رام الله 4 أغسطس 2024 (شينخوا) حذر وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان من أن قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، على شفا كارثة وبائية نتيجة تفشي الأمراض الطارئة المنقولة بالمياه أو التنفس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم (الأحد) في مقر بنك الدم المركزي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية لإطلاق حملة للتبرع بالدم لسكان قطاع غزة، تحت شعار "دمنا واحد".
وقال أبو رمضان إن قطاع غزة على "شفا كارثة وبائية نتيجة تفشي الأمراض الطارئة المنقولة بالمياه أو التنفس وهناك ما يزيد على 100 ألف حالة التهاب كبدي وبائي".
وأضاف أن العام الماضي كان هناك فقط 85 حالة التهاب كبد وبائي في غزة وتفشي للأمراض التنفسية المنقولة بالرذاذ والأمراض الجلدية كالجرب والالتهابات البكتيرية سواء العنقودية منها أو أنواع البكتيريا الأخرى.
وحذر من احتمال تفشي وباء شلل الأطفال في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الأراضي الفلسطينية عامة بما فيها غزة أعلنت خلوها من الوباء منذ الثمانينيات.
وحول ما تم تداوله مؤخرا حول تفشي وباء شلل الأطفال في غزة، أوضح أبو رمضان أن إحدى المؤسسات الدولية قامت دون تنسيق وأخذ الإذن من الوزراة، كما يجب، بتجاوز التفويض الممنوح لها وأخذت عينات من غزة وقامت بتحليلها في إسرائيل ويقال إن نتيجة التحليل إيجابية.
وتابع أن موقف وزارته واضح بأن العملية تمت دون إذنها والإشراف عليها "ولا نعلم أين جمعت العينات وأين حللت وأساسا إذا العينات أخذت من غزة".
وأكد أبو رمضان أن غزة خالية من شلل الأطفال منذ ثلاثة عقود، بينما هناك حالات شلل أطفال موجودة في إسرائيل، ونحن نريد أن نعلم إذا كانت هناك حالات شلل أطفال في غزة فمن أين جاءت؟".
وقال إن المتسبب الأول والأكبر في هذا المجال الذي تسبب في تدمير البنية التحتية أو نقل الفيروس إلى السكان ربما من خلال الجنود الإسرائيليين أو آخرين أحضرهم، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي مسؤول عن هذه الكارثة الوبائية والبيئية وعليه تحمل النتيجة.
وأشار إلى أن الوزارة ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الشريكة قامت بتحضر مليون و200 ألف جرعة من اللقاح اللازم، مشيرا إلى أن نوع الوباء هو الرقم 2 غير الموجود أساسا في غزة وسنبدأ بتطعيم الأطفال حتى سن 8 سنوات، وهناك حالات أخرى تحتاج إلى تطعيم ثاني بسبب وجود أمراض أخرى أو نقص في المناعة.
وشدد على أن الوزارة تصر على أخذ عينات جديدة بإشرافها وبمعرفة مختصين لديها وتم أخذ هذه العينات والاتفاق مع الأردن لإرسال العينات لتأكيد وجود الفيروس من عدمه.
وحول الأوضاع الصحية في غزة، قال أبو رمضان إن القطاع الذي يتعرض "لعدوان" إسرائيلي متواصل منذ 10 أشهر، يعاني من كارثة في مختلف النواحي، ليس فقط في عدد القتلى والجرحى الذي فاق 130 ألفا، الكارثة هي نزع آدمية السكان في محافظات غزة الخمس، وإيلامهم بطرق نفسية شديدة، عدا عن الألم الجسدي وفقدان الأرواح.
وأضاف أن "العدوان" تسبب بتدمير ما يزيد على 80% من البنية التحتية للقطاع الصحي ومعظم المستشفيات خرجت عن الخدمة وما يعمل منها يعمل جزئيا نتيجة الدمار المباشر وفقد الكادر الطبي المؤهل بسبب النزوح القسري الذي يتعرض له ونقص الإمكانيات وانقطاع الكهرباء والوقود وانعدام المياه الآمنة وفيضان الصرف الصحي وتراكم النفايات الصلبة وانتشار الأوبئة.
واعتبر أبو رمضان أن تعافي القطاع الصحي يستلزم جهودا كبيرة من المنظومة الدولية وأهم المقومات اللازمة هو وقف "الحرب المجنونة التي طحنت كل شيء في غزة ودكت عظام وأرواح وأنفس مواطنينا".
وفي 21 يوليو الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إطلاق حملة لتطعيم جنوده في قطاع غزة ضد شلل الأطفال بعد اكتشاف بقايا الفيروس المعدي إثر اختبارات أجراها في مناطق مختلفة بالقطاع المحاصر.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.
وبسبب الحرب الإسرائيلية، يعاني غالبية سكان القطاع من نقص في الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما دعا منظمات أممية إلى التحذير من عواقب وخيمة قد تحل في القطاع مثل المجاعة بين السكان المحليين.
وانتشرت أخيرا أمراض عديدة في مراكز الإيواء في القطاع والمكتظة بالنازحين بما فيها الجلدية لانعدام النظافة وشح المياه وانتشار الصرف الصحي والنفايات وفق مؤسسات فلسطينية تنشط بالقطاع.