غزة 15 أغسطس 2024 (شينخوا) تجازوت حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة 40 ألف شخص اليوم (الخميس) وسط جهود جديدة لبحث وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة بوساطة عربية ودولية.
حصيلة القتلى تتجاوز 40 ألف شخص
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن حصيلة القتلى في القطاع تجاوزت 40 ألف شخص منذ بدء الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "3 مجازر" ضد العائلات في غزة، مشيرة إلى وصول 40 قتيلا و107 جرحى إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أن ذلك رفع حصيلة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 40005 قتلى و92401 إصابة، مضيفة أن أعداد من الضحايا ما زالت تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
استمرار الهجمات
وعلى الرغم من بدء وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة، استمر القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان اليوم مهاجمة تجمع قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بـ"طائرة انتحارية" مسيرة.
وقالت الكتائب إنها لاحقا استهدفت التجمع الرئيسي للقوات الإسرائيلية في موقع "مارس" العسكري شرق خان يونس بصواريخ قصيرة المدى.
بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن عناصرها قصفت بقذائف الهاون تجمعاً لآليات وجنود إسرائيليين شمال شرق مدينة خان يونس ورصدها هبوط مروحية لإجلاء المصابين.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على الفور بشأن الهجمات أو إن كان هناك إصابات أو أضرار.
وتزامنا مع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سلاح الجو شن على مدار 24 ساعة الماضية أكثر من 30 غارة استهدفت بنى لحماس شملت مباني مفخخة وبنى تحت أرضية ومستودعات أسلحة.
وفي وقت لاحق، دعا الجيش الإسرائيلي السكان في بعض المناطق شرق خان يونس إلى إخلائها فورا في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية منها.
وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان "إلى جميع السكان المتواجدين في بلوكات 38، 39، 40، 41 في حارات القرارة 3 والسطر من أجل أمنكم، انتقلوا فوراً إلى المنطقة الآن".
وأضاف أن الجيش سيعمل بقوة ضد العناصر "الإرهابية" فورا على خلفية إطلاق قذائف صاروخية بشكل متواصل من قبل حماس والمنظمات من مناطقكم.
ولاحقا، أعلن أدرعي في بيان منفصل أن قوات من الجيش اكتشفت أخيرا بنى تحتية تحت الأرض تابعة لحماس في محور فيلادلفيا، مشيرا إلى أنه تم تدمير نحو 50 مسارا لأنفاق تحت الأرض.
ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي يمتد 14 كيلو مترا على الحدود بين غزة ومصر من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا.
من جهته، شدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال تفقده قاعدة تجنيد المركزية للواء المظليين على أنه "بعد ما حدث في السابع من أكتوبر نحن لن نقبل بهذا التواجد وبهذه القدرات لحماس داخل غزة"، مضيفا "نحن مصممون وذلك بفضل الجنود الجدد الذين يتميزون بالقيم وبالقوة وبالإصرار وسنعرف بفضل ذلك المضي قدمًا".
عباس يعتزم زيارة غزة
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم عزمه زيارة قطاع غزة، داعيا قادة دول العالم لمشاركته وتأمين وصوله.
وقال خبراء فلسطينيون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إعلان الرئيس الفلسطيني هي محاولة منه ومن القيادة الفلسطينية وقف اطلاق النار وانهاء المعاناة الفلسطينية في غزة.
وأوضح عباس في كلمة ألقاها باجتماع الجمعية للبرلمان التركي بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنه قرر التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سوف يعمل بكل طاقته ليكون مع أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا عباس، في كلمته التي ألقاها بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة "لمشاركتنا في هذا القرار وتأمين وصولنا إلى قطاع غزة وستكون وجهتي بعدها إلى القدس الشريف، عاصمة الدولة الفلسطينية".
بحث التهدئة في غزة
ووسط هذه التطورات بدأت جولة المفاوضات الجديدة بالدوحة اليوم استجابة لقادة مصر وقطر والولايات المتحدة الذين دعوا أخيرا في بيان مشترك إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) على إرسال وفد إلى قطر لبحث التهدئة في غزة مع منح الوفد صلاحيات كاملة.
وتقود الدول الثلاث وساطة بين إسرائيل وحركة حماس من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت مصادر فلسطينية لـ((شينخوا)) إن المفاوضات في الدوحة جرت بأجواء حذرة، مشيرة إلى أنها قد تستمر ليوم أو أكثر.
وذكرت المصادر أن الفجوات ما زالت تكتنف المحادثات، وأن جهودا ما زالت تبذل لسدها.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت لدمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.
وبسبب الحرب الإسرائيلية، يعاني غالبية سكان القطاع من نقص في الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما دعا منظمات أممية إلى التحذير من عواقب وخيمة قد تحل في القطاع مثل المجاعة بين السكان المحليين.
وانتشرت أخيرا أمراض عديدة في مراكز الإيواء في القطاع والمكتظة بالنازحين بما فيها الجلدية لانعدام النظافة وشح المياه وانتشار الصرف الصحي والنفايات وفق مؤسسات فلسطينية تنشط بالقطاع.