الصفحة الرئيسية >> الرياضة

مقالة : الرياضيون العرب يتألقون في مدينة النور

/مصدر: شينخوا/   2024:07:25.16:28

بكين 25 يوليو 2024 (شينخوا) يُستخدم المصطلح الفرنسي "أرابيسك" لوصف الزخرفة الفنية التي تعتمد على الأشكال الهندسية والنباتات المتداخلة. هذا الفن الفريد الذي نشأ في العالم الإسلامي، انتقل إلى أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وتأثر به الفن الأوروبي.

ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، سيعيد الرياضيون العرب البارزون عرض "الأسلوب الفريد" للعالم العربي في ساحة المنافسة بباريس، كما أنهم جاهزون للتألق في "مدينة النور".

ــ التألق في مدينة النور

منذ أن فاز الرباع المصري السيد محمد نصير بأول ميدالية ذهبية للعرب في تاريخ الأولمبياد عام 1928، بدأت مواهب الرياضيين العرب تظهر في البطولات الرياضية العالمية، وحصدوا الألقاب في البطولات الأولمبية، ولفتوا أنظار الجماهير حول العالم.

تتصدر مصر قائمة الدول العربية من حيث إجمالي عدد الميداليات الأولمبية. وقد أعلنت اللجنة الأولمبية المصرية عن إرسال أكبر بعثة رياضية في تاريخها إلى باريس، حيث تضم 148 لاعباً ولاعبة أساسيا و16 لاعبا احتياطيا يشاركون في 22 رياضة. وأعرب المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، عن توقعه بأن تحصد البعثة المصرية ما بين 7 إلى 11 ميدالية في رفع الأثقال والرماية والخماسي الحديث والمصارعة والتايكوندو.

في الفروسية، تعتبر الخيول جزءا لا يتجزأ من الحياة في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين. وخلال دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، سوف يشارك المنتخب السعودي لقفز الحواجز في المنافسات أمام الفرق الأوروبية القوية في حدائق قصر فرساي، وهو عازم على تكرار الأداء المتميز الذي قدمه في أولمبياد لندن 2012 عندما فاز بالميدالية البرونزية. ومن جانبه قال الفارس عبد الله الشربتلي، الذي فاز بميدالية ذهبية في الألعاب الآسيوية 2022، لـ((عرب نيوز)) إنه في حالة ممتازة ولديه الكثير من الثقة.

منذ فوز لاعب التايكوندو الأردني أحمد أبو غوش بأول ميدالية أولمبية للأردن في أولمبياد 2016، توالت الانتصارات الأردنية في منافسات فنون الدفاع عن النفس. ففي طوكيو 2020، فاز لاعبا التايكوندو صالح الشرباتي والكاراتيه عبد الرحمن المصاطفة بميداليتين تاريخيتين للأردن. وفي الألعاب الآسيوية 2022، حصدت الأردن 9 ميداليات، منها 5 ميداليات في الكاراتيه و3 في التايكوندو. ورغم عدم وجود لعبة الكاراتيه ضمن برنامج دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، إلا أن دورة الألعاب هذه ستشهد مشاركة بطل التايكوندو صالح الشرباتي وكذلك نجمة التايكوندو جوليانا الصادق التي تصدرت مع بداية العام 2023 التصنيف العالمي للتايكوندو لوزن تحت 67 كغم، كما سيلفت رياضيون أردنيون جدد مثل زيد مصطفى الأنظار.

تتمتع الجزائر بتفوق في ألعاب قوى، حيث حصدت 4 من أصل 5 ميداليات ذهبية أولمبية في هذه المنافسات. ويُعتبر العداء الجزائري جمال سجاتي مرشحا بارزا للفوز بالميدالية الذهبية، حيث أحرز أفضل توقيت في سباق 800 متر هذا العام بتسجيله 1.41:46 دقيقة خلال مشاركته في لقاء موناكو لألعاب القوى، محسنا أيضا توقيته كثالث أسرع عداء بهذه المسافة في التاريخ. وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قالت أميمة بوربيع، الصحفية الرياضية الجزائرية "نتوقع أن يحصد بعض الجزائريين ميداليات أولمبية. من بينهم جمال سجاتي وسليمان مولى في سباق 800 متر، وإيمان خليف في الملاكمة وزن 66 كلغ، وكيليا نمور في الجمباز".

هذا ويستعد الرباع فارس إبراهيم، أول بطل أولمبي قطري، مجددا لصنع التاريخ خلال مشاركته الثالثة في الألعاب الأولمبية. أما نجم القفز العالي القطري معتز برشم، فسيحاول الفوز بميداليته الرابعة على التوالي في الألعاب الأولمبية هذا الصيف، حيث سبق له أن حصل على الميدالية الفضية في أولمبياد لندن 2012 وريو 2016، والميدالية الذهبية في طوكيو 2020.

تعتبر ألعاب القوى والملاكمة من الرياضات التي يمكن أن تحقق للمغرب ميداليات، حيث حصل المغرب على 19 ميدالية في ألعاب القوى و4 في الملاكمة من أصل 23 ميدالية أولمبية. وسيقف كل من سفيان البقالي، الفائز بالميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع في طوكيو 2020، وفاطمة الزهراء كردادي، الحائزة على أول ميدالية مغربية في ماراثون السيدات ببطولة العالم لألعاب القوى، على مضمار استاد فرنسا. كما ستعود خديجة المرضي، أول بطلة عربية في بطولة العالم للملاكمة، للمنافسة مجددا.

ــ المزيد من المشاركة العربية

يعكس تاريخ الألعاب الأولمبية تطور الدول العربية لتصبح "قوى رياضية". بالإضافة إلى المجالات التقليدية، تشهد هذه الدورة مشاركة عدد أكبر من الرياضيين العرب في مجالات غير مألوفة، ما يجعلها أكثر إثارة.

سيكون اللاعب الأردني أحمد أبو السعود أول لاعب جمباز أردني يشارك في الألعاب الأولمبية. ففي بطولة العالم للجمباز التي أقيمت في ليفربول 2022، حصل أحمد أبو السعود على ميدالية في حصان القفز، ليصبح أول رياضي عربي يحصل على ميدالية في بطولة العالم للجمباز.

وسوف تشارك سوريا في الجمباز الفني لأول مرة في الأولمبياد، حيث حصل ليث نجار، البالغ من العمر 21 عاما، على واحدة من "بطاقات الدعوة" التي يمنحها الاتحاد الدولي للجمباز. وتعد بطاقات الدعوة جزءا من القاعدة العالمية للجنة الأولمبية الدولية، وتهدف إلى زيادة تنوع الدول المشاركة في الألعاب الأولمبية.

بناءً على نفس القاعدة، حصل لاعب التنس اللبناني بنيامين حسن على بطاقة دعوة، وسيصبح أول لاعب تنس يمثل لبنان في دورة الألعاب الأولمبية. وسينضم إليه لاعب التنس التونسي معز الشرقي على ملعب رولان غاروس. وقد قال بنيامين حسن في مقابلة مع ((ذا ناشيونال)) إنه من الجيد أن يكون لدى الدول العربية بعض اللاعبين الذين لديهم فرصة للمشاركة في الألعاب الأولمبية، مشيرا إلى أنها فرصة عظيمة لإظهار ما يستطيع اللاعبون العرب تحقيقه.

وبالنسبة للإمارات، سيشارك منتخب الإمارات لقفز الحواجز في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. وهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها الإمارات لمنافسات "الفرق" لقفز الحواجز في تاريخ الألعاب الأولمبية. ويعتبر عبد الله المري، البالغ من العمر 40 عاما، الأكثر خبرة في المنتخب، حيث فاز بالميدالية البرونزية للإمارات في مسابقتي الفردي والفرق في دورة الألعاب الآسيوية 2022.

من ناحية أخرى، سيتم إدخال رياضة البريك دانس إلى الألعاب الأولمبية الصيفية لأول مرة. وسيمثل المغربيان بلال ملاخ وفاطمة الماموني المغرب في هذه الرياضة، ليكونا أول رياضيين مغاربة يشاركون في هذا الحدث.

وقد ذكرت كلوديا كوزمان، وهي أستاذة مساعدة بجامعة نورثويسترن في قطر وصحفية رياضية سابقة، في مقابلة مع ((شينخوا))، مفسرة سبب تزايد عدد الرياضيين العرب في المنافسات الكبرى: "يمكنني أن أعزو هذه الأعداد المتزايدة من الرياضيين العرب إلى تزايد الاهتمام بالرياضة بالتوازي مع النمو والتقدم في بعض هذه المجتمعات".

وتابعت قائلة إنه من ناحية تطلب الأمر بعض الوقت من معظم دول الخليج منذ حصولها على الاستقلال لتحقيق النمو في جميع المجالات. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي النجاحات في بعض الرياضات في شمال إفريقيا إلى تأثير الامتداد، ما يعني أن النتائج الجيدة في رياضة واحدة يمكن أن تعزز الشعور الوطني، وبالتالي تزيد من اهتمام الجمهور بالرياضات الأخرى، خاصة إذا كان الجمهور على دراية بهذه المشاركات.

ــ النساء يتحدين المستحيل

منذ أن حصدت العداءة المغربية نوال المتوكل الميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد عام 1984، كأول امرأة عربية تفوز بميدالية أولمبية، استمر عدد متزايد من الرياضيات العربيات في كسر الحواجز وإلهام النساء الشابات لتحقيق النجاح في الرياضة. من بين هؤلاء، راي باسيل، وهي بطلة في رماية "التراب" من لبنان، وسوف تمثل لبنان للمرة الرابعة في الأولمبياد، حيث فازت بعدة ميداليات في كأس العالم للرماية وحصدت ذهبية في بطولة آسيا للرماية 2023.

أما صفية الصايغ، البالغة من العمر 22 عاما، فهي أول راكبة دراجات محترفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتنافس ضمن فريق الإمارات "القابضة" (ADQ) للدراجات. والآن، تصنع صفية الصايغ التاريخ كأول إماراتية تتأهل للأولمبياد. وقالت لـ((عرب نيوز)) "في السابق، لم يكن هناك طريق واضح للدراجات النسائية، ولكن مع مرور السنوات، لدينا الآن أول فريق محترف في المنطقة، ونعمل على تمهيد هذا الطريق للآخرين لكي يتبعوه".

وأشار أحمد الملاح، الصحفي الرياضي الأردني، في مقابلة مع ((شينخوا))، إلى أن "الرياضة النسائية العربية شهدت تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة، وربما تؤكد النتائج التي تحققت في البطولات العالمية والأولمبية هذا التقدم، مضيفا بقوله إن "هذا التقدم يعود إلى اهتمام الدول العربية بالرياضة بشكل عام، ورياضة المرأة بشكل خاص، وتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة بشكل أكبر من الماضي، إلى جانب زيادة عدد مشاركات المرأة العربية في البطولات المختلفة".

وبحسب تقرير لجريدة ((سعودي جازيت))، شهدت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية زيادة نسبتها 52 في المائة في عدد الرياضيات السعوديات المسجلات ضمن اتحاداتها الرياضية الـ54 في عام 2023. وفي هذه الدورة، أصبحت اللاعبة السعودية في رياضة التايكوندو دنيا أبو طالب أول سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات، وستشارك السباحة مشاعل العايد في منافسات سباق 200 متر حرة، لتصبح أول امرأة في تاريخ السباحة السعودية تشارك بدورات الألعاب الأولمبية.

وفي الوقت ذاته، ستشارك فاليري ترزي، سباحة فلسطينية أمريكية، في منافسات السباحة ممثلة لفلسطين. وكتبت على ((إنستغرام)) تقول إنها في غاية الفخر بالعودة إلى جذورها وتمثيل فلسطين في باريس.

وترى كلوديا كوزمان أنه على الرغم من أن الرياضة في المنطقة العربية ليست متقدمة كما هي عليه في دول أخرى، إلا أن الأمر يتغير إلى الأفضل، حيث قالت "أرى أن النساء أصبحن أكثر اهتماما بالرياضة لأنها أصبحت أكثر قبولا. وأعتقد أيضا أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير في هذا الصدد. فنحن نرى المزيد من المنشورات المتعلقة باللياقة البدنية أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي أصبحت الرياضة تُسوق بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي".

صور ساخنة