الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة: الغزاويون يتوقون لانتهاء معاناتهم

/مصدر: شينخوا/   2024:08:14.09:21

غزة 13 أغسطس 2024 (شينخوا) يستمر الصراع في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، ما أدى إلى حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة وتزداد سوءا باستمرار، فضلا عن فقدان نحو 40 ألف شخص حياتهم.

ولا يسعنا إلا أن نسأل: كم من المزيد من الأرواح يجب أن تُزهق، وكم من المزيد من النساء والأطفال يجب أن يواجهوا مصير الموت، وكم من المزيد من المنازل يجب أن تُدمر قبل أن تنتهي هذه المأساة؟

ولقد خلّف اتساع رقعة الحرب عددا لا حصر له من النازحين. ولم تتوقف عمليات القصف والهجمات ولو للحظة واحدة، ويموت المدنيون الأبرياء كل يوم في أماكن مثل المخيمات المخصصة للنازحين والمستشفيات والمدارس التابعة للأمم المتحدة، وما تسمى بـ"المناطق الآمنة" التي حددتها إسرائيل.

ولقد تحمل ياسر عبد الهادي، نازح فلسطيني من شمالي قطاع غزة، نزوحه للمرة الثامنة بعد الأمر الذي أصدرته إسرائيل بإخلاء مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقال ياسر (52 عاما)، وهو أب لسبعة أطفال، إنه "بعد كل أمر بالإخلاء ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية عنيفة، ما يجعل المنطقة غير صالحة للسكن".

وأضاف: "الأماكن التي تعرضتُ فيها لخطر الموت الحقيقي كانت تلك المناطق التي زعم الجيش أنها آمنة. قَدَري الجيد هو فقط ما أنقذني من الموت. والآن لا أتوقع أن أعيش لفترة طويلة".

وتابع عبد الهادي قائلا: "يبدو أن الجيش (الإسرائيلي) يريد أن يقتلنا جميعا دون استثناء، إذا لم يكن بالقصف، فسيكون من خلال القمع والإعياء والتهجير".

وأظهرت إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة أن حوالي تسعة من بين كل عشرة أشخاص في غزة أصبحوا الآن نازحين داخليا، وقد نزح العديد منهم عدة مرات. ويواجه الناس نقصا حادا في احتياجاتهم الأساسية.

وأقام أحمد عرفان، نازح فلسطيني من رفح، خيمة مؤقتة في خان يونس لأسرته المكونة من ستة أشخاص.

وقال عرفان (39 عاما)، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد أجبرت على النوم في العراء لبعض الأيام. وكان عليّ أن أرسل أطفالي وزوجتي إلى خيام أقاربي حتى أتمكن من إقامة خيمتنا الخاصة".

وبعد محنة مروعة، تمكن عرفان من العثور على منطقة صغيرة تقع بالقرب من مكب نفايات في منطقة المواصي بخان يونس لإقامة خيمته. وقال عرفان: "نعاني طوال اليوم من رائحة النفايات الكريهة، ونعاني من الناموس والحشرات ليلا ونهارا، لكن ليس لدي خيار آخر. هناك العديد من النازخين هنا وليس هناك أي مكان آخر لنا".

ويعاني العديد من الناس لمواصلة حياتهم المحطمة. ومن بينهم آمنة أبو جحل، التي اختارت البقاء في المخيم على الرغم من الظروف القاسية بعد مقتل زوجها في الأسبوع الأول من العملية الإسرائيلية.

وتسير آمنة كل يوم لساعات طويلة حتى تحصل على بضعة لترات من الماء المالح لتشربه.

وقالت آمنة (48 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "المياه المالحة كانت تستخدم في القيام بالأعمال المنزلية في الماضي، لكن الآن نضطر إلى شربها. لكني لا أزال أشعر بالحظ لتمكني من الحصول عليها".

وأضافت قائلة إن "العملية الإسرائيلية كانت عملية ثأرية. لقد دمروا حتى آبار المياه العامة وشبكات الصرف الصحي".

وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة قد انخفضت بأكثر من النصف تقريبا منذ بدء العملية البرية في رفح وإغلاق معبر رفع بشكل مفاجئ في أوائل شهر مايو.

وتستمر الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي منذ أكثر من 300 يوم. وتم إجراء مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بشكل متقطع من دون إحراز أي تقدم كبير.

وبينما تؤكد بعض الدول بشكل مستمر أن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار لا تزال جارية، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية واسعة النطاق خلال الأشهر الماضية.

وفي الوقت نفسه، تنتشر التأثيرات السلبية الناجمة عن الصراع في غزة ويتردد صداها في نقاط متعددة في المنطقة، فضلا عن أن الوضع بين لبنان وإسرائيل والتطورات في البحر الأحمر مثيرة للقلق.

وفي مواجهة هذا الوضع الخطير، دعا المجتمع الدولي، وبشكل خاص دول المنطقة، مرارا جميع الأطراف إلى بذل جهود مشتركة لتجنب التصعيد في الوضع والتشجيع على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية القطرية في بيان، إنه على المجتمع الدولي توفير الحماية الكاملة للنازحين ومنع قوات الاحتلال من تهجيرهم قسرا من القطاع.

وقال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن المنطقة ستظل عرضة لاتساع رقع الصراع الذي يهدد استقرارها ما دامت الحرب في غزة مستمرة، داعيا إلى بذل جهود دولية معززة لإنهاء الحرب من خلال التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل مشترك لمنع أي أعمال من شأنها الزج بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى الهاوية وإلحاق تأثير مدمر بالمدنيين.

وفي الشهر الماضي، اختار أبو خالد الحصري (72 عاما)، البقاء في مدينة غزة بالرغم من أوامر الإخلال وقُتل في منزله.

وقال نجله، خالد الحصري، لوكالة أنباء ((شينخوا)): "لم يكن والدي يريد أن يُقتل في المناطق الجنوبية من قطاع غزة. وكان يعتقد أنه ليست هناك أماكن آمنة في غزة".

وأضاف قائلا "في كل يوم نفقد أحباءنا ومنازلنا وآمالنا وحقنا في العيش حتى تنتهي هذه الحرب".

صور ساخنة