ياوندي 4 سبتمبر 2024 (شينخوا) تشهد العاصمة الكاميرونية ياوندي انتعاشا بفضل العديد من المشروعات الممولة من قبل الصين.
فقد أحدثت هذه المشاريع فرقا كبيرا، من ناحية تحفيز الأعمال التجارية، واختصار زمن الرحلات، وتقديم الرعاية الصحية لمواطني الدولة الواقعة في وسط إفريقيا.
مجمع رياضي
في قلب ياوندي تقع صالة رياضية مغلقة مهيبة تسمى مجمع ياوندي الرياضي متعدد الأغراض. تم افتتاح هذا الصرح الرائع في عام 2009 بمساعدة صينية وأصبح من معالم الكاميرون.
وقال تساي تشن هوا، رئيس فريق الدعم الفني للمجمع من مجموعة شانشي للاستثمار في مجال البناء الصينية إن "المجمع هدية رائعة من الشعب الصيني، وسيسعى فريقنا الفني، كما هو الحال دائما، إلى القيام بعمل جيد في الحفاظ على المشروع وتدريب الموظفين" .
وذكر المدير العام للمجمع هنري مبابي ديبونغي، أن "هذا المجمع الرياضي يطلق عليه اسم "معبد الرياضة والثقافة لأنه يستضيف جميع أنواع الأحداث الرياضية"، مضيفا أن المجمع على حالته الجيدة منذ 15 عاما بفضل الخبراء الصينيين الذين يواصلون القيام بأعمال صيانته.
واستضافت الصالة التي تسع لأكثر من 5000 مقعد العديد من الأحداث الدولية الكبرى، بما في ذلك كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد للسيدات وبطولة الأمم الأفريقية للكرة الطائرة. ومن المقرر أن تستضيف في نوفمبر المقبل بطولة إفريقيا المفتوحة للعام 2024، وهي مسابقة ينظمها الاتحاد الدولي للجودو.
ورأى آلان كريستيان كينغي، المدرب الوطني لاتحاد الجودو الكاميروني، أن المجمع منح الرياضيين في بلاده رؤية جديدة.
وقال "بفضل البنية التحتية، يمكننا أن ننظم هذا النوع من المنافسات في الكاميرون"، مضيفا أن اختيار الاتحاد الأفريقي للجودو تنظيم بطولة الجودو الأفريقية هنا يعني أن "الهيئتين الجامعتين اللتين تديران الجودو على المستويين القاري والعالمي تثقان في الكاميرون".
وأكد أنه بفضل علاقة بلاده مع الصين، "أصبح يمكن تنظيم بطولات رفيعة المستوى في الكاميرون".
--محطة مياه
وتعاني العاصمة ياوندي من أزمة مياه، حيث تتلقى المدينة إمدادات يومية بواقع 185 ألف متر مكعب من المياه، وهو معدل أقل بكثير لمجاراة الطلب المقدر بنحو 250 ألف متر مكعب، وفقا لوزارة المياه والطاقة في البلاد.
ويبدو مشهد وقوف المواطنين في طوابير طويلة للحصول على المياه الشرب شائعا في المدينة، التي يسكنها ما يقرب من 4 ملايين شخص.
لكن الأزمة قد تكون على وشك الانتهاء.
في 20 أغسطس، كلف وزير المياه والطاقة في البلاد غاستون إيلوندو إسومبا محطة مياه كبرى تمولها الصين بحل مشكلة نقص مياه الشرب في ياوندي وتحسين سبل العيش.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمحطة، التي بنتها شركة هندسة الآلات الصينية، 300 ألف متر مكعب، وهو ما يكفي لخدمة أكثر من 2.5 مليون شخص من سكان ياوندي والبلدات المحيطة بها.
وقال ايسومبا خلال حفل رسمي في منطقة بانشينغا، حيث توجد محطة المياه "هذه واحدة من أهم المشاريع في الكاميرون. حجم الامداد الآن يفوق الطلب إلى حد كبير. ونتوقع أن تستمر محطة المياه في تلبية احتياجات السكان حتى عام 2040".
وأضاف "سيتمكن مواطنونا من شرب مياه نظيفة متوفرة على نحو مستمر"، مؤكدا أن "الصين طالما كانت ولا تزال نعم الشريك والصديق للكاميرون".
--مرفق صحي
وتحتضن العاصمة ياوندي أيضا مشروعا بارزا مولته الصين افتتح رسميا في عام 2002 هو مستشفى ياوندي للنساء والولادة وطب الأطفال.
وتكرس المؤسسة الطبية الرائدة في الكاميرون نفسها لأمراض النساء والتوليد وطب الأطفال. وقد اُنشئت بهدف تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمرضى وأصبحت حجر زاوية لصحة الأم والطفل.
قالت الموظفة بالمستشفى يونيس نشانغ "تعمل الفرق الطبية الصينية باستمرار في المستشفى، حيث يشاركون خبراتهم من أجل رفاه العديد من الكاميرونيين. هذا دعم حقيقي في سياق ما تفتقر اليه المستشفيات الكاميرونية من موظفين مؤهلين وأجهزة".
وذكر المدير العام للمستشفى روبنسون مبو إينو أن "هذا التعاون الثنائي مع حكومة الصين جيد جدا، نحن حقا نجني أفضل ما فيه".
--طريق سريع
ولتخفيف وطاة الازدحام المروري، قررت حكومة ياوندي إنشاء طريق سريع يربط المدينة بمطار ياوندي نسيمالين الدولي. وقد حصلت شركة إنشاء الاتصالات الصينية على حق تنفيذه.
وافتتح الطريق السريع، الذي يسمى الآن بطريق ياوندي- نسيمالين السريع، جزئيا أمام حركة المرور.
وأدى هذا الطريق إلى اختصار زمن الرحلة من ياوندي إلى نسيمالين والعكس إلى 15 دقيقة فقط بدلا من 45 دقيقة في السابق وأسهم في تطوير مناطق تجارية جديدة على طول الطريق.
وقال جان كلود أتانغانا، أحد سكان حي أهالا الواقع على طول الطريق إن "الطريق السريع رائع. لقد غير حياتنا تماما هنا. لقد كان هذا المكان أشبه بالأدغال، ولكن هناك الآن مبان وشركات في كل مكان. ويتدافع الناس للحصول على مساحات لإقامة مشاريع تجارية على طول الطريق".
وقد أشاد وزير الإسكان والتنمية الحضرية في الكاميرون سلستين كيتشا كورتيس بالفعل "بجودة بناء المشروع" ووصفه بأنه شهادة على "الصداقة القوية بين الكاميرون والصين".
ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي جونسون مولوا إن المشروع أثر حتى الآن على الكوميونات الإدارية في عدد من مناطق العاصمة وعزز "بشكل كبير" الأنشطة الاقتصادية في جميع أنحاء المدينة.
وأضاف أن "رجال الأعمال الآن يصلون من وإلى المطار في أي وقت من الأوقات. هذا مهم للأعمال. وعندما يكتمل العمل بالمشروع بشكل كامل، فإنه سيحسن بشكل كبير مناخ الأعمال في ياوندي".
--مبنى البرلمان
في عام 2017، دُمر مبنى البرلمان الكاميروني جزئيا جراء حريق. وبعد ذلك بعامين، وضع رئيس مجلس النواب كافاي يغوي جبريل حجر الأساس لبناء مجمع برلماني جديد بتمويل صيني.
الآن، يمتلئ موقع المشروع، الذي تقوم على تنفيذه مجموعة بكين للإنشاءات الحضرية، بالعمال، ويتضمن مبنى رئيس بقبة يسع 400 مقعد ومبنى مكون من 14 طابقا.
وقال ثيودور داتو، نائب رئيس الجمعية الوطنية في الكاميرون، الذي يرأس أيضا اللجنة المشرفة على بناء المشروع "العمل يتقدم بسرعة كبيرة، لقد اكتمل المبنى تقريبا. شركاؤنا الصينيون ملتزمون حقا باحترام مواعيد التسليم".
وقال جبريل إن الأيقونة المعمارية الجديدة ستسهم في تجميل العاصمة وتساعد على "توطيد العلاقات الثنائية"، لافتا إلى إن المشروع "في المرحلة الأخيرة".
وذكر داتو لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الصين "شريك مخلص ومهم" للكاميرون.
وأضاف أن "العاصمة تتغير حقا بفضل التعاون بين الصين والكاميرون. والأهم من ذلك أن جميع المشاريع التي تنفذها الصين رائعة وتعكس الاحتياجات الوطنية"، مشيرا إلى أن الصين بنت سدودا ومستشفيات وطرقا وستادات في البلاد.
وقال الخبير الاقتصادي مولوا إن " هذه المشاريع الصينية لم توفر فرص العمل لسكان ياوندي فحسب، بل نقلت أيضا مهارات وتكنولوجيا، وهذه هي الفائدة الحقيقية لهذه الشراكة من وجهي نظري".