9 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تتمتع أفريقيا بمناظر طبيعية وعادات ثقافية فريدة، كما أنها غنية بالموارد السياحية. وأصبحت زيارة الأهرامات القديمة والغامضة في مصر، والذهاب إلى كينيا لمشاهدة هجرة الحيوانات المذهلة، وزيارة المدن الزرقاء والبيضاء في المغرب اختيارات لعدد متزايد من السياح الصينيين. كما استمرت شعبية السياحة في أفريقيا في زيادة واضحة في السنوات الأخيرة، وأصبحت وجهة شعبية للسياح الصينيين للسفر إلى الخارج.
النمو السريع لحجم الطلب
في الوقت الحاضر، نفذت دول أفريقية مثل تونس والمغرب سياسات الإعفاء من التأشيرة للسياح الصينيين، ونفذت بعض الدول الأفريقية الأخرى سياسات منح التأشيرة عند الوصول للسياح الصينيين، مما أدى بشكل فعال إلى نمو السياح الصينيين.
تظهر بيانات "سي تريب"، أنه في الفترة من فبراير إلى أغسطس من هذا العام، زاد عدد الطلبات المقدمة من السياح الصينيين إلى أفريقيا بنحو 1.2 مرة على أساس سنوي. ووفقًا لإحصائيات منصة خدمات السفر " فليقاي"، تضاعفت حجوزات تذاكر الطيران إلى أفريقيا هذا العام تقريبًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وسجلت مصر وكينيا أسرع معدلات النمو، حيث وصلت إلى 236% و167% على التوالي. وفقًا لمسؤول عن شركة " تونغتشينغ للأسفار"، في الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام، ارتفع متوسط عدد السائحين الذين يزورون مصر شهريًا بنسبة 200٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفقا لإحصائيات "سي تريب"، فإن الدول الأفريقية التي يزورها السياح الصينيون أكثر حاليا هي مصر وجنوب أفريقيا والمغرب وكينيا وتنزانيا ونيجيريا وإثيوبيا وتونس وموريشيوس وغانا وغيرها.
تجربة السفر أكثر تنوعًا وتعمقًا
قال لي مينغ ران، مدير العلاقات العامة الإعلامية لمجموعة " أوشين للأسفار"، إنه بالمقارنة مع السابق، أصبحت رحلات السياح الصينيين إلى أفريقيا الآن أكثر تنوعًا وتعمقًا. ومن منظور الوجهات، توسعت وجهة السياحة من الدول السياحية التقليدية مثل جنوب أفريقيا وكينيا ومصر إلى المغرب وتونس وناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا، ثم إلى مدغشقر وسيشيل وموريشيوس وغيرها. وفيما يتعلق بتجربة السفر، تم تمديد مدة الجولة من 8-10 أيام إلى 14-18 يومًا. ولا يمكن للسياح زيارة أعماق المتنزهات الوطنية فحسب، بل يمكنهم أيضًا تجربة السكن في المعسكرات البرية، ورحلات اليخوت، ورحلات السفاري الرملية على الطرق الوعرة، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الرحلات البحرية طويلة المدى وجولات الجزر طرقًا جديدة للسياح الصينيين لقضاء العطلات في أفريقيا. حيث أنه في العام الحالي، ارتفعت المبيعات لهذين النوعين من المنتجات بنسبة 100٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال هان جي، رئيس شركة السفرCYTS، إن نسبة متزايدة من السياح الصينيين إلى مصر والمغرب ودول أخرى يختارون السفر المستقل والجولات الخاصة، ويفضلون التجربة المعمقة في المنطقة المحلية والاستمتاع برحلة أكثر استرخاء. وفي الوقت نفسه، يولي السائحون في الجولات الجماعية التقليدية المزيد من الاهتمام لمحتوى المنتج ومعايير الاستقبال وجودة الخدمة الشاملة. بشكل عام، تحسنت معايير الخدمة الشاملة للجولات الجماعية في أفريقيا بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه من قبل.
آفاق جيدة للتبادلات والتعاون
قال يانغ جين سونغ، مدير معهد البحوث الدولي التابع لأكاديمية السياحة الصينية، إن سفر السياح الصينيين إلى أفريقيا لا يزال يتعافى بشكل مطرد. وبالرغم من أن تكلفة السفر إلى أفريقيا مرتفعة نسبيًا، لكنها أصبحت قائمة "يجب زيارتها" للسياح الصينيين بشكل متزايد. وقد أطلقت وكالات السفر مجموعة متنوعة من المنتجات السياحية ذات الطابع الفريد والخدمات المريحة والمدروسة، والتي حازت على استحسان السياح الصينيين. ويعتقد أن التبادلات والتعاون السياحي بين الصين وأفريقيا سيحقق المزيد من النتائج في المستقبل.
تتمتع أفريقيا بإمكانات تنموية كبيرة كوجهة سياحية خارجية، كما لدى الصين مجال كبير للتنمية، باعتبارها سوقا مصدرا كبيرا. وتعمل كل من الصين وأفريقيا بنشاط على تعزيز التعاون السياحي، بهدف تعميق التبادلات الشعبية والثقافية وتعزيز التنمية الاقتصادية. وستحظى أفريقيا بمزيد من الاهتمام مع استمرار نمو سوق السياحة الخارجية في الصين. ومن المعتقد أن التعاون السياحي بين الصين وأفريقيا سيصل إلى مستوى جديد وسيقدم مساهمات جديدة في التبادلات الاقتصادية والتجارية والبشرية والثقافية وتنمية كلا الطرفين.