غزة أول أغسطس 2024 (شينخوا) بدأت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم (الخميس) أنشطة تعليمية غير رسمية في قطاع غزة.
وهذه المرة الأولى التي يستأنف فيها النشاط التعليمي المتوقف في القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة منذ بدء الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتركز الأنشطة التعليمية على المرحلتين الابتدائية والإعدادية، على أن يتم توزيع الطلبة على فترتين صباحية ومسائية.
وقال فريد أبو عاذرة رئيس برنامج التربية والتعليم بالأونروا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المرحلة الأولى ستركز على مراكز الإيواء التابعة للوكالة ومن ثم ستتوسع في وقت لاحق حسب الظروف والتطورات الميدانية، مضيفا أنه على حسب ظروف كل مركز والأماكن المتوفرة وسيتم تعيين مدير تعليمي للفترة الصباحية وأخر للفترة المسائية، بالإضافة إلى فريق من المعلمين في كافة مراكز الإيواء.
وأشار إلى أن الأنشطة التعليمية ستقدم بالتوازي مع أنشطة الدعم النفسي والإجتماعي، لافتا إلى أن الوكالة تدرك تماما التحديات والصعوبات التي تواجه هذه العملية.
واعتبر أبو عاذرة أن بدء الأنشطة جاء في توقيت عصيب يمر به الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الأونروا لا تستطيع أن تترك الطلبة بدون تعليم لمدة أطول من ذلك.
واشتمل اليوم الأول من الأنشطة التعليمية على حصص ترفيهية ورسوم، بالإضافة إلى دروس تعليمية خفيفة وبدائية في محاولة لاندماج الطلبة بالمنهاج تدريجيا.
وقوبل بدء الأنشطة التعليمية بترحيب وتشجيع النازحين في مراكز الإيواء، لاسيما أن المسيرة التعليمية متوقفة تماما في القطاع منذ نحو 10 أشهر.
وعبرت رانيا (39 عاما) النازحة مع أطفالها الثلاثة من غزة إلى مدرسة تابعة للأونروا (مركز إيواء) في مدينة دير البلح وسط القطاع عن سعادتها الغامرة لعودة أبنائها إلى ممارسة حياتهم التعليمية.
وقالت بينما تراقب أطفالها أمام أحد الفصول لـ((شينخوا)) "اليوم عاد التعليم أخيرا حتى لو كان بشكل غير رسمي (..) أشعر وكأن أبنائي قد استعادوا جزءًا من حياتهم".
وأضافت "أبنائي منشغلون الآن بحصاد معرفة جديدة، بدلاً من البقاء في حالة من الترقب والخوف من القصف وضجيج الطائرات والآن، هم يشاركون في أنشطة الدعم النفسي والإجتماعي والأنشطة الترفيهية".
وتابعت "ابنتي الصغيرة رهف (5 أعوام) تعلمت حرفها الأول اليوم كما لو أن جزءا من الحياة الطبيعية قد عاد"، مؤكدة أن أطفال غزة لهم الحق في التعليم كباقي أطفال العالم".
وقتل 430 من طلبة الثانوية العامة و350 من المعلمين والمعلمات في قطاع غزة بفعل الحرب، وأصيب أكثر من 12 ألف طالب، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة، بحسب بيان لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.
وبحسب إحصائيات فلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي دمر 449 مدرسة وجامعة بشكل كلي وجزئي، فيما قالت وزارة التربية والتعليم إن الإحصائيات قابلة للارتفاع مع استمرار الحرب.
من جهته، أعلن مفوض عام الوكالة فيليب لازاريني أن الأونروا أطلقت اليوم برنامج العودة إلى التعلم، لافتا إلى أن الخطوة الأولى التي تمثل جزءًا من مسار طويل تركز على الأنشطة التي ستوفر للأطفال "ملاذًا من الأهوال التي ما زالوا يعيشونها".
وقال لازاريني في بيان إن أطفال غزة يواجهون "فظائع لا يمكن تصورها، إذ يعيشون تحت تأثير صدمة وذهول بسبب 300 يوم من الحرب والنزوح والخسارة والألم".
وتابع "لقد شهدوا ما لا ينبغي لأي طفل أن يشهده"، مشيرا إلى أنه من خلال الرياضة والفنون والدراما والألعاب، وتوفير مساحة للتواصل مع الأصدقاء وتكوين صداقات جديدة، يمنح "معلمونا الأطفال بريقا من الأمل في وسط الظلام".
واعتبر أن برنامج العودة إلى التعلم مساهمة بسيطة لمساعدة الأطفال على استعادة جزء من طفولتهم التي سُلبت منهم، مشددا على أن أطفال غزة يستحقون الأمان.
ودعا مفوض الأونروا إلى وقف إطلاق النار الآن من أجل الأطفال في غزة وجميع الأطفال في منطقة الشرق الأوسط.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت لمقتل أكثر من 39 ألف شخص وخلفت أزمة إنسانية ودمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.
وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.