تاييوان 14 أغسطس 2024 (شينخوا) مع دخول عدد متزايد من مرافق الطاقة النظيفة حيز الاستخدام، تخضع الطرق السريعة في الصين للتحول الأخضر.
على طول الطريق السريع الذي يربط بين تاييوان وشينتشو في مقاطعة شانشي بشمالي الصين، يصطف عدد هائل من ألواح الطاقة الكهروضوئية على المنحدرات وأسطح المنازل، بينما تظهر ركائز شحن السيارات الكهربائية بشكل متزايد في محطات الاستراحة ومحطات الرسوم.
وقالت ليو شيا، التي كانت تشحن سيارتها الكهربائية على الطريق السريع: "قبل عشر سنوات، كانت ركائز شحن السيارات الكهربائية في مناطق الاستراحة على الطرق السريعة نادرة، لكنها الآن أصبحت مرافق شبه قياسية".
وذكرت أن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر ملاءمة لرحلات الطرق السريعة مع توسع البنية التحتية وخدمات الشحن، مضيفة "لم نعد بحاجة للقلق بشأن الاصطفاف في طوابير طويلة للشحن خلال الإجازات وعطلات نهاية الأسبوع".
وبدأ تشغيل نظام الطاقة الكهروضوئية على الطريق السريع بكامل طاقته في نوفمبر الماضي، وتم اعتماده كمشروع تجريبي للطاقة الكهروضوئية الذكية على المستوى الوطني من قبل وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات هذا العام.
ومن جانبه، قال تشن جيان ون، مدير المشروع، إن المشروع يستفيد بشكل فعال من الأراضي والهياكل غير المستغلة من خلال توليد الطاقة الشمسية الموزعة، مما يضمن إمدادات مستقرة من الكهرباء مع الحد من انبعاثات الكربون"، مشيرا إلى أن المشروع يوفر أيضا مرجعا لاستخدام الطاقة النظيفة على الطرق السريعة.
وتعتبر الصين دولة رائدة في قطاع الطاقة المتجددة العالمي، ولديها أطول شبكة للطرق السريعة في العالم. وحتى نهاية يونيو الماضي، كان هناك 24.72 مليون مركبة تعمل بالطاقة الجديدة على الطرق في الصين. وهناك إمكانات تنموية ضخمة في دمج الطرق السريعة وقطاع الطاقة الكهروضوئية.
وتشجع الصين على استكشاف وإنشاء مناطق خدمة خالية تقريبا من الكربون على الطرق السريعة، فضلا عن بناء البنى التحتية للطاقة الكهروضوئية ذات الصلة، وفقا لمجموعة من المبادئ التوجيهية التي أصدرتها وزارة النقل في وقت سابق من هذا العام.
وكشفت المناطق على مستوى المقاطعات في جميع أنحاء الصين، بما في ذلك شانغهاي وسيتشوان وهونان، عن خطط لتعزيز تطبيق الطاقة الكهروضوئية في مناطق الطرق السريعة، مع التركيز على نطاق وتوزيع مرافق الطاقة الكهروضوئية، وعلى تقنيات تخزين الطاقة لتعزيز استقرار نظام الطاقة وقدرات تنظيم إمدادات الطاقة.
كما تم إدراج تطوير المرافق والخدمات المتعلقة بأشكال أخرى من الطاقة النظيفة على جدول الأعمال الوطني، مثل وقود الهيدروجين. فمنذ وقت سابق من هذا العام، استفاد السائقون الذين يستخدمون المركبات العاملة بالهيدروجين من الطرق السريعة المجانية داخل مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين. وصاغت مقاطعة سيتشوان خططا مماثلة لتسريع بناء البنية الأساسية للتزود بوقود الهيدروجين في المناطق ذات سيناريوهات التطبيق الوفيرة.
وقد تم إنشاء محطات التزود بوقود الميثانول على طريق سريع جديد يربط مناطق في مدينة جينتشونغ في شانشي، ومن المقرر افتتاح الطريق أمام حركة المرور بحلول نهاية هذا العام. ويتمتع وقود الميثانول بمزايا الاحتراق الفعال والانبعاثات النظيفة، مع انخفاض نقطة التجمد مما يعني أنه لا داعي أن يقلق السائقون بشأن مشاكل التصلب.
وقال لي جيان بينغ، الذي استبدل شاحنته القديمة التي تعمل بالديزل بمركبة تعمل بالميثانول: "كان من الصعب تشغيل محرك الديزل لأن فصل الشتاء في شانشي شديد البرودة. ومع ظهور المزيد من محطات التزود بوقود الميثانول، سيكون السفر أكثر ملاءمة".
من جهته، قال دا جيوي شيا، كبير المهندسين في مجموعة شانشي القابضة للنقل: "مع الترقيات المستمرة للبنية التحتية على طول الطرق السريعة، سيتم تحسين نظام النقل بالطاقة النظيفة الذي يضم المركبات الكهربائية والعاملة بوقود الهيدروجين ووقود الميثانول بشكل أكبر، الأمر الذي سيساهم في تحقيق أهداف الكربون المزدوج في الصين".
هذا وتعهدت الصين بمكافحة تغير المناخ واتباع مسار ثابت للتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، كما تعهدت بالوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.