بيروت 19 سبتمبر 2024 (شينخوا) تحدي الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم (الخميس) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يؤآف غالانت بقوله "لن تستطيعا إعادة سكان الشمال إلى الشمال"، لافتا إلى أن نتنياهو وغالانت ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يقودون كيانهم إلى الهاوية بقيادتهم الحمقاء، على حد قوله.
وأعلن نصر الله، في كلمة تليفزيونية، أنه يمكن أن نطلق على ما حدث يومي (الثلاثاء) و (الأربعاء) الماضيين، في إشارة إلى تفجيرات أجهزة البيجر والاتصالات التى وقعت في مناطق عدة بلبنان، أنه "إعلان حرب"، لافتا إلى "تعرض المقاومة لضربة كبيرة وقاسية أمنيا وإنسانيا غير مسبوقة فى الصراع مع العدو الإسرائيلي" ، متهما في الوقت نفسه إسرائيل بتجاوز كل القوانين والضوابط وبارتكاب جرائم حرب بمحاولة قتل آلاف السكان بتفجير أجهزة الاتصالات.
واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ومحاولة قتل الآلاف بتفجير أجهزة اتصالات في لبنان، متوعدا اياها بـ"قصاص عادل وحساب عسير".
جاء ذلك في كلمة ألقاها نصر الله عبر الشاشة هي الأولى له بعد التفجيرات التي شهدتها مناطق عدة في لبنان في اليومين الماضيين مستهدفة أجهزة تلقي رسائل وأجهزة لاسلكية يستخدمها حزب الله.
وأسفر انفجار الأجهزة عن مقتل 37 شخصا واصابة 2931 آخرين بفعل انفجارها في أيادي حامليها وداخل سيارات ومنازل ومرافق مدنية، كما أدت لنشوب حرائق بمناطق مختلفة في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب وشرق لبنان.
وقال نصر الله "ما حصل هو عملية ارهابية كبرى وإبادة جماعية ومجزرة وعدوان كبير على لبنان وشعبه ومقاومته وسيادته وأمنه".
وأوضح في شأن التفحيرات "شكلنا لجان تحقيق فنية وأمنية وندرس كل الفرضيات ووصلنا إلى شبه نتيجة ولكن هذا الملف قيد التحقيق والمتابعة الدقيقة سواء من الشركة إلى التصنيع إلى النقل والاجراءات في لبنان إلى التوزيع وعندما نصل إلى نتيجة يبنى على الشيء مقتضاه".
وقال "نعرف تفوق العدو على المستوى التكنولوجي وقد تعرضنا لضربة كبيرة وقوية أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ مقاومتنا لكنها لم ولن تسقطنا".
ولفت إلى أن "جبهتنا كانت فاعلة وضاغطة جدا"، مشيرا إلى أن "كل القوات التي دفع بها العدو إلى الشمال تؤكد مواجهته تهديدا حقيقيا على هذه الجبهة".
وأضاف أن "العدو اعترف بخسارة الشمال ما أضطر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو ووزير دفاعه إلى إيجاد حل لهذه الجبهة التي تعتبر إحدى أهم جبهات الاستنزاف".
وقال إن "جبهتنا هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة".
وكشف عن تلقي حزب الله عبر قنوات رسمية وغير رسمية عشية تفجيرات يوم (الثلاثاء) "تهديدات بالمزيد من الضربات في حال لم نوقف إطلاق النار من الجنوب".
وأوضح أن جواب الحزب كان أن "جبهة لبنان لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة أيا تكن التضحيات والعواقب والاحتمالات والأفق".
وقال نصر الله إن "العدو هدف من التفجيرات إلى تدمير بنية المقاومة وضرب نظم القيادة والسيطرة وضرب أكبر عدد من القادة وإحداث الفوضى والضعف في بنيتنا"، مضيفا "لم يحصل أي ضعف في بنية المقاومة ولو للحظة واحدة وكنا جاهزين على الجبهة لأي سيناريو"، مشددا على أن "بنيتنا من القوة والمتانة والعدة والعديد والتماسك ما لا تهزه جريمة كبرى بهذا الحجم".
وحول الحديث الإسرائيلي عن نقل الثقل إلى الشمال وتوسيع أهداف الحرب بإعادة المستوطنين للشمال خاطب نصر الله القيادة الاسرائيلية بالقول "لن تستطيعوا إعادتهم وافعلوا ما شئتم" مضيفا "ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم".
وحذر نصر الله من أن أي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة، مضيفا "إذا أقام العدو حزاما أمنيا فإن عليه أن يعلم أنه سيتحول إلى فخ ووحل وكمين وسيواجه بحساب عسير".
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.