بكين 3 سبتمبر 2024 (شينخوا) نفذت الشركات الصينية في السنوات الأخيرة سلسلة من مشاريع الطاقة النظيفة في إفريقيا، مما أدى إلى تعزيز التعاون بين الصين وإفريقيا في المجالات الناشئة وتكامل المزايا والموارد بين الجانبين واستكشاف المزيد من برامج التعاون المشترك ومساعدة إفريقيا على الشروع في طريق التنمية الخضراء والمستدامة.
وقال تانغ ون هونغ، مساعد وزير التجارة الصيني، في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا استعرض فيه تفاصيل التقدم والإنجازات التي تم تحقيقها بين الصين وإفريقيا، إن الشركات الصينية تمكنت من تنفيذ عدد كبير من مشاريع الطاقة النظيفة في إفريقيا بفضل التركيز على التنمية الخضراء والابتكار الرقمي والبرامج الأخرى.
وأظهرت البيانات التي أصدرتها وزارة التجارة الصينية أن الصين نفذت المئات من مشاريع توليد الكهرباء بالطاقة النظيفة والشبكات الكهربائية في إفريقيا، من بينها عدد من المشاريع البارزة في جنوب إفريقيا وكينيا ورواندا وغيرها، والتي ساهمت في تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين وتعزيز التنمية الصناعية وإتاحة فرص جديدة لتنوع الاقتصاد في القارة الإفريقية.
يعتبر نقص الطاقة أحد العوائق الرئيسية أمام تنمية البلدان الإفريقية. وقد ساهمت هذه المشاريع في رفع مستوى إمدادات الطاقة في تلك الدول وتقليل اعتمادها على واردات النفط.
وقال ميرون تيسفامايكل، مدير برنامج الطاقة في إفريقيا التابع لمعهد الموارد العالمية، إن التعاون بين الصين وإفريقيا في مجال تنمية الطاقة الجديدة أظهر إمكانات كبيرة وأهمية بعيدة المدى، مشيرا إلى أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، أحرز الجانبان تقدما ملحوظا في بحوث السياسات والحوار متعدد الأطراف وحضانة المشاريع، بغية تعزيز تعميم الطاقة المتجددة وتطبيقها في إفريقيا.
وفي ظل وفرة الموارد الشمسية في إفريقيا، تواصل الصين، باعتبارها رائدة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية، دعم تطوير الطاقة المتجددة في القارة، وذلك من خلال تصدير التكنولوجيا والاستثمارات.
وتعمل العديد من البلدان الإفريقية على تسريع استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المد والجزر لتوليد الكهرباء. على سبيل المثال، تولد كينيا حوالي 90 بالمائة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وتخطط لتحقيق هدف استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمائة بحلول عام 2030.
وتلعب الشركات الصينية دورا مهما في هذا التحول، ليس فقط من خلال توفير التكنولوجيا والمعدات المتقدمة، ولكن أيضا من خلال توفير الدعم التمويلي وغيره من وسائل المساعدة.
وقال ميرون، إن الصين لم تكتف بتقديم دعم قوي لإفريقيا من حيث رأس المال والتكنولوجيا، بل عمقت أيضا الشراكة التعاونية بين الجانبين من خلال آليات مثل التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون في مجال تغير المناخ. وفي المستقبل، يتعين على الصين مواصلة الاستفادة من مزاياها في مجال الطاقة المتجددة، واستكشاف المزيد من نماذج التعاون مع الدول الإفريقية.
وقد جاء في الإعلان الصيني-الإفريقي بشأن التعاون في مجال تغير المناخ، الذي تم تبنيه في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي في نوفمبر 2021، تأكيد واضح على التزام الجانبين بمواصلة تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مجال مواجهة تغير المناخ، وخاصة في مجال الطاقة النظيفة.
وفي هذا السياق، قالت سون شياو منغ، الأستاذة من جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إن النمو السريع للطلب على الطاقة في إفريقيا والتحديات المشتركة لمواجهة تغير المناخ جعلت الطاقة المتجددة مجالا حيويا للتعاون الصيني-الإفريقي. وأضافت أن تطوير موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية في إفريقيا، لن يلبي احتياجاتها المتزايدة من الطاقة فحسب، بل يمكّنها أيضا من الاضطلاع بدور فعال في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. واعتبرت أن التقنيات الصينية المتقدمة في تطوير الطاقة المتجددة تمثل دعما مهما للبلدان الإفريقية.
ويعد نجاح التحول الأخضر في إفريقيا، باعتبارها المنطقة التي تضم أكبر تركيز للبلدان النامية، أمرا بالغ الأهمية لبناء نظام إيكولوجي للتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. وقد لعبت الصين دورا مهما في هذا التحول بفضل خبرتها في تقنيات الطاقة المتجددة والمرافق ذات الأسعار المعقولة.
وأشار يانغ باو رونغ، خبير من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن الصين وفرت لإفريقيا تقنيات ومنتجات عالية الجودة ومنخفضة التكلفة في مجال الطاقة النظيفة، مما مكن المزيد من الشعوب الإفريقية من تحمل تكاليف الطاقة النظيفة، وأضاف أن التعاون في هذا المجال لا يساهم فقط في تحويل الموارد الطبيعية الغنية في إفريقيا إلى محركات للنمو الاقتصادي، بل يعزز أيضا مستوى التنمية في مجال الطاقة الجديدة بالقارة.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يتعمق التعاون الصيني-الإفريقي في مجال الطاقة الخضراء بشكل مستمر، مما سيخلق نموذجا جديدا لتنمية الطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الدول الإفريقية. وستعمل الصين وإفريقيا معا لمواجهة تحديات تغير المناخ والتحرك نحو مستقبل أكثر نظافة واستدامة وازدهارا.