الصفحة الرئيسية >> الصين

شي جين بينغ يؤكد في مؤتمر وطني للتعليم على ضرورة التمحور بشكل وثيق حول المهمة الأساسية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتربية النشء والمضي قدما بخطى ثابتة نحو الهدف الاستراتيجي المتمثل في بناء دولة قوية في مجال التعليم

/مصدر: شينخوا/   2024:09:14.09:40

بكين 13 سبتمبر 2024 (شينخوا) احتضنت بكين مؤتمرا وطنيا حول التعليم عقد على مدى يومي 9 و10 سبتمبر الجاري، بحضور شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية. وألقى شي خطابا مهما خلال المؤتمر أكد فيه أن بناء دولة قوية في مجال التعليم، باعتباره أمنية جميلة تراود الأمة الصينية منذ العصر الحديث، يمثل المهمة الرائدة والأساس المتين والدعم الاستراتيجي لدفع عملية بناء دولة قوية وللقضية العظيمة المتمثلة في إحياء النهضة الوطنية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، مشددا على ضرورة المضي قدما بخطى ثابتة نحو الهدف المحدد.

وبمناسبة يوم المعلم الـ40 في البلاد، الذي صادف يوم 10 سبتمبر، قدم شي، بالنيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، التهاني الطيبة والتحيات الصادقة لجميع المعلمين والعاملين بقطاع التعليم في جميع أنحاء البلاد.

وترأس لي تشيانغ المؤتمر الذي حضره أيضا تشاو له جي، و وانغ هو نينغ، و تساي تشي، و لي شي. وألقى دينغ شيويه شيانغ كلمة الختام.

وأشار شي في خطابه إلى أن التعليم يعد حجر الأساس لبناء دولة قوية وإحياء النهضة الوطنية، قائلا إنه "منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، ظللنا نتمسك باعتبار التعليم أمرا بالغ الأهمية يتعلق بمصلحة الدولة والحزب، وننفذ سياسة الحزب التعليمية على نحو شامل، واتخذنا قرارات مهمة بشأن التنفيذ المتعمق لاستراتيجية نهوض البلاد بالعلوم والتكنولوجيا والتعليم وتسريع تحديث التعليم، وحددنا هدف الكفاح بحلول عام 2035 لتحقيق بناء دولة قوية في مجال التعليم. كما التزمنا بتعزيز قيادة الحزب الشاملة لقضية التعليم، ومواصلة دفع إصلاح النظام والآليات التعليمية، الأمر الذي دفع قضية التعليم في العصر الجديد لتحقيق إنجازات تاريخية وخلق تغيرات هيكلية وعزز المضي قدما بخطى ثابتة لبناء دولة قوية في مجال التعليم".

وأكد شي جين بينغ على أن الدولة القوية في مجال التعليم التي نعمل على بنائها من اللازم أن تكون دولة قوية التعليم بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتمتع بالقيادة الأيديولوجية والسياسية القوية، والقدرة التنافسية للمواهب، والدعم العلمي والتكنولوجي، والقدرة على ضمان سبل عيش الناس، والتآزر الاجتماعي، والتأثير الدولي، من أجل تقديم دعم قوي من خلال التحديث الصيني النمط لتعزيز بناء دولة قوية ودفع القضية العظيمة لإحياء النهضة الوطنية بشكل شامل.

وأشار شي جين بينغ إلى أن بناء دولة قوية في مجال التعليم هو مشروع منهجي معقد، يتطلب منا التركيز على المهمة الأساسية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتربية النشء، مع الاهتمام بإعداد البنائين الاشتراكيين وخلفائهم بالتنمية الشاملة خلقيا وفكريا وبدنيا وفنيا وعمليا، والالتزام بالاتجاه الاشتراكي في إدارة التعليم، والتمسك بمفهوم منهجي وتطبيقه، والمعالجة السليمة للعلاقة بين دعم الاستراتيجيات الوطنية وتلبية احتياجات معيشة الشعب، وبين دفع التعلم المعرفي والتنمية الشاملة، وبين تنمية المواهب وتلبية الاحتياجات الاجتماعية، وبين العمل المنتظم وتحفيز الحيوية، وبين الحفاظ على أصالة الصين والاستفادة من الخبرات الدولية، وغير ذلك من الأمور ذات الصلة.

وأكد شي جين بينغ على ضرورة المثابرة في تربية النشء وتثقيفه بفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وتنفيذ مشروع ترسيخ الأخلاق وتربية النشء في العصر الجديد. كما يتوجب مواصلة تعزيز وتحسين التعليم الأيديولوجي والسياسي في المدارس في العصر الجديد، وتعليم وتوجيه الطلاب الشباب إلى الإيمان الراسخ بالماركسية، والإيمان بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والثقة في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، والسعي لتحقيق الطموح الكبير المتمثل في بناء دولة قوية وخدمة الوطن والنهوض به، والتحلي بالنضال والصمود والمسؤولية. وفي الوقت نفسه، يجب علينا التركيز على استخدام النماذج الناجحة للتغيرات الكبيرة في العصر الجديد، وإفساح المجال كاملا للتوظيف التعليمي للموارد الحمراء، وتوسيع مساحة ومكانة التعليم العملي والتعليم عبر الإنترنت بشكل مستمر، وزيادة الجهود لتعزيز اللغة الوطنية المشتركة المنطوقة والمكتوبة وترسيخ الوعي بأن الأمة الصينية هي رابطة مصير مشترك.

وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة التخطيط الشامل في تنفيذ استراتيجية النهوض بالوطن من خلال العلوم والتكنولوجيا والتعليم، واستراتيجية بناء الدولة القوية من خلال الأكفاء، واستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، ويجب دفع تطوير وسائل التربية والتعليم وابتكار العلوم والتكنولوجيا وإعداد الأكفاء على نحو معياري. ويتعين تعزيز القدرة على الابتكار وتحسين تخطيط التعليم العالي وإكمال آليات إنشاء وتعديل الفروع العلمية وأنماط تأهيل الأكفاء وتعزيز بناء الفروع العلمية الأساسية والناشئة والمتشابكة وإعداد الأكفاء المتفوقين استرشادا بالتنمية العلمية والتكنولوجية والاحتياجات الاستراتيجية الوطنية. وينبغي تعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات في البحث العلمي بغية تحويل المزيد من النتائج العلمية والتكنولوجية إلى قوة إنتاجية حقيقية في أقرب وقت ممكن. ومن الضروري تسريع إنشاء نظام تعليم مهني على أساس الربط بين التعليم المهني والتعليم الأكاديمي والدمج بين الصناعة والتعليم، وتأهيل حرفيين وطنيين عظماء وحرفيين متفوقين وأكفاء ذوي مهارات عالية.

وشدد شي جين بينغ على أهمية التمسك بالتمحور حول الشعب وتحسين شمول التعليم لجميع الفئات وتوفير التعليم وتيسير الحصول عليه باعتباره منفعة عامة، وجعل منجزات التنمية والإصلاح للتربية والتعليم تفيد جميع أبناء الشعب على نحو أكثر قوة وعدالة. وأكد على ضرورة تحسين التوزيع الإقليمي للموارد التعليمية وضرورة تطوير التعليم الإلزامي عالي الجودة والمتوازن، وتضييق الفجوات بين المجتمعات الحضرية والريفية ومختلف المناطق والمدارس والفئات الاجتماعية بشكل تدريجي. كما يجب مواصلة ترسيخ منجزات "التخفيف المزدوج" (تخفيف الأعباء المفرطة من الواجبات المنزلية والدروس الخصوصية خارج الحرم المدرسي للطلاب في مرحلة التعليم الإلزامي) ورفع مستوى التدريس على نحو شامل ورفع جودة خدمات المدارس للطلاب ما بعد انتهاء دروسهم فيها. ولا بد من التطبيق المعمق للاستراتيجية الوطنية لرقمنة التعليم بهدف توسيع نطاق الوصول إلى الموارد التعليمية الجيدة ورفع مستوى الخدمات العامة للتعلم في كافة المراحل العمرية.

وأشار شي جين بينغ إلى أهمية إظهار روح التربويين وتطبيق التدابير الخاصة بإعداد المعلمين ذوي الكفاءة العالية، وتعزيز الجانب الخاص بأخلاق المعلمين وأسلوب عملهم. ودعا إلى رفع جودة التربية والتدريب للمعلمين، وإعداد وتأهيل فرق المعلمين رفيعي المستوى للعصر الجديد، مشددا على ضرورة الارتقاء بمكانة المعلمين سياسيا واجتماعيا ومهنيا ورفع رواتبهم ورفاهيتهم وحماية كرامة المعلمين المهنية وحقوقهم ومصالحهم المشروعة لجعل المعلمين يتمتعون بالسمعة الاجتماعية الراقية وجعل مهنة التدريس واحدة من أكثر المهن احتراما.

وأكد شي جين بينغ على الحاجة إلى مواصلة تعزيز انفتاح التعليم على العالم الخارجي، وتنظيم "دخول الطلاب الأجانب إلى الصين" و"خروج الطلاب الصينيين إلى الخارج"، ومواصلة تعزيز التأثير الدولي والقدرة التنافسية وصوت التعليم الصيني، وتوسيع التبادلات والتعاون الأكاديمي الدولي في مجال التعليم والبحث العلمي، والمشاركة بنشاط في حوكمة التعليم العالمي، والمساهمة بمزيد من القوة الصينية لتعزيز تطوير التعليم العالمي.

ولدى ترؤسه للمؤتمر، أشار رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ إلى أن الخطاب المهم الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ، كان على المستوى الإستراتيجي العالي للتنمية الشاملة لقضية الحزب والدولة، ولخص بشكل شامل الإنجازات التاريخية لقضية التعليم في العصر الجديد وكذلك التغيرات العميقة التي شهدتها قضية التعليم، مضيفا أن هذا الخطاب المهم شرح بشكل منهجي المفهوم العلمي والمسار الأساسي لبناء دولة قوية في مجال التعليم، كما أوضح بعمق العلاقة الرئيسية التي ينبغي التعامل معها بشكل صحيح من أجل بناء دولة قوية في مجال التعليم، بينما عرض بشكل منهجي المهام الإستراتيجية والتدابير الرئيسية الرامية إلى دفع بناء دولة قوية في مجال التعليم على نحو شامل. وذكر لي تشيانغ أيضا أن الخطاب المهم للأمين العام جمع بين وجهات النظر العميقة والمحتويات الغنية وتميز بالطبيعة السياسية والأيديولوجية والتوجيهية القوية، وأن هذا الخطاب لا يعد وثيقة برنامجية توجه أعمال التعليم في المسيرة الجديدة بالعصر الجديد فحسب، بل بوصلة تحدد اتجاه التقدم وتوفر أيضا قواعد أساسية لبناء دولة قوية في مجال التعليم، "لذا ينبغي علينا دراستها وفهمها بجد واجتهاد وتنفيذها بشكل عميق وتوحيد الأفكار والأفعال في ظل روح الخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ وقرارات اللجنة المركزية للحزب، ويجب أيضا بذل جهود عملية واتخاذ خطوات واقعية وتحقيق نتائج براغماتية من أجل كتابة فصل جديد في بناء دولة قوية في مجال التعليم".

وفي الكلمة الختامية، أشار دينغ شيويه شيانغ إلى أنه من الضروري دراسة وتنفيذ روح الخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ بشكل واف، والفهم العميق للأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" (إقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة المركزية للحزب وللحزب كله، وإقرار مكانة فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد) وتعزيز "الوعي بأربعة أمور" (الوعي السياسي، والوعي بالمصلحة العامة، والوعي بالنواة القيادية، والوعي بالتوافق)، والتمسك بـ"الثقة الذاتية في أربعة جوانب" (الثقة الذاتية بطريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية)، وتحقيق "صون أمرين" (صون مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة للجنة المركزية للحزب وكل الحزب بثبات لا يتزعزع، وصون سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والموحدة)، والفهم الراسخ للطبيعة السياسية والشعبية والاستراتيجية للتعليم، والسير بثبات على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لتطوير التعليم. ومن الضروري المثابرة الدؤوبة على شحذ الروح وتنشئة الأكفاء بفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وصياغة دورات رئيسية لتنفيذ المهمة الأساسية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتربية النشء. كما يتعين تعزيز التنمية المتكاملة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب، وتحسين نظام وآلية الابتكار العلمي والتكنولوجي في الكليات والجامعات، وتقوية إعداد الأكفاء الرائدين في الابتكار، وإفساح المجال كاملا لدعم وقيادة التحديث الصيني النمط. وينبغي تسريع بناء نظام تعليمي عالي الجودة، ودفع التنمية العالية الجودة والمتوازنة للتعليم الإلزامي، وتسوية المشكلات الملحة والمستعصية بشأن التعليم التي تشكو منها جماهير الشعب، وتعزيز إعداد فريق من المعلمين المحترفين رفيعي المستوى، وتطوير روح المربين الكبار، وتحسين القدرة على تعليم الناس وتربيتهم، وتعزيز ضمان المعاملة، وتوطيد الأساس المهم لبناء دولة قوية في مجال التعليم. ولا بد من تعميق الإصلاح الشامل للتعليم، وتعزيز الانفتاح العالي المستوى في مجال التعليم، وإرساء آلية تفضي إلى التنمية العالية الجودة للتعليم. ويجب على جميع المناطق والقطاعات والوحدات العمل على نحو دؤوب لتعزيز روح المؤتمر ودفع ترتيبات العمل لتحقيق نتائج فعالة.

وخلال المؤتمر، تم إلقاء كلمات من قبل بعض الرفاق المسؤولين من دائرة التنظيم باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ودائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة العلوم والتكنولوجيا، كما كانت هناك كلمات ألقاها بعض الرفاق المسؤولين من مقاطعة لياونينغ وبلدية شانغهاي ومقاطعتي هوبي وقويتشو، والمجموعة الصينية المحدودة لتكنولوجيا الإلكترونيات، وجامعة بكين.

وقبل المؤتمر، التقى شي جين بينغ والقادة الآخرون، الممثلين الذين حضروا حفل توزيع الجوائز لتكريم المعلمين النموذجيين والمجموعات والمؤسسات المتميزة في قطاع التعليم بمناسبة الذكرى الـ40 ليوم المعلم في الصين، حيث صافحوا الممثلين بحرارة والتقطوا صورة جماعية معهم.

وحضر المؤتمر أيضا أعضاء من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمانة اللجنة المركزية للحزب والرفاق المعنيون في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأعضاء مجلس الدولة وأيضا رئيس محكمة الشعب العليا، والنائب العام للنيابة الشعبية العليا وكذلك بعض الرفاق القياديين في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

وتم عقد المؤتمر بشكل افتراضي، حيث حضره أعضاء المجموعة القيادية المركزية للعمل التعليمي ومسؤولون رئيسيون للحزب والحكومة في جميع المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات، والمدن ذات وضع التخطيط المستقل في إطار التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية، وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير ومسؤولون رئيسيون من الإدارات ذات الصلة، وكذلك مسؤولون رئيسيون من القطاعات ذات الصلة بالدوائر المركزية والأجهزة الحكومية، والمنظمات الشعبية المعنية، والوحدات ذات الصلة في الجيش ورفاق مسؤولون من بعض الشركات والجامعات الخاضعة لإدارة الحكومة المركزية.

صور ساخنة