بكين 15 سبتمبر 2024 (شينخوا) لقيت مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين لتحقيق السلام المشترك اهتماما وتأييدا واسعا من الاستراتيجيين والباحثين في جميع أنحاء العالم، وذلك خلال منتدى شيانغشان الـ11 الذي انطلق في بكين يوم الجمعة.
تحت شعار "تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك"، أولى منتدى هذا العام اهتماما كبيرا لمبادرة الأمن العالمي من خلال جلسة مخصصة لمناقشتها، كما تم تناولها في مناسبات أخرى خلال الفعالية.
تشمل مبادرة الأمن العالمي الأمن الشامل والتعاوني والمشترك والمستدام، واحترام منظومة الأمم المتحدة، حسبما قال جاياناث سيري كومارا كولومباج، القائد السابق للبحرية السريلانكية، في جلسة مقابلة رفيعة المستوى عقدت خلال المنتدى.
وأضاف كولومباج "لذلك، أنظر إلى مبادرة الأمن العالمي التي أطلقتها الصين، وهي طريقة إيجابية للغاية لإحلال السلام في العالم".
اقترحت الصين مبادرة الأمن العالمي في أبريل 2022، حيث قدمت من خلالها إجابات واضحة لأسئلة العصر المتعلقة بمفهوم الأمن الذي يحتاجه العالم وكيفية تحقيق الأمن المشترك بين البلدان. وتستعرض المبادرة رؤية الصين لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وفي الورقة المفاهيمية لمبادرة الأمن العالمي التي نشرت في عام 2023، عرضت الصين الأفكار والمبادئ الأساسية للمبادرة، وأعادت تأكيد التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان بعين الاعتبار، وحل الخلافات والنزاعات بين الدول سلميا من خلال الحوار والتشاور، وغيرها من التعهدات.
واستعرض وانغ فان، رئيس جامعة الشؤون الخارجية الصينية، خلفية إنشاء مبادرة الأمن العالمي في المنتدى، مشيرا إلى أنه في الفترة الانتقالية للنظام الدولي بعد حقبة الحرب الباردة، توجد العديد من الأزمات في العالم التي لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل أي دولة، مما يؤدي إلى استمرار ظهور الأزمات الأمنية.
"إن ظهور هذه المشاكل يجعلنا ندرك حقيقة عميقة جدا للمجتمع الدولي، وهي أن المجتمع الدولي بأسره ينعم بالسلام، ولكننا لا نشعر بالأمان. فالسلام لا يعني بالضرورة الأمن، ولذلك نواجه سلسلة من التحديات الأمنية"، وأضاف "إذن، ماذا ينبغي لنا أن نفعل لمواجهة هذه التحديات المعقدة؟ وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه القوى الكبرى؟" مشيرا إلى أن هذا هو السبب وراء اقتراح الصين لمبادرة الأمن العالمي.
وقال انتصار خادم، المدير العام السابق للسلام في مكتب مجلس الأمن القومي الأفغاني، إن المبادرة بناءة للغاية، معتبرا أن التاريخ يُظهر دور الصين البناء والمفضل لعدم التدخل. ورأى أن بعثات حفظ السلام الصينية في العديد من المناطق، بما في ذلك أفغانستان، فعالة وبناءة للغاية.
وأضاف خادم، أن مبادرة الأمن العالمي ليست مفهوما جديدا، وهدفها هو تأمين وتوطيد الأمن العالمي لجميع الدول. ومع ذلك، يرى أن نهج الصين سيكون مختلفا عن الآخرين.
وقال سلجوق كولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا والمحيط الهادئ "إن المبادرة ستكون مهمة لتعزيز الأمن العالمي"، وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مبادرة الأمن العالمي الصينية جاءت في الوقت المناسب.
وأضاف أوغلو أن إعلان مبادرة الأمن العالمي، يعزز دور الصين كوسيط وميسر في العديد من القضايا والصراعات العالمية، مضيفا أن الصين لديها القدرة والمصداقية اللازمتين لتحقيق الأمن على المستوى الدولي.
وقال ديمتري ستيفانوفيتش، زميل باحث في مركز الأمن الدولي بمعهد بريماكوف الوطني لبحوث الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مبادرة الأمن العالمي تعد خطوة مهمة وجهدا كبيرا يهدف إلى معالجة وتصحيح الأخطاء التي حدثت في مجال الأمن الدولي.
"إن مبادرة الأمن العالمي تمثل مفهوما أمنيا شاملا وتعاونيا ومستداما. وقد حظيت هذه المبادرة باعتراف ودعم واسع من العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منظمات دولية مثل الأمم المتحدة"، حسبما قال خه لي، نائب الرئيس السابق لأكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأوضح أن الخطوة الأولى لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي تكمن في فهم الناس لها، ثم الاستفادة من هذا المفهوم لتوجيه البلدان في جميع أنحاء العالم نحو مسار أمن شامل وتعاوني ومستدام.