وزيرا خارجية الصين ومصر يجريان محادثات هاتفية بشأن العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط

بكين 7 أغسطس 2024 (شينخوا) أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء محادثات هاتفية مع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي.

وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إنه في ظل التوجيه الإستراتيجي للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حققت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر تطورا مهما وتمر حاليا بأفضل فتراتها تاريخيا.

وفي معرض إشارته إلى ما تتمتع به مصر من مكانة هامة في الإستراتيجية الدبلوماسية الشاملة للصين، قال وانغ إن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس السيسي إلى الصين في مايو كانت ناجحة، حيث وضع رئيسا الدولتين مخططا لتطوير العلاقات الثنائية.

وقال وانغ إنه يتعين على الصين ومصر اغتنام هذه الفرصة وتنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه الزعيمان بشكل كامل، والعمل من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين ومصر في العصر الجديد.

ومن جانبه، أشار عبد العاطي إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ10 لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، مضيفا أن التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات يظهر زخما إيجابيا.

وتابع أن مصر مستعدة للعمل مع الصين لتنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين وتعزيز التبادلات رفيعة المستوى، بغية رفع مستوى العلاقات الثنائية، وفتح آفاق أوسع، وتحقيق المزيد من المنافع لشعبي البلدين.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

وقال وانغ إن الصراع في غزة، الذي أدى إلى أزمة إنسانية حادة، يمثل نقطة محورية تثير قلق المجتمع الدولي، مضيفا أن الأعمال العدائية لم تهدأ بعد رغم القرار الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.

وأوضح أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران دفع الوضع الإقليمي إلى قمة أكثر خطورة، والصين تعارض بشدة وتدين بقوة أعمال الاغتيال هذه التي تنتهك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة وسيادة إيران وكرامتها، وتقوض بشدة الجهود المبذولة لتعزيز السلام، وتجعل وقف إطلاق النار في غزة بعيد المنال على نحو متزايد.

وقال إن العنف الانتقامي يؤدي إلى حلقة مفرغة، والرد على العنف بالعنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات، داعيا إلى عدم استخدام المعايير المزدوجة في الأزمة في غزة. وأكد أن موقف الصين من القضية الفلسطينية كان دائما ثابتا وواضحا.

وردا على الصراع في غزة، اقترحت الصين مبادرة من ثلاث خطوات: تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوكمة ما بعد الحرب في غزة بموجب مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين"، وتنفيذ حل الدولتين بشكل فعال.

وأشار وانغ إلى أن الصين ستواصل الوقوف إلى جانب العدالة الدولية وتعزيز التضامن مع الدول العربية والعمل مع جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد والتدهور في الوضع.

وأعرب عبد العاطي عن قلقه البالغ إزاء الوضع المتصاعد في غزة، مؤكدا أن اغتيال هنية يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.

وقال إن الشرق الأوسط لم يعد يتحمل المزيد من الصراع وعدم الاستقرار ولابد أن يعمل المجتمع الدولي معا لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.

وعبر عبد العاطي عن تقدير مصر الشديد لدور الصين المهم في تعزيز السلام في الشرق الأوسط، وامتنانها للجهود التي تبذلها الصين لتعزيز المصالحة الداخلية في فلسطين.

وأضاف أن الجانب المصري يأمل في مواصلة التعاون الوثيق مع الصين لمنع المزيد من تصعيد الوضع.