بيروت 12 سبتمبر 2024 (شينخوا) شدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيسة المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل اليوم (الخميس) على وجوب السعي لتجنب امتداد الحرب في المنطقة من خلال الوصول إلى سلام شامل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك أعقب مباحثات بوريل مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب التي ناقشت وفق الوكالة ((الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية "عدوان إسرائيل المستمر على لبنان وتصعيدها العسكري الملحوظ في الأيام الماضية، بالإضافة إلى أزمة النزوح السوري".
وأكد بوريل "وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب اللبناني لمساعدته في التغلب على التهديدات والتحديات".
واعتبر أن "التنفيذ الكامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 يجب أن يمهد الطريق لتسوية شاملة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية" اللبنانية الإسرائيلية.
وكان القرار 1701 قد وضع حدا للحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف العام 2006، وينص على وقف الأعمال الحربية بين الحزب والجيش الإسرائيلي، كما يدعو إسرائيل لسحب قواتها من الجنوب اللبناني وإلى نشر قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وقوات الجيش اللبناني في الجنوب.
كذلك ينص القرار على إيجاد منطقة تمتد على مسافة نحو 40 كلم من الحدود اللبنانية الإسرائيلية وحتى نهر الليطاني بجنوب لبنان تكون خالية من المسلحين والأسلحة ما عدا قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.
وشدد بوريل على قناعته "الراسخة بأن مصير لبنان والسلام لشعبه، لا ينبغي أن يكون مشروطا بقدرة الآخرين أو رغبتهم في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وأكد "ضرورة أن يضطلع لبنان بدوره في أي تسوية اقليمية، وأن تستعيد المؤسسات الوطنية اللبنانية عافيتها، بما في ذلك رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء، لكي يتمكن لبنان من الدفاع عن مصالحه أمام المجتمع الدولي".
ويشهد لبنان فراغا رئاسيا منذ 31 أكتوبر 2022 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، من دون انتخاب خلف له بسبب الانقسام السياسي وعدم اتفاق الكتل البرلمانية على شخصية توافقية، ما أدى إلى إخفاق البرلمان على مدار 12 جلسة بين سبتمبر 2022 ويونيو 2023 في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وردا على سؤال عن امكانية تقدم خيار الحرب على الجهود الدبلوماسية، قال بوريل "هناك طرق لتجنب الحرب نحن نعمل عليها، وانا زرت قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وللأسف فإن التهديدات وكذلك القصف والتراشق العسكري مستمر".
وأوضح بوريل "علينا استكمال السعي لتجنب امتداد الحرب من خلال الوصول إلى سلام شامل في المنطقة، يقوم على أن أمن إسرائيل يرتبط بتأمين مستقبل الشعب الفلسطيني بناء على دولة خاصة بهم".
وأضاف "كذلك فإن السلام على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يعتمد على السلام في الضفة الغربية وغزة، كما أن السلام والاستقرار في البحر الأحمر مرتبط بالسلام ما بين اسرائيل والفلسطينيين".
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.
بدوره، شدد بوحبيب على أن "السلام والأمن مترابطان، وأن لا أمن من دون إنهاء الاحتلال كشرط مسبق وضروري لتحقيق السلام الدائم".
وجدد التأكيد على "التزام لبنان بالتنفيذ الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
كما أكد بوحبيب "قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور بناء لإيجاد حلول مستدامة للتعافي المبكر في سوريا وتشجيع العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى وطنهم".
وكان بوريل أجرى في وقت سابق اليوم لقاءات منفصلة في بيروت مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ثم مع رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وذكر بيان لمكتب ميقاتي أنه أشار خلال الاجتماع مع المسؤول الأوروبي إلى أن "المطلوب في هذه المرحلة تكثيف الضغط الدولي والأممي لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان".
وأوضح بيان لمكتب بري أنه "عرض مع بوريل الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان وتداعياته الأمنية والسياسية على الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وأكد بري أن "لبنان لا يريد الحرب ولكن له الحق وقادر على الدفاع عن نفسه."
من جهتها، قالت قيادة الجيش اللبناني في بيان مقتضب إنه جرى التداول خلال اللقاء بين العماد عون وبوريل "في أوضاع لبنان والمنطقة والتطورات عند الحدود الجنوبية".
وكان بوريل وصل أمس (الأربعاء) من القاهرة إلى بيروت، وزار مقر قيادة قوة الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية والتقى بقوات حفظ السلام.