تشانغشا أول سبتمبر 2024 (شينخوا) في قاعة العرض الدائمة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي عند سوق قاوتشياو الكبيرة في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين، كان تلاميذ مدرسة يويهوا التجريبية الابتدائية الثالثة يختبرون المكياج الأفريقي الملون وتضفير الشعر وقرع الطبول الأفريقية مع متطوعين أفارقة. ولم ينجذب التلاميذ إلى ثقافة أفريقيا الغنية والحيوية فحسب، بل تعلموا أيضا عن أصول الصداقة الصينية-الأفريقية من خلال العديد من أنشطة التجارب التفاعلية المختلفة.
وقد دخلت القاعة المذكورة حيز التشغيل رسميا في سبتمبر 2021، حيث تعرض أجنحة الدول الأفريقية الظروف الوطنية الأفريقية والعلاقات الثنائية والتبادلات الاقتصادية والتجارية والمنتجات المميزة. ومن أجل تعزيز التبادلات الإنسانية بين الصين وأفريقيا، تدفع القاعة بقوة بناء قاعدة للدراسات الصينية-الأفريقية، وتقدم دورات تدريبية عالية الجودة في أربعة جوانب: الاستكشاف الثقافي، والإبداعات اليدوية، والتجارب التفاعلية، والاستكشاف المستقل.
وقال تانغ تشو، نائب المدير العام لشركة هونان يوفي المحدودة للاستثمار الصناعي، وهي الشركة المشغلة لقاعة العرض الدائمة: "نأمل أن تصبح قاعدة الدراسات الصينية-الأفريقية منصة تعليمية للتبادل الثقافي بين الشباب من الصين والبلدان الأفريقية"، مشيرا إلى أن القاعدة بدأت في استقبال فرق البحث والتعليم منذ هذا العام، وتدعو بانتظام الطلاب الأفارقة من مختلف الجامعات في هونان للعمل كمتطوعين والتفاعل مع الأطفال الصينيين، وقد استقبلت حتى الآن أكثر من 30 ألف طالب.
وهذا نموذج مصغر للتبادلات الإنسانية بين الصين وأفريقيا في العديد من المجالات. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت التبادلات بين الصين وأفريقيا في مجال العلوم الإنسانية وثيقة ومثمرة بشكل متزايد، وأصبحت جزءا مهما من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأفريقيا وركيزة مهمة لمجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا.
وفي غانا، تعد يلينا البالغة من العمر 7 سنوات من أشد المعجبين بفيلم الرسوم المتحركة الصيني "كيكي ونونا"، وفي كل ظهيرة تصطحب شقيقها لمشاهدة برامج الرسوم المتحركة على قناة غانا غولدن مانجو الفضائية مع والدتها.
وقناة غانا غولدن مانجو الفضائية، التي تديرها شركة "هونان تي في إنترناشيونال" بالاشتراك مع قناة "كابل جولد تي في غرب أفريقيا"، هي أول قناة تلفزيونية شاملة باللغة الإنجليزية في غرب أفريقيا ترتكز على عناصر صينية. وفي الوقت الحاضر، هناك 500 مليون شخص في غرب أفريقيا يستقبلون بث هذه القناة بشكل فعال، بينهم مليونا مشترك في الأقمار الصناعية في غانا، 500 ألف مستخدم لجهاز فك التشفير.
وقال وان شاو قوانغ، نائب مدير "هونان تي في إنترناشيونال"، إنه من أجل تلبية احتياجات المشاهدين الأفارقة، يتم منذ يونيو من هذا العام، بث عدد من البرامج الصينية العالية الجودة بما في ذلك مسابقة الغناء "المغني 2024" والرسوم المتحركة "كيكي ونونا"، وما زالت تحصد أكثر من 35 في المائة من نسبة بث البرامج. كما حقق قسم التسويق مبيعات بلغت حوالي 10 ملايين يوان صيني منذ إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، حيث ساعد على بيع واسع النطاق لبرنامج "صنع في الصين" في غانا.
وتم عقد سلسلة من أنشطة التبادل الثقافي في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي. فعُقد مؤتمر الصين- أفريقيا لحوار الحضارات، ومنتدى التعاون الإعلامي الصيني-الأفريقي والحوار الرفيع المستوى بين الصين وأفريقيا، والمنتدى الصيني-الأفريقي للتبادلات الشعبية، مما ساهم بحكمة في تنمية العلاقات الصينية الأفريقية. كما تم زيادة تسهيلات التأشيرات والرحلات الجوية المباشرة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الصينيين والأفارقة من خلال التعاون السياحي.
وأنشأت الجامعات الصينية تخصصات جديدة في اللغات الأفريقية، مثل الزولو والأمهرية والمدغشقرية، بينما عملت الدول الأفريقية بنشاط على تعزيز تعليم اللغة الصينية، لتستمر التبادلات اللغوية والثقافية الصينية في التعمق. وتم بث الدراما الطبية للمساعدات الخارجية الصينية "مرحبا بكم في قرية ماي لي" وغيرها من الأعمال الدرامية التلفزيونية. واستضافت كينيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا ودول أخرى مهرجانات سينمائية صينية، بينما يواصل التعاون السينمائي والتلفزيوني الصيني-الأفريقي توسعه، ليزدهر التبادل والتعاون الصيني-الأفريقي في مجال العلوم الإنسانية بطريقة شاملة، مما يساهم في بناء أساس متين للرأي العام من أجل البناء المشترك لمجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا.
وفي 25 يوليو الماضي، عُقد في تشانغشا منتدى التبادل والتعاون بين الصين وأفريقيا في مجال العلوم الإنسانية تحت عنوان "تعزيز التفاهم بين الحضارات وتوطيد التفاهم بين الشعوب"، والذي حضره أكثر من 100 ممثل من الجزائر وكينيا ودول أخرى.
وخلال المنتدى، قالت قنغ جينغ، رئيسة مؤسسة الصين للتراث: "نعمل بطريقتنا الخاصة لإحياء الذكريات الثمينة الكامنة في نهر التبادلات الثقافية الصينية الأفريقية، وتحفيز المزيد من اهتمام الشباب بالثقافة الصينية-الأفريقية واستكشافها، وتعزيز التراث الثقافي للصين وأفريقيا ليتم تناقله من جيل إلى جيل، حتى تتوهج الثقافات الصينية والأفريقية بشكل أكثر تألقا من خلال التبادل الحضاري".