الخرطوم 4 أغسطس 2024 (شينخوا) أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تقليص عدد الأطفال الذين يمكنهم تلقي الغذاء العلاجي، من المصابين بسوء التغذية، في معسكر زمزم بالفاشر بغربي السودان بسبب نقص الإمداد.
وقالت بعثة المنظمة بالسودان في بيان صحفي اليوم (الأحد) " لم يتبقَ لدينا من الغذاء العلاجي للأطفال المصابين بسوء التغذية في مخيم زمزم بالسودان سوى ما يكفي لأسبوعين إضافيين".
وأضافت " للأسف، اضطررنا اليوم إلى تحديد عدد الأطفال الذين يمكنهم تلقي هذا العلاج نتيجة احتجاز قوات الدعم السريع لشاحناتنا المحملة بالإمدادات".
وأوضحت أن الغذاء العلاجي الخاص بسوء التغذية، والمتوفر في مخيم زمزم، يكفي الأطفال لمدة أسبوعين فقط.
وقالت "في مستشفانا الميداني في زمزم، الآسرة مشغولة في جناح سوء التغذية بنسبة 126%، مما يشير إلى أن العديد من الأطفال في حالة حرجة بالفعل".
وأشارت المنظمة إلى منع قوات الدعم السريع شاحناتها الثلاث التي تحمل الإمدادات الطبية المنقذة للحياة، بما في ذلك الأغذية العلاجية، من الوصول إلى معسكر زمزم بالفاشر منذ أكثر من شهر.
وطالبت المنظمة أطراف الصراع المسلح بالسماح للمساعدات الإنسانية بالانتقال عبر الحدود إلى السودان وعبر خطوط المواجهة.
وقالت "إن عرقلة أو تأخير الشحنات الإنسانية عمدا يعرض حياة الآلاف من الأطفال للخطر، حيث يتم قطعهم عن تلقي العلاج المنقذ للحياة".
وكانت شبكة الإنذار المبكر، وعدد من الوكالات قد أعلنت يوم الخميس الماضي عن تسجيل مجاعة في معسكر زمزم بالفاشر.
وقالت الشبكة في تقرير " إن مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، يواجه مجاعة كما يحتمل وقوعها في مخيمين آخرين".
وأضافت الشبكة " أن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أفادت بأن المجاعة مستمرة حاليا في مخيم زمزم".
وأشار التقرير إلى احتمال وقوع مجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام، حيث تقلل الأدلة المتاحة والمحدودة من القدرة على تأكيد أو نفي وقوعها.
ومنذ 10 مايو الماضي تدور مواجهات عنيفة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دا فور بين الجيش السوداني والمتحالفين معه ، وقوات الدعم السريع .
والفاشر، هي عاصمة ولاية شمال دارفور، ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش السوداني.
وما يزال الجيش السوداني يسيطر على مدينة الفاشر، وتقاتل إلى جانبه حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا" ، وأبرزها حركة "تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، وحركة "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و 100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو 7.9 مليون شخص.
كما أدت الحرب إلى لجوء نحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان، وفقا لتقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية ((أوتشا)).