طهران أول أغسطس 2024 (شينخوا) قال مسؤول حكومي إيراني كبير إن نموذج التنمية الصيني "المتسم بالاحترام"، والذي يتميز باحترام ثقافات الدول الأخرى، هو عامل رئيسي في تعاونها الدولي الناجح.
وقال مهدي زيغامي، نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال حفل استقبال أقيم لمجتمع الأعمال الإيراني في السفارة الصينية في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي، إن مبادرة التنمية الصينية في الدول الأخرى لا تسعى إلى تغيير ثقافاتها، وهو ما يمثل مفتاح تعاونها الناجح مع العديد من الدول، وخاصة في أفريقيا، على النقيض من نماذج التنمية الاستعمارية الغربية التي غالبا ما يكون مآلها الفشل.
في معرض إشارته إلى أن التحديث الصيني يحتوي على عناصر مشتركة في عمليات التحديث في جميع الدول وميزات مميزة للصين، قال زيغامي إن الأمر يتعلق بتحديث يشمل عدد كبير من السكان والسعي لتحقيق الرخاء المشترك والتقدم المادي والثقافي-الأخلاقي والانسجام بين الإنسانية والطبيعة والتنمية السلمية.
وأشار زيغامي، الذي يرأس أيضا منظمة ترويج التجارة الإيرانية، إلى أن الصين تتقدم بسرعة في جهود التحديث الخاصة بها، ويمكن استخدام نموذجها بشكل فعال من قبل دول أخرى، بما فيها إيران، في مختلف الصناعات وتطوير البنية التحتية.
وتابع "لم يعد تحقيق النمو وتطوير البنية التحتية ممكنا عمليا باستخدام الطرق التقليدية. ثمة حاجة إلى أساليب ونماذج جديدة".
ولدى حديثه عن الإصلاحات التي تم الكشف عنها خلال الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في بكين، ذكر زيغامي أنه تم التطرق إلى مختلف القضايا المتعلقة بالتحديث، مشيرا إلى أن إيران يمكن أن تدرس نموذج الصين لاستكشاف تطبيقاته المحتملة في القطاعات القائمة على التكنولوجيا وتطوير المجمعات الصناعية.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين إيران والصين، أكد زيغامي على التوسع الكبير في العلاقات الثنائية، مشيرا إلى زيارة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى الصين في فبراير من العام الماضي وزيادة حضور الشركات من كلا البلدين في معارض بعضهما البعض وارتفاع الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى الصين كأمثلة على هذا النمو.
وقال إن "كل هذا يبشر بمستقبل مشرق من حيث تنمية العلاقات الثنائية"، لافتا إلى إمكانية زيادة تعزيز العلاقات والتعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك صناعات التعدين والسيارات.
وأشار إلى تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقال نُشر في صحيفة ((طهران تايمز)) في 13 يوليو، حيث وصف بزشكيان توسيع العلاقات مع بكين بأنه أولوية للسياسة الخارجية.
وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق الصينية، سلط زيغامي الضوء على فوائد المشروع الضخم، خاصة في تطوير طرق المرور العابر بالسكك الحديدية والنقل البحري والتي يمكن أن تخلق وضعا مربحا للجانبين لإيران والصين ودول إقليمية أخرى.
وأضاف زيغامي أن الدول العربية الإقليمية الأخرى ودول آسيا الوسطى يمكن أن تستفيد أيضا من مبادرة الحزام والطريق بطرق مختلفة.
وشدد على موقع إيران الجيوسياسي والجيواقتصادي الإستراتيجي، الذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاح مبادرة الحزام والطريق عبر تسهيل صادرات الصين إلى أوروبا وآسيا الوسطى عبر إيران. وبالمثل، يمكن لدول أخرى استخدام البنية التحتية للمرور العابر لإيران لتصدير المنتجات إلى الصين بشكل أكثر ملاءمة، مما يعود بالفائدة على إيران أيضا.