بيروت 22 سبتمبر 2024 (شينخوا) أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم (الأحد) أن الحكومة تعمل على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة وتجنب الوقوع في المجهول.
وقال ميقاتي في حديث لـ((العربية أف أم)) بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن "مدخل الحل للوضع القائم في المنطقة يكون بوقف إطلاق النار على كل الجبهات والقبول بخطة الرئيس الأمريكي جو بايدن وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن".
وأضاف "أننا نجدد التزامنا بالقرار 1701 بشكل كامل ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول وفي كل اتصالاتنا ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن للوقوف مع الحق".
وأشار إلى "لدينا أرض محتلة من قبل إسرائيل وهناك خروقات كبيرة للقرار الدولي الرقم 1701".
القرار 1701 لعام 2006 كان قد وضع حدا لحرب استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله وينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) لمراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
كذلك يدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
وقال ميقاتي "نحن في حرب مفتوحة ولكن ما يجري الأن هو نوع من التصعيد لتحسين المفاوضات ونأمل ألا نصل إلى الحرب الشاملة".
وأشار إلى أن "الحكومة لديها أهداف متعددة الأبعاد أبرزها وقف حرب إسرائيل وتجنب المجهول والسعي لتعزيز المقومات التي تمكن شعبنا من الصمود تمهيدا للنهوض والتعافي".
وردا على سؤال قال إن "الولايات المتحدة بشخص الموفد الرئاسي أموس هوكشتاين تسعى لحل طويل الأمد على الجبهة الجنوبية".
وأضاف "هدفنا بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية والتعاون مع قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان، وهذا التعاون هو المدخل للسلام والأمن في المنطقة وتعزيز سلطة الجيش ونسعى لتجنب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة لأننا لا نعلم إلى أين ستتطور الحرب".
وعن تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي، قال إن "قتل المدنيين واستخدام التكنولوجيا لقتل المدنيين يشكل خرقا صارخاً للمواثيق الدولية".
من جهة ثانية قال رئيس البرلمان نبيه بري "لا نريد الحرب ولن ننزلق إليها، لكن من حقنا الدفاع عن النفس بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات، ولن ندخر جهدا لتأمين مقومات الصمود لأهلنا في الجنوب لمنع إسرائيل من تهجيرهم".
ورأى في حديث لصحيفة "الشرق الاوسط" أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يستمر في تحويل بلدات الجنوب إلى أرض محروقة غير مأهولة يصعب العيش فيها بإتلافه مساحاتها الصالحة للزراعة بالقنابل الفوسفورية الحارقة، وتدمير المنازل وتسويتها بالأرض، وقتل المدنيين".
واتهم نتنياهو بأنه يضغط بالنار لجر لبنان والمنطقة لحرب كبرى، مؤكدا "نحن من جانبنا لن ننجر، ولن نقع في الفخ الإسرائيلي، بل سنقاوم مخططه، ونتمسك بقواعد الاشتباك، ونطالب بتطبيق القرار 1701".
ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط لتطبيق القرار 1701 على جانبي الحدود بإلزام إسرائيل بوقف خرقها الأجواء اللبنانية.
وطالب الولايات المتحدة بأن "تمارس الضغط الكافي على نتنياهو لوقف عدوانه على لبنان، بدلا من أن تتركه يبتزها، ويشل قدرتها على التحرك لوقف العدوان، ويتفلت من الضغوط ويستغل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الذي يدفع واشنطن إلى التردد في حسم موقفها للقيام بالضغط المطلوب، وضمان وقف النار، والشروع بوضع تطبيق القرار 1701 على نار حامية".
وخلال الأيام الماضية تصاعدت المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات يستخدمها حزب الله في مناطق مختلفة في لبنان في 17 و16 سبتمبر الجاري ما أوقع 39 قتيلا وإصابة قرابة 3 آلاف شخص بجروح وأعقبها يوم أول أمس (الجمعة) اغتيال القيادي البارز في حزب الله إبراهبم عقيل والقيادي أحمد وهبي و14 عنصرا من الحزب في غارة جوية اسرائيلية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويتواصل التصعيد الاسرائيلي منذ يوم أمس (السبت) عبر مئات الغارات الجوية المكثفة على مناطق الجنوب والبقاع الغربي حيث يرد عليها حزب الله بقصف تواقع وقواعد إسرائيلية يمئات الصواريخ والمسيرات.
ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.