الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

مقالة: الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تخطف الأنظار في مؤتمر الروبوتات العالمي في بكين

/مصدر: شينخوا/   2024:08:26.09:40

بكين 25 أغسطس 2024 (شينخوا) في مؤتمر الروبوتات العالمي لعام 2024 الجاري في بكين، والذي لطالما كان منصة لعرض الابتكارات الرائدة في هذا المجال، تتصدر الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مرة أخرى المشهد، وتؤكد على تأثيرها الكبير والمغير لقواعد اللعبة في الصناعة.

في هذا الحدث، الذي يجذب اهتمام الجماهير الواسعة والمهتمين بالتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، تألق الروبوت "يونيتري جي 1" كأحد النجوم البارزة. يبلغ ارتفاع هذا الروبوت البشري ذي قدمين حوالي 1.3 متر ويزن نحو 35 كيلوغراما.

وبينما استحوذ تصميمه الأنيق والمستقبلي على الأنظار، كانت قدراته التقنية هي التي أثارت الإعجاب. إذ يتمتع "يونيتري جي 1" بميزة الروبوت الموحد المتكامل الكبير، مما يمنحه القدرة على تطوير مهاراته وتحسينها باستمرار.

ووفقا لشركة يونيتري، وهي شركة روبوتات ناشئة مقرها هانغتشو، يمكن للروبوت التحرك بسرعة تصل إلى مترين في الثانية، كما أنه مزود بأيدي متقدمة بثلاثة أصابع للتحكم في القوة، مع عزم دوران أقصى لمفصل الركبة يبلغ 120 نيوتن متر.

وقال هوانغ جيا وي، مدير التسويق في يونيتري، إن هذا الطراز، الذي أُطلق هذا العام بسعر يبدأ من 99 ألف يوان فقط (حوالي 13874 دولارا أمريكيا)، قد تم اعتماده بالفعل من قبل عدد من المختبرات والشركات.

ويعتبر الخبراء أن الروبوتات البشرية، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي العام، تمثل ذروة الابتكار التكنولوجي على مستوى العالم، حيث تُعد بمثابة حدود جديدة للصناعات المستقبلية ومحركا محتملا للنمو الاقتصادي. وقد أصبحت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي قوة دافعة رئيسية وراء تقدم هذه الروبوتات، ويشهد العالم دمجا متزايدا بين الروبوتات البشرية والذكاء الاصطناعي العام.

وفي الصين، التي تعد لاعبا عالميا رئيسيا في كل من مجالات الروبوتات البشرية والذكاء الاصطناعي، تتطور التطبيقات العملية لهذه الروبوتات بسرعة ملحوظة. إذ لم تعد الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقتصر على أداء الحركات المبهرة، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من البيئات الصناعية، حيث تعمل جنبا إلى جنب مع البشر.

وخلال الحدث، عرضت شركة "يو بي تيك روبوتيكس"، وهي شركة رائدة في مجال الروبوتات مقرها في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، روبوتات تؤدي مهام متنوعة مثل النقل الذكي، وفحص الجودة، والتعامل مع المواد الكيميائية على خطوط إنتاج السيارات.

وقد تم بالفعل استخدام الروبوتات البشرية التي تنتجها الشركة هذا العام في كبرى شركات تصنيع السيارات مثل دونغفنغ ليوتشو موتور، و جيلي أوتو، وفاو، مما يشكل خطوة مهمة نحو اعتماد واسع النطاق لهذه التكنولوجيا في قطاع التصنيع.

وقال جريج قه، رئيس خوارزمية التحكم في حركة الروبوتات البشرية في يو بي تيك، إن نماذج الذكاء الاصطناعي قد ساهمت بشكل كبير في تسريع تطوير الروبوتات البشرية. وأضاف "في الوقت الراهن، تعمل الروبوتات البشرية في مصانع السيارات بنحو 20 في المائة من كفاءة الإنسان، لكننا نتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ما يقرب من 100 في المائة خلال العام أو العامين المقبلين. ومن خلال قدرتها على العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ستتجاوز الكفاءة الإجمالية لهذه الروبوتات كفاءة البشر".

وفي حديثه مع وكالة أنباء شينخوا، أعرب قه عن رؤيته لمستقبل تتعاون فيه الروبوتات البشرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع البشر بشكل متزايد، خاصة في البيئات الخطرة أو التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا. وأكد أن هذه الروبوتات ستصبح جزءا من حياة الإنسان اليومية، سواء من خلال تقديم المساعدة في المهام المنزلية أو عبر تقديم خدمات بطريقة ودودة وتفاعلية.

ومن الابتكارات الأخرى التي حققت نجاحا كبيرا في مؤتمر هذا العام، الروبوت "تيانقونغ" المزود بالذكاء الاصطناعي المتجسد، والذي جذب اهتمام الحضور بقدرته على إجراء المحادثات، وتلقي الأوامر الصوتية والاستجابة لها، بالإضافة إلى قدرته على الإمساك بالأشياء ووضعها في أماكن محددة. يعتمد "تيانقونغ" في تنفيذ هذه المهام على نموذج لغوي بصري كبير تم تدريبه على منصة الذكاء الاصطناعي المتجسد، مما يمنحه القدرة على فهم المهام المختلفة.

وقد أوضح تشه تشي بينغ، قائد فريق الذكاء الاصطناعي المتجسد في مركز ابتكار الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي المتجسد في بكين (هيومانويد)، أن مفهوم "الذكاء الاصطناعي المتجسد" يمكن تفسيره على أنه "ذكاء اصطناعي في شكل مادي".

وقال تشه إن هذا المفهوم يتيح للروبوتات التفاعل بشكل أفضل مع العالمين الرقمي والمادي، وأضاف أنه في المستقبل، سواء كان ذلك في تناول الطعام خارج المنزل أو التسوق، ستصبح الروبوتات الشبيهة بالبشر جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث تقدم الدعم والمساعدة في مختلف الأنشطة اليومية.

ووفقا لـ كونغ لي، مدير لجنة إدارة منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في بكين، فإن المنطقة التي تعد المقر الدائم لمؤتمر الروبوتات العالمي، تهدف إلى تحقيق قدرة إنتاجية تتجاوز 10 آلاف روبوت ذكاء اصطناعي مجسد بحلول نهاية عام 2026.

واختتم شيونغ يو جيون، المدير العام لشركة هيومانويد، بقوله "لقد مر 55 عاما منذ ظهور أول روبوت بشري في عام 1969، ولم تكن هناك لحظة أقرب إلى جعل الحلم حقيقة مما نحن عليه الآن. لقد أطلق الذكاء الاصطناعي لحظة فاصلة للروبوتات البشرية أشبه بإصدار آيفون في عالم الهواتف، ونحن على أعتاب مستقبل جديد حيث سيصبح هذا الابتكار جزءا من حياتنا اليومية".

صور ساخنة