياحي ذكي، الأمر الذي يتطلب ببساطة من الشخص طرح الأسئلة في جناح تقدمه شركة ميدو، وهي شركة تركز على الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة.
وأضافت جيتاري-باري "السفر في الصين يمكن أن يكون على هذا النحو سهلا للغاية بالنسبة للأجانب! أصبحت الخدمات الرقمية والمعلوماتية للمقاصد السياحية الصينية اتجاها جديدا، ما يمكن الأجانب مثلي من الاستمتاع بتجربة سفر أكثر راحة وسهولة في الصين".
وبسبب رغبتها في مواصلة استكشاف الصين، اختارت جيتاري-باري أن تكون مدونة سفر بدوام كامل، لتسجل أسفارها وتجاربها في الصين. وقالت "الأجانب مهتمون جدا بالتطور التكنولوجي للصين. أنا أنصح جمهوري دائما أن يأتوا إلى الصين ويروا شيئا مختلفا".
ولا يسهم التكامل العميق للتكنولوجيا وقطاع السياحة الثقافية في خلق مجموعة متنوعة من سيناريوهات الاستهلاك التجريبي فحسب، بل يلبي أيضا احتياجات الناس الجديدة للسفر الشخصي والتجارب الغامرة والاستهلاك الخلاق.
وأظهرت البيانات أنه بنهاية عام 2023، تجاوز حجم سوق السياحة الثقافية الرقمية في الصين تريليون يوان (حوالي 140 مليار دولار أمريكي )، وهو ما يمثل أكثر من 30 في المائة من إجمالي صناعة السياحة الثقافية.
تجارب ذكية وخدمات مريحة
وفي جناح شركة ميتوان في المعرض، وهي واحدة من منصات الخدمات الإلكترونية الرائدة في الصين، أثارت التقنيات المتطورة مثل الطائرات بدون طيار ومركبات التوصيل ذاتية القيادة اهتمام المدونين الأجانب.
شعر روبن دياز، من الولايات المتحدة، بالاندهاش إزاء ذلك. وقال إن "بعض هذه الأشياء جديدة بالنسبة لي حيث يمكن للسياح تحديد طائرات بدون طيار لتوصيل المواد التي يحتاجونها مباشرة إلى المناطق ذات المناظر الطبيعية الخلابة، الأمر الذي يعد بالتأكيد أكثر راحة".
وقال عامل في جناح ميتوان إن طائرات ميتوان بدون طيار تعمل حاليا على أكثر من 30 مسارا في مدن مثل بكين وشنتشن وشانغهاي وقوانغتشو، وأنجزت أكثر من 300 ألف طلب شراء إجمالا.
وبفضل التطور السريع للسياحة الذكية في الصين، أصبح السياح معتادين خلال أسفارهم على استخدام الإنترنت للقيام بعمليات الدفع وشراء التذاكر وحجز الجولات المصحوبة بمرشدين.
وأظهرت بيانات من "iResearch"، معهد للبحوث والاستشارات السياحية، أنه في عام 2023، نما إجمالي متوسط عدد الاستخدامات الشهرية وإجمالي وقت الاستخدام لتطبيقات السفر عبر الإنترنت بأكثر من 30 بالمائة على أساس سنوي.
وتستخدم بعض شركات خدمات السفر الصينية عبر الإنترنت أيضا التقنيات الرقمية لتلبية احتياجات السفر المتزايدة للزوار الأجانب في الصين.
وفي مايو المنصرم، أطلقت شركة تونغتشنغ للسفر منصة دولية لحجز الرحلات السياحية اسمها "HopeGoo" وهي تدعم الدفع بـ16 عملة عالمية وعبر لغات تشغيل مختلفة.