الخرطوم 26 يوليو 2024 (شينخوا) شهدت مدينة كسلا عاصمة ولاية كسلا بشرق السودان اليوم (الجمعة) هطول أمطار غزيرة مما فاقم من معاناة آلاف النازحين في مراكز الإيواء المقامة بالمدينة.
وناشدت غرفة طوارئ شباب كسلا (متطوعون)، السلطات الرسمية والسكان بتوفير طلمبات شفط مياه، والتوجه فورا لمراكز الإيواء للمساعدة في تصريف مياه الأمطار.
وحذرت الغرفة، في بيان، من وضع كارثي ببعض مراكز الإيواء بالمدينة، مع وجود صعوبات في تصريف مياه الأمطار.
وقالت إن مياه الأمطار غمرت كليا 3 مراكز للإيواء في مدينة كسلا، وأشارت إلى صعوبات كبيرة فيما يتصل بتوفير الاحتياجات الضرورية من غذاء ودواء ومياه صالحة للشرب.
ووفقا لشاهد عيان من مدينة كسلا، فإن الأمطار استمرت في التساقط لأكثر من 6 ساعات، وأن المياه غمرت مساحات واسعة ودخلت إلى داخل المنازل ومراكز الإيواء التي تضم آلاف النازحين الذين هربوا أخيرا من ولاية سنار بوسط السودان إلى مدينة كسلا.
وقال شاهد العيان، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، "الوضع كارثي بالفعل، كميات المياه كبيرة جدا، وحتي الآن فشل المتطوعون من الشباب من تصريف المياه، ولا تتوفر طلمبات لشفط المياه".
من جانبها، قالت مبادرة نداء الوسط (منظمة أهلية) إن معاناة النازحين بولاية كسلا تتفاقم بسبب غرق مراكز الإيواء في مدينتي كسلا وحلفا الجديدة جراء الأمطار الغزيرة.
وقالت المبادرة في بيان اليوم "غمرت المياه مراكز الإيواء التي تحتضن الأسر النازحة، وهي معاناة إنسانية لا تحتمل".
وأضافت "الأمطار الغزيرة فاقمت من معاناة العائلات التي أضحت محاطة بالمياه، وتحولت الشوارع إلى أنهار، فيما تسربت المياه إلى خيام الإيواء وغمرت أغراض النازحين الأساسية".
وحذرت المبادرة من خطر يهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن، ودعت للتضامن ومد يد العون وتقديم مساعدات الإغاثة للنازحين.
وتشهد ولاية كسلا منذ نحو أسبوع أمطارا غزيرة مما أسفر عن تدمير مئات المنازل بريفي كسلا ومنطقة أروما.
وكان المدير العام لوزارة الزراعة في كسلا خضر رمضان قد قال في وقت سابق "وفقا لما أعلنته وكالة الأرصاد الجوية في السودان والمرصد الكيني، ستكون معدلات سقوط الأمطار خلال موسم الخريف فوق معدلاتها الطبيعية".
وأضاف رمضان في تصريح صحفي "بداية هطول الأمطار قبل نحو أسبوع كانت بمعدلات بلغت ما بين 150 و 270 مليمترا في معظم المناطق، والآن بلغت المعدلات أكثر من 340 مليمترا".
وتابع "إن الأمطار التي هطلت تسببت في أضرار جسيمة جدا، حيث تم تدمير حوالي 1470 منزلا في محلية ريف كسلا، بما في ذلك مناطق تاجوج واللفة وود شريفي والقرى المحيطة بها مثل قرية عواض وعواض سلكياي وقرى منطقة جمام وتلاويت".
ويشهد السودان سنويا، وخلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر، موجات من السيول والفيضانات بسبب تساقط الأمطار.
وفي وقت سابق، توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية (حكومية)، في وقت سابق، ارتفاع منسوب مياه نهر القاش الذي يمر بمدينة كسلا، وطالبت المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن ضفاف النهر.
وفي أحدث تقرير لها، توقعت الهيئة هطول أمطار أعلى من المعدلات الطبيعية هذا العام، بنسب متفاوتة في مناطق مختلفة بالسودان.
وقالت الهيئة، في تقرير تلقت ((شينخوا)) نسخة منه "في ظل الوضع الراھن الذي تعيشه بلادنا وشعبنا، والتعقیدات التي أفرزتھا الحرب المفروضة على بلادنا من تدمیر الموارد والمؤسسات والبنى التحتیة، فإن تغيرات الطقس والمناخ تمثل خطرا كبیرا یھدد الحیاة الاقتصادیة والإجتماعیة والتنمیة المستدامة".
ومنذ ثلاثة أعوام، يعاني السودان من معدلات أمطار متزايدة أدت إلى مقتل مئات الأشخاص وتدمير آلاف المنازل وأتلفت آلاف الأفدنة من المساحات الزراعية.
وكانت فيضانات الأعوام 1946 و 1988 و 2020 من أسوأ الفيضانات التي عرفتها البلاد في تاريخها.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 13 ألفا و 100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو نحو 7.3 مليون شخص.
كما أدت الحرب إلى لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر واثيوبيا وتشاد واريتريا وجنوب السودان، وفقا لتقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).