12 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى المملكة العربية السعودية يوم 10 سبتمبر الجاري لترأس الاجتماع الرابع للجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى وإجراء زيارة رسمية للسعودية بدعوة من ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان آل سعود.
وفي صباح يوم 11 سبتمبر الجاري، أجرى لي تشيانغ مناقشات وتبادلات مع ممثلي مجتمع الأعمال السعودي في الرياض، تضمنت وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، ووزير التجارة ماجد القصبي، بالإضافة إلى رؤساء الشركات مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وأرامكو السعودية، والشركة السعودية للصناعات الأساسية، والشركة السعودية العالمية للكهرباء والماء، ومجموعة عجلان وإخوانه القابضة، وممثلين عن اتحاد الاستثمار المشترك بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
أشار لي تشيانغ إلى أن الصين والمملكة العربية السعودية تواجهان العديد من الظروف المواتية لزيادة تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري. ويتعين على رجال الأعمال من كلا البلدين فهم الاتجاه العام وتحقيق إنجازات أكبر. ويأمل أن تستمر الشركات السعودية في استكشاف السوق الصينية بعمق، والاستثمار بقوة أكبر في الصين، وتوسيع وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية والتجارة، وتعزيز التعاون في الصناعات الناشئة والمستقبلية مثل الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر، مع العمل بنشاط كجسور لتعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين الصين والمملكة العربية السعودية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين للتحرك باستمرار نحو مستوى أعلى.
وقال ممثلو مجتمع الأعمال السعودي الذين حضروا الاجتماع إن الصين شريك اقتصادي وتجاري مهم للمملكة العربية السعودية، ووصل حجم التجارة بين البلدين إلى مستويات قياسية جديدة في السنوات الأخيرة، ونما الاستثمار المتبادل بسرعة، والتعاون العملي وقد أسفرت عن نتائج مثمرة. وقد ضخت زيارة الدولة الناجحة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية في عام 2022 زخما قويا في تطوير العلاقات الثنائية. ويتوافق البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بشكل كبير مع "رؤية 2030" للمملكة العربية السعودية، وإن مجتمع الأعمال السعودي واثق ومتفائل بشأن آفاق التنمية الاقتصادية في الصين، وهو على استعداد لاغتنام الفرص ومواصلة الاستثمار في الصين، وزيادة الاستفادة من المزايا التكميلية، وابتكار نماذج التعاون، وتعميق التعاون في مجالات الطاقة والطاقة الجديدة والتمويل والسيارات الكهربائية والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات.
وذكرت صحيفة "العربي الجديد" يوم 11 سبتمبر الجاري، أن بكين تعتبر الشرق الأوسط بمثابة النقطة الرئيسية في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". والتزمت المملكة العربية السعودية بإقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا في السنوات الأخيرة، بالرغم من أنها حليف للولايات المتحدة. وتصدر السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ما يقرب من ربع إنتاجها من النفط إلى الصين. ونقل التقرير عن محللين قولهم إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني تهدف إلى "تعزيز التعاون والتجارة بين الصين ودول الخليج".
قال رجب، الأستاذ بجامعة قناة السويس المصرية، يوم 11 سبتمبر الجاري، إن التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين في مجال النفط يمكن القول إنه نموذج للتعاون الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط وشرق آسيا في السنوات الأخيرة. ولا يعكس هذا التعاون التكامل بين البلدين في الطلب والعرض في مجال الطاقة فحسب، بل يعكس التغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي أيضًا.
وذكر وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن ابراهيم الخريف، في مقابلة حديثة مع وسائل الإعلام أن المملكة العربية السعودية "منفتحة" على فكرة استخدام الرنمينبي في تسوية معاملات النفط الخام عبر الحدود. وهذا يدل على إمكانية قيام المملكة العربية السعودية والصين بتعميق التعاون، خاصة في المجال المالي.
ويعتقد رجب أنه من منظور تجاري، فإن انفتاح المملكة العربية السعودية على التسوية بالرنمينبي يعتمد على العديد من الاعتبارات. أولا، يمكن لهذا الترتيب أن يقلل من مخاطر سعر الصرف، خاصة عندما يكون الدولار الأمريكي متقلبا. ثانياً، بما أن الصين أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة العربية السعودية، فإن استخدام الرنمينبي للتسوية يمكن أن يساعد في تبسيط عمليات المعاملات وتقليل تكاليف المعاملات. والأهم من ذلك أن هذا يعكس الخيار الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في النظام الاقتصادي العالمي الناشئ، والمتمثل في تعزيز التعاون المالي مع القوى الناشئة مثل الصين، وبالتالي تقليل الاعتماد على نظام العملة الموحدة. وقال رجب، إنه في المستقبل، سيصبح التعاون بين السعودية والصين أوثق بالتأكيد، خاصة في المجالات الرئيسية مثل الطاقة والتكنولوجيا وبناء البنية التحتية. ومن المتوقع أن يتوسع دور الرنمينبي في هذا الأمر تدريجيا.
قال سون ده قانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، يوم 11 سبتمبر الجاري، إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى تعزيز التعاون العملي بين البلدين، بما في ذلك الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والتمويل والبنية التحتية وغيرها من المجالات. ويظهر تعميق التبادلات بين الصين والمملكة العربية السعودية في مجال التكنولوجيا الفائقة أن الجانبين يسعيان إلى تعاون أعمق، كما سيساعد التعاون في المجال المالي في تعزيز الاستقرار والتنمية في اقتصادي البلدين.