الكويت 26 أغسطس 2024 (شينخوا) أشاد رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين جابر مرزوق العازمي بمساهمة المكننة الصينية في تنمية القطاع الزراعي في بلاده، مؤكدا أنها ساهمت بجانب خبرة المزارع الكويتي وزيادة الوعي الاستهلاكي المحلي والدعم الحكومي بتحقيق الاكتفاء الذاتي في أكثر من 20 محصولا زراعيا.
وقال العازمي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تكنولوجيا الزراعة الصينية والمواد والمستلزمات الزراعية التي نستوردها بكثرة من جمهورية الصين الشعبية الصديقة أسهمت بشكل كبير وفعال في تنمية الثروة النباتية وتطويرها في بلادنا الكويت".
وأضاف أن "معظم المواد والمستلزمات الزراعية الحديثة المستخدمة في معظم مزارعنا هي صناعة صينية تتمتع بالجودة العالية ابتداء من المعدات والآليات الثقيلة والخفيفة وانتهاء بألواح التبريد الإلكترونية ومراوح التهوية في البيوت المحمية ومرورا بالمبيدات والأسمدة والبايبات وبلاستيك التغطية والحماية ولوازم الري بالتنقيط".
وأشار إلى أن حجم التجارة مع الصين في المجال الزراعي يتزايد باطراد منذ 20 عاما، معربا عن التطلع إلى مزيد من التعاون مع الشركات الزراعية الصناعية الصينية أملا بتحقيق الأمن الغذائي الكويتي المنشود في الكويت.
ويعد قطاع الزراعة من القطاعات الرئيسية والمهمة في الاقتصاد الكويتي، وتولي الحكومة هذا القطاع دعما متواصلا واهتماما خاصا بهدف تحقيق الأمن الغذائي في الكويت.
وأكد العازمي أن القطاع الزراعي في الكويت يشهد تطورا كبيرا، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في أكثر من 20 محصولا زراعيا بفضل خبرة المزارع الكويتي وزيادة الوعي الاستهلاكي المحلي والدعم الحكومي ومساهمة المكننة الزراعية الصينية.
وأوضح أن مختلف القطاعات الزراعية في الكويت سواء في انتاج المحاصيل والانتاج الحيواني والاستزراع السمكي تشهد انجازات كبيرة ورائعة.
وأشار إلى أن 7500 مزرعة في الكويت معظمها في منطقتي الوفرة والعبدلي في أقصى جنوب وشمال البلاد، يحوزها كويتيون خالصون، هي مزارع منتجة لأصناف عديدة من المحاصيل.
ولفت إلى أن المزارعين الكويتيين صار الكثير منهم يحترف العمل الزراعي بعد أن كانوا هواة أو محبين للعمل في الزراعة، موضحا أن المزارع الكويتي تأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة طوال أشهر الصيف مستعينا بالمعدات والتقنيات الزراعية الحديثة والشيرات والبيوت والمحميات المبردة واعتماد البذور التي تتحمل الحرارة المرتفعة.
وتصل درجات الحرارة في الكويت في فصل الصيف الطويل إلى حدود 50 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة وغبار جاف أحيانا.
وأكد العازمي أن "المزارع الكويتي الآن لديه خبرة زراعية جيدة في مجال الاستزراع والحماية والإنتاج وحتى في التسويق الزراعي الناجح".
ولفت إلى أن الكثير من المحترفين أو المتفرغين للزراعة هم من الشباب الكويتي الذين يستهويهم العمل الزراعي المضني والمتعب أكثر مما تستهويهم الوظيفة الحكومية المكتبية المريحة في الكويت.
ويحظى المنتج الكويتي بإقبال جيد ومتزايد بفعل زيادة الوعي الاستهلاكي لدى أهل الكويت، بحسب العازمي الذي أوضح أن المستهلكين صاروا يدركون جيدا أهمية المنتج المحلي المتميز الذي يصل إلى المستهلك في اليوم نفسه بعكس المنتج المستورد والذي يستغرق وقتا حتى يصل إلى الأسواق الكويتية.
وإلى جانب ذلك يتميز المنتج الزراعي المحلي بالنوعية الجيدة، وعن ذلك يقول العازمي "نحن المزارعين المنتجين نروى مزروعاتنا الحقلية من ثمار وخضار بمياه صالحة للري (غير ملوثة) ونستخدم الأسمدة العضوية والمبيدات الكيماوية ذات فترات الأمان القصيرة رغم ارتفاع أسعارها؛ مما يجعل منتجاتنا الزراعية الوطنية آمنة صحيا".
وبفضل الدعم الحكومي الحيوي والمهم الذي يلقاه المزارع الكويتي منذ بدء النهضة الزراعية في العبدلي والوفرة قبل نحو ستة عقود، استطاع المزارعون الكويتيون أن يحققوا انجازات زراعية، بحسب العازمي.
وفي السياق، قال رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين إن "الحكومة وفرت لنا البنية التحتية الضرورية، ومنحتنا القسائم الزراعية الواسعة، إضافة إلى توفير المياه عصب الزراعة وعمودها الفقري والكهرباء".
وتابع أن "الجهات المعنية بأمر الزراعة والإنتاج في الكويت تدفع نحو تنمية الثروة الزراعية والنباتية من خلال محفظة التمويل الزراعي التي يديرها بنك الكويت الصناعي نيابة عن وزارة المالية الكويتية برأس مال 100 مليون دينار كويتي".
وقال إنه بفضل هذا الدعم "وصلنا إلى بناء نحو 50 ألف بيت زراعي حديث محمي ومبرد تبريدا حديثا".
وأسهمت التقنيات الزراعية الحديثة والمتطورة بالفعل في تنمية الثروة الزراعية وتطويرها في مختلف القطاعات الزراعية، سواء نبات أو حيوان أو استزراع سمكي.
وعن ذلك يقول العازمي "من كان يصدق بأن الكويت البلد الصحراوي يمكنه أن ينتج الفراولة وبكميات تجارية، ويزرع البطاطا بنجاح مرتين في العام الواحد بدلا عن مرة واحدة بإنتاج يصل إلى عشرين طنا".
وأكد أن "مزارع الكويت صارت تجود الآن بأكثر من 20 صنفا تحقق فيها ومنها الاكتفاء ذاتيا في معظم أشهر السنة من محاصيل عديدة ابتداء من الطماطم والبطاطا والبصل وكذا الفلفل بنوعيه الحار والبارد والباذنجان والكوسا واللوبيا والذرة، وكذا الخيار والذي لا ينقطع عن مزارعنا يوميا وبكميات تجارية، ناهيك عن أصناف من الورقيات الخضراء مثل البقدونس والجرجير والخس والكزبرة والبصل الأخضر والنعناع والسبانخ والريحان وغيرها من الأصناف".