بيروت 22 يوليو 2024 (شينخوا) قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم (الاثنين) إن اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة اللبنانية العراقية المقرر في نهاية سبتمبر المقبل في بيروت سيكون فرصة لتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين.
وأعرب ميقاتي أمام زواره اليوم بحسب ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية عن تقديره "للدعم الكامل الذي يقدمه العراق للبنان في مختلف المجالات واستعداد الحكومة العراقية لتفعيل التعاون الثنائي الحالي بين البلدين والانطلاق نحو آفاق جديدة من العلاقات".
وذلك بالإشارة إلى الزيارة التي قام بها مع وفد وزاري إلى العراق يوم أمس (الأحد) والمحادثات التي أجراها مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، موضحا أن "المحادثات تناولت سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة".
وقال إن "المحادثات ستستكمل في خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية سبتمبر المقبل في بيروت والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين".
وأشار إلى أنه "جدد دعوة رئيس وزراء العراق لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا".
وشكر ميقاتي لنظيره العراقي "متابعته الحثيثة لكل ما من شأنه أن يدعم لبنان ويساعده على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، لا سيما لجهة توفير المساعدات في مجالات عديدة وأبرزها النفطية لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية".
وكان لبنان قد وقع في عام 2021 اتفاقا مع العراق لتزويده بـ 1.1 مليون طن سنويا من النفط الخام ، مقابل سلع وخدمات، وقد تم تجديد الاتفاق مطلع عام 2023 وزيادة كمية النفط إلى 1.5 مليون طن سنويا ، إلا أن الجانبين وقعا في يوليو 2023 على اتفاق جديد لتزويد لبنان بكمية تصل إلى مليوني طن من النفط سنويا لتوليد مقدار أكبر من الكهرباء.
وحول الوضع في جنوب لبنان قال ميقاتي إن "التطورات الميدانية الحاصلة في الأيام الاخيرة تدعو إلى الحذر ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الدبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه".
وأضاف "لا يمكننا القول أن هناك تطمينات وضمانات لأن لا أحد يضمن نوايا العدو الاسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع".
وعن ملف التجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) التي تنتهي ولايتها في 31 أغسطس المقبل، قال ميقاتي "نواصل الاتصالات الدبلوماسية من أجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عاليا الدور الاساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش اللبناني".
وأوضح انه "من خلال الاتصالات التي أجريناها لمسنا حرصا على المحافظة على هذا الدور لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الجنوب".
وفي السياق ذاته صرح وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعد اجتماعه اليوم مع ميقاتي أنه أطلعه على نتائج لقاءات أجراها في واشنطن وفي الأمم المتحدة وقال "أبلغته أن هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات اليونيفيل لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون اي تعديل."
وكان مجلس الأمن أنشأ اليونيفيل عام 1978 للتحقق من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عقب اجتياحها لأراضيه، وعقب الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006 قرر مجلس الأمن توسيع مهمة اليونيفيل لتشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومساعدة لبنان في إنشاء منطقة بين "الخط الأزرق" على الحدود مع اسرائيل ونهر الليطاني خالية من أي عناصر مسلحة.
وتضم اليونيفيل حاليا بحسب آخر بيانات قيادتها في 20 مايو الماضي نحو 10 آلاف و31 جنديا من حفظة السلام من 49 دولة.
وأوضح بوحبيب من جهة أخرى أنه عرض لميقاتي أجواء الاجتماعات التي عقدها مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين الذين "شددوا على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الأعمال العسكرية في الجنوب".