هوهيهوت 27 أغسطس 2024 (شينخوا) في قرية تشايدنغ في مدينة أوردوس في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، تمتد 3.46 مليون لوحة شمسية زرقاء لتغطي 30 مليون متر مربع من الصحراء، لتحول الرمال اللامتناهية إلى "بحر كهروضوئي متلألئ".
تعتبر قاعدة الطاقة الشمسية هذه جزءا من مشروع لاستصلاح الصحراء بالطاقة الشمسية والمعروف باسم "السور الضوئي العظيم"، الذي يمتد على طول الحافة الشمالية لصحراء كوبوتشي.
وعلى الرغم من أن هذا المشروع الضخم لا يمكنه منافسة سور الصين العظيم من حيث الطول، إلا أنه من المخطط أن يمتد لحوالي 400 كيلومتر وأن يصل متوسط عرضه إلى 5 كيلومترات، حسبما قال ليو تيان يون، نائب مدير مديرية الغابات والمراعي في أوردوس.
وأشار ليو إلى أن المشروع سيحقق رقما قياسيا من حيث المساحة للمزارع الكهروضوئية في الصين، ومن المقرر أن تصل سعة المركبة للمشروع إلى 100 مليون كيلوواط عند إنجاز بنائه.
وحتى الآن، أكملت المدينة تركيب 5.42 مليون كيلوواط من الطاقة الشمسية في الأراضي الرملية على مساحة حوالي 13.333 ألف هكتار.
وتتميز صحراء كوبوتشي بأرض واسعة ومفتوحة مثالية لمزارع الطاقة الشمسية. وتتمتع المنطقة بموارد شمسية وفيرة، إذ يصل متوسط سطوع الشمس بها إلى حوالي 3100 ساعة كل عام.
وبالإضافة إلى توليد الطاقة، أثبتت مشاريع الطاقة الشمسية المحلية أيضا كفاءتها في التخفيف من حدة العواصف الرملية المتكررة والشديدة والتصحر في المنطقة.
وترأس المشروع نهجا مبتكرا، حيث وضعت الألواح الشمسية المولدة للطاقة في الأعلى، مما يسمح للنباتات بالنمو على الأرض ورعي الماشية الصغيرة تحت الألواح.
ويمكن للألواح الشمسية تقليل تبخر المياه الجوفية بنسبة 20 إلى 30 في المائة، بينما توفر الظل وتقلل من سرعة الرياح، وكل ذلك يدعم نمو النبات.
ومع ازدهار النباتات والماشية تحت ظلال الألواح، يحقق هذا النهج فوائد اقتصادية وإيكولوجية على حد سواء.
في بعض المناطق القاحلة، يتم اعتماد الري بالتنقيط بالطاقة الشمسية أيضا لتخضير المناطق الطبيعية الصحراوية.
ومن أجل التكيف مع الظروف الصعبة للبيئات الصحراوية، تم تقديم الابتكارات في الوحدات الكهروضوئية. وتستخدم الوحدات الكهروضوئية تقنية الألواح ثنائية الوجه والخلايا عالية الكفاءة التي يمكنها التقاط أشعة الشمس من كلا الجانبين، ويمكن بذلك الاستفادة من الانعكاسية العالية للأسطح الرملية لتعزيز توليد الطاقة بنسبة 8 في المائة تقريبا.
كما تم تمديد عمر الوحدات من 25 عاما إلى 30 عاما من خلال استخدام مواد تغليف زجاجية مزدوجة.
وتم تعديل الحد الأدنى لارتفاع الألواح الكهروضوئية على الأرض إلى حوالي 2.5 متر، مما يوفر مساحة واسعة لكل من الأشخاص والآلات للتحرك بسهولة للعمل الزراعي.
ولدى مدينة أوردوس، المعروفة أيضا بمواردها الوفيرة من الفحم، العديد من مناجم الفحم الكبيرة المنتشرة عبر صحراء كوبوتشي. ويتم توجيه مياه الصرف المعالجة من مناجم الفحم إلى قاعدة الطاقة الشمسية وتستخدم لتنظيف الألواح الشمسية وري النباتات.
وفي هذا السياق قال تشانغ شيو لينغ نائب عمدة مدينة أوردوس إنه من خلال زراعة المحاصيل في الرمال وتغطيتها بالألواح الشمسية، فإن ذلك يخلق بشكل أساسي "درعا" مزدوج الطبقة يبقي الرمال المتحركة تحت السيطرة.