جوهانسبرغ 10 سبتمبر 2024 (شينخوا) قال دبلوماسي بارز سابق في جنوب أفريقيا إن الشراكة الأفريقية-الصينية هي مسعى متبادل المنفعة مع إمكانات هائلة لمزيد من النمو.
وأدلى غيرت غروبلر، سفير جنوب أفريقيا السابق في إسبانيا واليابان ومدغشقر، وحاليا أستاذ فخري في معهد الدراسات الأفريقية في جامعة تشجيانغ لإعداد المدرسين في شرق الصين، بهذه التصريحات خلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أجريت مؤخرا.
وقال إن "جوهر التعاون بين أفريقيا والصين هو المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. والتعاون القائم بينهما لم يكن أبدا ولن يكون أبدا مجرد محفل للكلام"، مضيفا أنه "في الوقت الذي حقق فيه التعاون بين الجانبين منافع ملموسة للشعوب في أفريقيا والصين، خلق أيضا ظروفا أكثر ملاءمة للتعاون الدولي".
وأكد غروبلر أنه ينبغي النظر إلى هذا في ضوء الخلفية التي تميز عالم اليوم، الذي يواجه تحديات متعددة ومعقدة بشكل متزايد، مبينا أنه "نتيجة لذلك، تسعى أفريقيا والصين إلى تعزيز الوحدة والتعاون مع دول الجنوب العالمي الأخرى، بهدف العمل معا للتصدي للتحديات والدفع من أجل نظام دولي أكثر مساواة وعدلا وعقلانية".
وأشار غروبلر إلى أن المنجزات الرائعة للتحول الاجتماعي والاقتصادي في الصين كانت بمثابة مصدر إلهام للعديد من الدول الأفريقية التي أظهرت اهتماما كبيرا بالتعلم من أفضل الممارسات التي تستخدمها الصين وتطبيقها. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن تجارب الصين ونموذجها التنموي قد أثبتت أهميتها وتأثيرها على العديد من البلدان النامية، ولا سيما تلك الموجودة في الجنوب العالمي.
وذكر غروبلر أنه "علاوة على ذلك، قبلت أفريقيا وتقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الصين والدول النامية الأخرى من أجل التنفيذ المشترك لمبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، التي اقترحتها الصين، من بين مبادرات أخرى".
وأوضح غروبلر أن هذه المبادرات تهدف إلى تحسين التنمية الاقتصادية العالمية، وممارسة التعددية الحقيقية، وزيادة تمثيل الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية وإعلاء صوته، وحماية المصالح المشتركة للبلدان النامية في الطريق نحو بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وقال غروبلر "عندما يزدهر التعاون بين الصين وأفريقيا، فإن التعاون في الجنوب العالمي سيزدهر أيضا".
وأكد غروبلر أن منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) يظل منصة التعاون الرئيسية بين الصين وأفريقيا، مشددا كذلك على أن المنتدى واصل تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية ملموسة واسعة النطاق.
وفي رأيه، منذ إنشاء منتدى (فوكاك) قبل 24 عاما، نمت العلاقات الصينية-الأفريقية بشكل أوثق، وحقق التعاون نتائج مثمرة. ويكمن نجاح المنتدى في التزام الجانبين بأغراض زيادة التفاهم وتوسيع توافق الآراء وتعزيز الصداقة ودفع التعاون من خلال التشاور المتسم بالمساواة.
وفي المقابلة، تحدث غروبلر أيضا عن السبب الذي دفعه، رفقة 63 باحثا أفريقيا، إلى إرسال رسالة مشتركة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال غروبلر إنه "بصفتنا باحثين أفارقة، نشعر بتشجيع عميق من القيادة الديناميكية للرئيس شي ومساهمته الإستراتيجية، كما ظهر في الجلسة الكاملة الثالثة (للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني)، والتي أكدت بقوة الالتزام الثابت بتحديث الصين من خلال الإصلاح والانفتاح مع رسم مسار واضح للتنمية المستمرة عالية الجودة للصين".
وأضاف "نعتقد أنه من الأهمية بمكان تعزيز الدراسات الأفريقية والصينية التي من شأنها توفير الدعم الفكري للعلاقات الثنائية. ومن شأن تقوية التعاون بين مراكز الفكر ووسائل الإعلام الأفريقية والصينية أن يسمح بزيادة التعاون المعني بتبادل الرؤية المشتركة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".