الخرطوم 18 يوليو 2024 (شينخوا) أكد سياسيون وخبراء سودانيون أهمية انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، التي بدأت مؤخرا في العاصمة الصينية بكين، في تعميق الإصلاح والانفتاح وتعزيز التحديث الصيني النمط.
فقد قال الدكتور علي يوسف، وهو دبلوماسي سوداني مخضرم، ويشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية "لقد كنت شاهدا على بدايات سياسة الإصلاح في الصين في تسعينيات القرن الماضي وكنت سفيرا لبلادي في بكين وكان هدف الإصلاح حينها تحقيق نظام السوق الاشتراكي بخصائص صينية والاستفادة القصوى من نقل التكنولوجيا وتطوير القطاع العام الصيني".
وأضاف، في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا))، قائلا إن الصين نجحت في تعميق الإصلاح بشكل شامل فاستطاعت القضاء على الفجوة الكبيرة بين شريحة الفقراء من المواطنين الصينيين، وتحقق التحديث الشامل بين الطبقات والمناطق الجغرافية، وقد أدى توسع وتطوير وسائل المواصلات خاصة السكك الحديدية إلى تحقيق الترابط الداخلي وربط مناطق الإنتاج بمناطق التصدير، ما دفع التحديث الصيني إلى أعلى الآفاق.
وشدد على أن انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يُشكل قوة دفع جديدة لتعزيز مسيرة الإصلاح والانفتاح.
وألمح يوسف إلى أن الصين تلعب الآن دورا مهما في استقرار الاقتصاد العالمي وفي دفع التجارة الدولية، كما تساهم بصور فاعلة في إرساء قيم التعايش السلمي والسلام في العالم.
وتابع بقوله "كما أن الصين تظهر اهتماما كبيرا بإرساء قواعد مهمة تشجع على التشاركية من خلال مبادرات خلاقة مثل مبادرة الحزام والطريق في إطار جهود بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
ورأى يوسف أن مخرجات الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ستكون بمثابة رافعة جديدة لتعظيم الإيجابيات التي تحققت في مجال الإصلاح والانفتاح.
وأعرب عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة تعزيز الشراكات القائمة بين الصين والدول العربية في المجالات الإستراتيجية.
ومن جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم الدكتور الزمزمي بشير عبد المحمود أهمية انعقاد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني.
وقال لـ((شينخوا)) "من المؤكد أن لهذه الجلسة أهمية كبرى كونها تركز على تعميق وتعزيز سياسة الإصلاح والانفتاح وتطوير التحديث الصيني النمط".
وأضاف "لقد أثبتت سياسة الإصلاح والانفتاح أنها أداة فاعلة لتحقيق تقدم هائل في الصين، وتعزيز الثورة العلمية والتكنولوجية والتكيف مع التغيرات الدولية، وتعزيز مبدأ التشاركية".
وأشار عبد المحمود إلى دور الصين المحوري في تعزيز قيم السلام والتنمية والتعايش السلمي، وقال "مما لاشك فيه أن السلام أساس التنمية، وإن الصين لاعب رئيسي في مجال تحقيق السلام العالمي".
وفي نفس الإطار، أرجع المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح إلى الرؤية الثاقبة للحزب الشيوعي الصيني وإيمانه العميق بضرورة الانفتاح.
وقال محجوب لـ((شينخوا)) "لقد كان لمساعي الحزب الشيوعي الصيني وأفكاره دور كبير في إنجاح سياسة الإصلاح والانفتاح وتعزيز نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية".
ولفت إلى أن "الحزب يعمل بقناعة راسخة بأن الانفتاح يدفع إلى تحقيق التقدم، بينما يؤدي الانغلاق إلى التراجع والانكفاء على الذات. وقد كان لهذه الآراء دور كبير في رفد الاقتصاد العالمي بأفكار ملهمة".
وأشاد محجوب بقدرة الحزب الشيوعي الصيني على قيادة الدولة نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.